مع إشراقات الصباح الباكرة، يطل علينا برهان من السّماء محمّل بالدفء والحنان، قطرات من النّدى تتسلل على بتلات الأزهار، نور يملأ الوجود، حتى تراب الأرض يتزين بالدحنون والياسمين، قوة جديدة تعبث بأحلامنا البعيدة، أحلامنا المؤجلة، أحلامنا الخيالية، تحطّم قيوداً صنعتها أفكارنا داعية إياها إلى الأمل… فإن غابت شمس البارحة دون إنجاز.. ستشرق شمس اليوم وتقول لك: هل من جديد؟ فأجمل الحقائق كانت في الماضي ما هي إلا أحلام.
لا تحرم نفسك قبل فوات الأوان من لذة الحياة، ولا تحرم نفسك من تجربة جديدة، شغف جديد، ولا تصنف نفسك "بالروتيني"، الروتين: ذلك القاتل الصامت، يصنع حياة محفوفة بالخوف باهتة لا لون فيها ولا رغبة، بحجة ضغوطات الحياة يقع الإنسان مستسلماً بإرادته في فخ الملل، إن سألته عن نفسه تجده تائهاً بقول لا جديد! هذا إن بقيت لديه الرغبة في الكلام.
تخلص من تلك الأعراض وألقها في أقرب مكبٍّ للنفايات الفكرية، كل ما تحتاجه هو العزيمة والإصرار، وقليل من الشغف وكثير من المرونة، حتى ترى الحياة بأعينٍ جديدة، مزينة بأهدافك والطرق التي تساعدك لتحقيق ذاتك.
ولا تكن ضمن دائرة المتكاسلين، همتهم قاع الأرض، يناشدون اللاشيء، حرموا أنفسهم من التميز والإبداع.
الكسل مرضٌ مصحوب بالضيق، ومحجوب عنه الأمل، وآخر طريقه السلبية والفشل، وهو أنواع: منه الكسل الجسدي الفسيولوجي الذي يحتاج إلى مداخلة طبية لتحديد أسبابه وطرق علاجه. والكسل الفكري، وهو أخطر أنواع الكسل؛ حيث يكتفي الإنسان بالمعتقدات التي تربى عليها دون تجديد أو تفكير في صحتها، يبرمج نفسه على نتائج مسبقة الحكم، يعطّل كل حواسه، ويحجّر كل أفكاره، بعادات قديمة بالية.
انتشار مثل هذا النمط الفكري هو خطر كبير على الشعوب، يُحد من تطورها وتقدمها، وخصوصاً بعض المعتقدات المصنفة دينياً، المنتشرة بين الناس وعند تأصيلها تجد أنها ليست إلا إرثاً قديماً إما اجتماعياً أو سياسياً.
قاوم كسلك وأعمل فكرك واجتهد للوصول، واجعل شعارك "أنا أستطيع".
وهناك آخرون مثاليون، يخافون من أي شيء لا يعرفونه، يخافون من فكرة الفشل أمام الآخرين، حددوا حياتهم بأفكار هي في آخر المطاف عبء على كواهلهم.
معظم النتائج العظيمة كانت ضمن قائمة كبيرة من تجارب فاشلة، ففي كل تجربة إضافة، والتجارب هي المعلم الوحيد الذي يكسبك مهارات الحياة، وذلك هو الفشل الإيجابي القائد إلى النجاح، أما الفشل السلبي حين تلقي لوم فشلك على غيرك، وهذا من أكبر الإخفاقات.
لا يوجد شيء مستحيل… لا تشغل بالك بالآخرين، واجعل هدفك نُصب عينيك وافعل ما تخشاه ولا تخف.
وأخيراً كن مختلفاً… مبدعاً… متجدداً… فالحياة لا تسير على خط واحد، مرة في الأعلى ومرة في الأسفل، مثلها مثل دقات القلب إن كانت كذلك، فهذا يعني الموت، وذلك أبعد ما يكون عن الحياة.
اعرف ذاتك وانشغل بها.. اصنع الرضا لنفسك.. حلِّق بطموحاتك.. تخلَّص من أعبائك الاجتماعية والنفسية، انسج هالتك الخاصة، اقتنص الفرص، واقطف ثمرة نجاحك وافرح بها.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.