حساسية الإنسان أشبه بالعسل المر، فعسلها هو أن بها يلتقط الإنسان الحساس نُبل أبسط التصرفات وأدق المشاعر الطيبة فتثير أعمق مشاعر السعادة بداخله، أما مرارتها فهي أنه يستشعر وضاعة أبسط التصرفات وأدق المشاعر الخبيثة، فتثير أعمق مشاعر الحزن لديه.
**********
للفضول وجهان؛ أحدهما مُستحب، والآخر مكروه؛ أما المُستحب فهو فضول العلم والمعرفة اللذان بهما يرتقي الإنسان؛ أما المكروه فهو فضول تدخل الإنسان فيما لا يعنيه وحب الإلمام بالأشياء التافهة التي لا طائل منها سوى تقزيم مخ مَن يسعى وراءها.
وبناءً عليه يُستدل عن شخص الإنسان من نوعية فضوله!
**********
اشتقتُ لقراءة كتاب بعد مرور أكثر من اثني عشر عاماً على قراءتي الأولى له، ولما شرعتُ في قراءة بعض صفحاته لمتُ نفسي لوماً شديداً على هجري لهذا الكتاب الرائع طيلة هذه السنوات، لولا أنني وجدت شعرةً من رأسي بين صفحاته فخفف وجودها من لومي لنفسي؛ لأنها أثبتت لي أن علاقتي به لا تزال قائمة حتى وإن كانت على شعرة.
**********
محاولة المرء تغيير عقلية (طريقة تفكير) غيره التي يراها معطوبة أو غير سليمة أشبه بمحاولته الكتابة على الماء، يبذل فيها مجهوداً مضنياً من دون أي عائد يُذكر؛ أما محاولة المرء تغيير طريقة تفكيره فأشبه بالنقش على الحجر، يبذل فيه مجهوداً جباراً ويعطيه من وقته الثمين، لكنه يفوز بتحفة فنية تتمثل في طريقة تفكير جديدة "سليمة".
**********
طريقة العيش في أضغاث الأحلام من أسباب تأخر الإنسان؛ وأضغاث الأحلام تعني تطويع الأفكار للأماني والتفكير في حدوث شيء مستحيل، فطريقة العيش هذه تبعد الإنسان عن الواقع، ومن ثَم يصير غريباً دائماً ما يضل الطريق.
**********
ما الفرق بين الخيال والوهم؟
سؤال لطالما كان يراودني لا سيما أن الخيال يقود إلى الإبداع، والإبداع يثير الانتباه، وبعد تأمل طويل توصلت إلى أن الخيال يتلخص في أن تمتلك قطعة أرض على سبيل المثال، وتحلم بأن يُشيَّد عليها قصر منيف، أما الوهم فهو أن تحلم بالقصر المنيف من دون أن تملك قطعة الأرض، أو حتى تبذل أدنى مجهود لامتلاكها.
وبذلك أرى أن الخيال امتداد لحقيقة، أما الوهم فهو محض سراب.
**********
من علامات نضج الشخصية ووعيها أن يبني صاحبها قصوره -أعني أفكاره- على أساس متين لا أن يبنيها فوق رمال – أقصد وهم، فشتان بين الخيال والوهم.
**********
من الأعراض الخطيرة لمرض الكبرياء اللعين ألا يرى صاحبه الناس حوله، فلا يسمع آراءهم ولا يرى سخريتهم منه.
**********
الشكر والأسف أنواع!
شتان بين الأسف الصادق الذي تلمس فيه حُزن المتأسف، وكذلك الشكر الصادق الذي تلمس فيه امتنان الشاكر، وهما أشبه بالرائحة الزكية التي تثير في الإنسان أجمل معاني الإنسانية، والأسف أو الشكر الزائف اللذين لا يتعديان نطق اللسان، فهما أشبه بالهواء الخالي من أية رائحة.
**********
من مظاهر الذكورية الفجة أنه عندما يصح رأي امرأة في العمل ويخطئ زميلها الرجل، يتمنى لها الزواج والإنجاب والخروج من مضمار العمل المُستهلك لوقتها ومجهودها، ولا يعترف كما اعترف عمر بن الخطاب حين قال: "أصابت امرأة وأخطأ عمر!".
**********
أن يتجرع مَن يدافع عن الظلم كأس الظلم نفسه منتهى العدل!
**********
كنوز الدنيا لا تشتري الثقة بالنفس، بل إنها تُكتسب بمعرفة الشخص لحقيقته.
**********
الشخص الذي يضع الخطة "ب" لشتى أمور حياته شخص يقي نفسه ضيق الأفق.
**********
مهما كانت الخبرة لا بد من المراجعة.
**********
القوة، أي الكفاءة، والأمانة تعدان قضيبي النجاح، فبدون إحداهما ينقلب قطار النجاح.
**********
الاعتراف بالخطأ قوة.. قوة تُمكن الإنسان من مواجهة الخطأ وتصحيحه.
**********
أكثر ما يخفف من ضغوط العمل هو أن تعمل مع أشخاص يتمتعون بضمير حي.
**********
طريقة تفكير الإنسان هي التي تسعده أو تشقيه.
**********
يميل القلب إلى ما يهواه العقل، فلست أرى أن الحب أعمى، إنما الحب يُبصِّر الإنسان بشخصه من خلال من (أو ما) يحب.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.