يغفل عنه كثير من الآباء فيعاني أطفالهم في المستقبل.. ما هو أهم ركن في نمو الطفل اجتماعياً؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/16 الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/12 الساعة 16:05 بتوقيت غرينتش
Sad little child, boy, hugging his mother at home, isolated image, copy space. Family concept

يكون الطفل اجتماعياً بقدرته على مشاركة ألعابه مع أطفال آخرين أو قدرته على اللعب مع أطفال آخرين، أو قدرته على الالتزام بآداب المائدة، أو غيرها من السلوكيات المطلوبة اجتماعياً، ظننت أن الطفل المؤدب هو طفل وصل لمرحلة متطورة من النضج الاجتماعي، لقد كنت مخطئة!

 في الكُتيبات التعليمية الخاصة بدراسة نهج المونتيسوري، وجدت العديد من التدريبات التي تركز على تنمية قدرة الطفل على التواصل والتعبير عن مشاعره! أغلب الكتب التي قرأتها عن الطفولة والتربية تركز على تعليم الطفل التعبير عن احتياجاته الجسدية باستخدام اللغة: "أريد أن آكل – أريد أن أشرب – أريد أن أدخل الحمام – أريد أن أنام"، ولكن ما أهمية التعبير عن المشاعر؟

 سألتني ميشيل إيريني موجهتي في دراسة المونتيسوري: "هل قابلت أشخاصاً بالغين يجدون صعوبة في التعبير عن الحزن أو الغضب أو السعادة أو القبول أو الرفض؟".

 قفزت إلى ذاكرتي وجوه عديدة مشكلتها الأساسية في الحياة هي وضع المشاعر في جمل وكلمات هدفها التواصل البنّاء! تذكرت مواقف عديدة تمنيت أنا شخصياً أن أقول شيئاً ما وعجزت عن التعبير عن نفسي. تذكرت أنني أعبّر عن نفسي كتابة أفضل بمراحل من التلفّظ!

أجابتني ميشيل قائلة: إن أغلب مشاكل البالغين في التواصل وفي التعبير نابعة من الطفولة، وإن القدرة على التعبير لا تنمو وحدها ولا تتطور تلقائياً مع التقدم في العمر. التواصل مهارة يجب أن يتدرب الطفل عليها، مثلها مثل الكتابة والقراءة والحساب.

 الطفل الذي يلجأ إلى الضرب أو العض أو قذف الأشياء أو الصراخ ليس طفلاً سيئاً يستحق العقاب! هذا طفل عجز عن التعبير عن ذاته وشعر بالعجز فلجأ إلى العنف. قد يكون هذا الطفل صغيراً لم يتمكن من استخدام اللغة بعد، وقد يكون الطفل متأخراً عن أقرانه في الكلام، وقد يكون طفلاً لا يعرف أدوات للتعبير عن ذاته. دورك في جميع الأحوال هو مساعدة الطفل على التعبير وتدريبه على استخدام الأدوات اللازمة لذلك.

 كلنا نألف الحوار المعتاد الخاص بالمدرسة:

 * "عملت إيه في المدرسة النهارده؟".

 – "الحمد لله".

* "أخدت إيه؟".

– "حاجات جديدة".

* "حصل إيه في المدرسة؟".

 – "ولا حاجة".

* "زمايلك قالوا إيه؟".

– "ولا حاجة".

 وقد يلجأ الطفل إلى اختلاق قصص لإرضاء الأهل بدلاً من الواقع الأليم الذي لا يعرف أو لا يريد التعبير عنه!

 كيف تساعد طفلك على التعبير عن نفسه؟

ابدأ بنفسك! الطفل يجد سهولة في التعبير عن مشاعره إذا نشأ في أسرة تجيد التعبير عن المشاعر. "أحبك"، "وحشتني"، "أنت هدية ربنا"، "يحلّي أيامك"، "أنا زعلانة"، "أنا قلقانة"، "أنا مبسوطة"، "أنا خايفة"، وهكذا!

 إذا كان طفلك أقل من عام، احضر صوراً له أو لأطفال آخرين في حالات مختلفة واجمعها في كتيب صغير وتصفحوه معاً. وجه طفل مبتسم ووجه آخر ضاحك ووجه باكٍ ووجه حزين ووجه متوجس ووجه مخضوض وغيرها من الوجوه المعبرة عن المشاعر المختلفة.

احك له عن مواقف مفترضة تسببت في هذه المشاعر وفي كل مرة أكّد له أن هذه المشاعر طبيعية. عندما يكبر طفلك دعه هو يحكي لك عن هذه المشاعر ومتى شعر بالقلق أو بالسعادة مثلاً.

 * احفظ وجوه التعبير عن المشاعر المستخدمة على مواقع التواصل مثل الفيسبوك أو الماسينجر وقم بتكبيرها وطباعتها وتغليفها وقصها إلى وجوه منفصلة، وعلّم طفلك اختيار الوجه المناسب للتعبير عن مشاعره في المواقف المختلفة.

* اقرأ له عن المشاعر، هناك كتاب جميل للكاتب Todd Parr  اسمه The Feelings Book وهناك سلسلة من الكتب كل كتاب فيها يعبّر عن شعور ما مثل الشجاعة أو القلق أو الحب للكاتبة Sarah Medina.

* اسأل طفلك عن مشاعره تجاه أحداث معينة خلال يومه أو مشاعره تجاه أشخاص محددين.

* اسأل طفلك إذا كان سعيداً.. كل يوم.

* اسأل طفلك بعد فسحة ما عن التفاصيل: هل يحب أن يكرر الزيارة لهذا المكان؟ أكثر ما أعجبه؟ أكثر ما لم يعجبه؟

* اسأل عن الأشخاص وهل يحب أن يخرج معهم مرة أخرى؟ اسأل عن أي اقتراحات أو إضافات أو تعديلات.

الطفل لن يحكي إلا إذا شعر بالأمان! يجب أن يشعر أن مهما كان رده لن تغضب ولن تنفعل!

 الطفل لن يشكو إلا إذا شعر أن هناك جدوى من الشكوى!

احكِ لطفلك عن يومك وعن مشاعرك عندما تكون معه أو مشاعرك عندما تكون بعيداً عنه!

مصرالعربية

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
مروة رخا
كاتبة مهتمة بالمونتيسوري
تحميل المزيد