هذا ما كنتُ سأفعله لو كانت لديَّ أموال مارك زوكربيرغ!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/22 الساعة 10:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/22 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش

عليّ أن أعترف بأنه ليست كل طموحاتي مادية بالشكل الذي يوحيه العنوان، لكن الحياة تثبت لي يوماً بعد يوم أن المادة هي رأس مال كل شيء، بدءاً من تأسيس عمل ناجح، ووصولاً لتحقيق رغبات دنيوية كثيرة، منها الاستقرار والزواج والسفر واستكشاف الأماكن الجديدة، وغيرها الكثير "كما يفعل بعض الأثرياء".

بعد أن أنجبا طفلتيهما ماكس، قرر رئيس دولة الفيسبوك، كما يسميه البعض، مارك زوكربيرغ هو وزوجته أن يتبرعا بـ99% بالمائة من ثروتهما للأعمال الخيرية، ويحتفظا لنفسيهما وللطفلة بـ1% المتبقية، أي 450 مليون دولار، هكذا هم أغلب أثرياء العالم يحبون تأسيس الأعمال الخيرية إلى جانب عملهم التجاري.

لوهلة ما غرقت في الأحلام الوردية التي عندما كنت أحدث أصدقائي في الثانوية عن حلم ما، يردون عليّ كثيراً بأن أحلامي وردية "صعبة التحقق"، فكرت لو كانت لديّ أموال زوكربيرغ ماذا كنت سأفعل بها لنفسي، ربما سأحقق رغباتي الغريبة التي أصبحت تراودني في الفترة الأخيرة، كالتخييم في غابة ما، أو شراء دراجة هوائية وكاميرا احترافية أتنقل بها بين المدن وأستكشف تقاليد أهلها وأصورها وأتعرف على معالمها.

ربما سأقوم بأمور في مرحلة أفضل، كسيارة ومنزل يؤويني في الغربة وزوجة صالحة تقاسمني الحلو والمّر، ثم تأسيس عمل أتحمس من أجله وأتعب عليه إلى جانب كل هذا الكم الكبير من المال، وهذا من مبدأ شخصي بأن يكون لديّ شيء أتعب في سبيله.. لكن مهلاً نسيت كوني سورياً يعيش في الغربة.

ربما سأخرج والدي الذي يعيش في سوريا في أصعب مناطق العالم التي لم تبقَ طائرة حربية إلا وحلقت فوقها، كما أنني غالباً سأبحث عن اللاجئين السوريين ذوي الأوضاع الصعبة لأقلب أوضاع حياتهم من الحزن للسعادة، فأغلبهم محتاجون ويعانون من ظروف لم يتعرض لها أحد في العالم، أمام البرد الذي سيخترق خيامهم أو أبواب بيوتهم المهترئة التي يبيتون بها، لا بأس، فأموال زوكربيرغ في يدي.

غالباً سأعمل على تأسيس منصات لدعم رواد الأعمال الشباب من السوريين، فالكثير منهم لديهم مشاريع تنموية طموحة وأفكار خلاقة، ستكون هذه المنصات خطوة أولى لتحقيق أفكارهم وأحلامهم، كما يحدث في بعض الدول العربية، هذه الفكرة ستنهي في يوم من الأيام حالة أن الشعب السوري اعتاد على سلال غذائية تُقدم له من هذا وذاك، وسيبدأ جزء كبير منه بالعمل وكسب رزقه بيده دون انتظار سيارة تحمل الكراتين الغذائية على باب منزله.. تريد الدليل على ذلك؟ ابحث في جوجل عن "بائع الأقلام عبدالحليم العطار".

لكن مهلاً قليلاً.. باب المؤسسة التي أعمل بها يُدّق وقد أيقظني من أحلامي الوردية، الطارق شاب سوري يبحث عن أي عمل متوافر قائلاً لي: "أخي وضعي.. هل هناك أي عمل لديكم؟"، سكت في نفسي وقلت: "لو كانت لديّ أموال زوكربيرغ".

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
بشر عبدالهادي
مهتم بالإعلام والتقنية والتسويق
مدوّن، ومصوّر، مهتم بالإعلام والتقنية والتسويق، أدرس الإعلام والاتصال الجماهيري، تخصص صحافة إلكترونية، وأعمل في مجال التسويق الإلكتروني.
تحميل المزيد