نحن الفتيات.. لماذا قد نختار العنوسة لا الزواج؟

عدد القراءات
4,188
عربي بوست
تم النشر: 2018/06/28 الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/11 الساعة 06:05 بتوقيت غرينتش
A close-up beauty portrait of a pensive young woman in white shirt. The woman has brown eyes, healthy clean skin, natural make-up and dark hair that is swept back from her face. Her head is slightly tilted to the side. The shot is executed with available natural light, and the copy space has been left.

صديقي أكمل الأربعين، للأسف حاول مرات متعددة الارتباط لكنه فشل، اليوم يقول لي إنه قرر أن يكمل حياته وحيداً، مازحته قائلة: "لا يا رجل هتعنس؟ كيف سينظر إليك المجتمع؟"، ضحك من كلامي وقال: "أنا رجل، العنوسة مصطلح لصيق بكن أنتن النساء، أما الرجال فالزواج بالنسبة لهم اختيار"، قهقهت من جوابه درءاً للغصة التي أصبت بها، لكن جوابه لا يختلف عن اعتقادات أغلب المغاربة والعرب بصفة عامة نساء ورجالاً، والعجيب هو أنه وبحكم السائد في المجتمع كان هو المبادر هو مَن يتقدم للخطبة ومع ذلك لم ينجح في تكليل تجاربه بالزواج والظفر بشريكة، فماذا عسى المرأة أن تقول وهي التي حكم عليها أن تنتظر حتى يدق بابها، حينئذ فقط يمكنها أن تبدي رأيها أو تختار؟!

قرار أن تكمل حياتك وحيداً، هو قرار لا يعني بالدرجة الأولى الذكور، بل اليوم مع التحولات الاقتصادية والمجتمعية وما يشهده العالم من ثورة في كل شيء، أصبحت العزوبة أيضاً قراراً بالنسبة للإناث، هناك البعض من النساء مقتنعات بأن هناك أشياء أخرى في الكون تستحق أن تكتشف، وربما الزواج يعطل هذه المهمة، وهناك البعض الآخر من خلال التجارب التي عايشتها لم تعد تقوى على تجرع المزيد من الخيبات "مع أنه لا يمكن الحكم على جميع الناس من خلال بعض التجارب"، وهناك مَن ترى أن خوض "مغامرة" الزواج يقترن بوجود حب كبير، وفئة أخرى من النساء يعشن هاجس الخوف من مؤسسة الزواج والالتزامات العائلية والمجتمعية، والقائمة طويلة.

ليس عيباً ألا تجدي شريكاً تكملين معه حياتك، ولا ينقص من إنسانيتك في شيء، ولا يجعل مواطنتك ناقصة، ولا يحجب أنوثتك، لكن العيب هو أن يمارس عليك أفراد المجتمع الضغط ويجعلوا منك حالة شاذة، أو أنك خرقتِ قانون الطبيعة، وكلما شاهدوك يتأسفون لحالك، ويكثرون من الدعاء لينزل الله معجزة لينقذك من هذا القدر "القذر"، ويرأفون لحال أسرتك الذين ما زالوا يتحملون عبء أنثى في البيت بعدما "تجاوزت سن الزواج".

لكن هل فعلاً للزواج سن؟

هذا التساؤل مشروع، وأجده هو لب المشكلة، هل فعلاً للزواج سن؟ ومن حدد هذه السن لتصبح قاعدة تصنف المرأة، لمرأة نافعة وغير نافعة، يضحكونني من يتبجحون بقول إن الحياة ليست بعدد السنين لكن بعدد التجارب، ويصلون للزواج ويلغى كل شيء، وتصبح حياة المرأة رهينة بسنها، وهل تزوجت في الوقت المحدد من عدمه، كأن فلك الكون كله يدور حول الارتباط، تجد الأنثى متفوقة في عملها ودراستها ومكانتها الاجتماعية، لكن هذا كله في كفة والزواج في كفة أخرى، أما الرجل فهو لا يفوته القطار بلغتهم، حتى لو بقي في عمره ثوانٍ فهو صالح للنكاح.

ما يزعج أكثر هو أن النساء أول من يحاكمن بنات جلدتهن، تحكي إحدى صديقاتي أنها قاطعت أعراس العائلة، فقط لأنها لم تعد تحتمل سماع تعليقات تجعلها تشمئز من حالها، وصديقة أخرى متزوجة تشاجرت مع زوجها فذهبت تشكي همها لأمها فقالت لها: "هو من أنقذك من العنوسة".

تطالبون بالحق في الاختلاف، أوليست العزوبة اختلافاً؟! أليست نمطاً في الحياة؟! أليست اختياراً وقناعة يصل إليها الإنسان بعد عدة تجارب؟! أليس الزواج ارتباطاً روحياً ومن تاهت منه روحه كيف تطالبونه بالزواج؟ لو كان الارتباط تقصدون به مشاركة رجل لامرأة في السرير والبيت والمسؤوليات والالتزامات العائلية هذا يمكن أن تحققه بشريك في السكن وانتهى الأمر.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
هاجر الريسوني
صحفية مغربية
تحميل المزيد