حتى لا تصطدم به فيزداد عناده!.. هذه 5 طرق للتعامل مع طفلك العنيد

عدد القراءات
3,070
عربي بوست
تم النشر: 2018/06/09 الساعة 07:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/09 الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش
A young girl stares back in defiance after being told off

في المقال السابق تناولت "العِند" من عدة جوانب، وكان أولها هو استبدال وصف الطفل بالعند بصفة أكثر إيجابية، مثل قوة الشخصية أو الإرادة، وشرحنا بالتفصيل قدرة الطفل على الطاعة وفقاً لعمره وقدراته، وخلصنا إلى أن هدفنا كأمهات وآباء هو تربية طفل يفعل الصواب ويتجنب الخطأ، وليس تربية طفل مبرمج على الطاعة.

 كما نصحت الأهل بوضع أنفسهم مكان الطفل لتفهّم سبب رفضه لشيء ما أو سبب إصراره على فعل ما. حاول أن تتخيل كيف يراك طفلك، وبم يفسّر تصرفاتك معه؟

 آخر ما تحدثت كان عن الأضرار البالغة لمحاولات "كسر" الطفل العنيد و"ترويضه"، وكيف يدمر هذا الأسلوب أي جوانب إيجابية في شخصية الطفل، وكيف يؤثر سلباً على مستقبله.

 في مقال اليوم سوف نتناول بعض الاستراتيجيات الناجحة في تفادي الصدام المستمر بين إرادة الأهل وإرادة الطفل.

الاستراتيجية الأولى: "ليه تقول لأ وانت ممكن تقول أيوة؟"

 هذا ليس سؤالاً مجازياً، حقاً! لماذا نحب نهي الأطفال بدلاً من تشجيعهم واحتوائهم؟! حتى تكون "لا" مؤثرة ومطاعة، يجب ألا تكون مستهلكة ومعتادة.

 إذا أراد طفلك تسلق شجرة أو الجري أو استخدام المفك أو تشغيل التلفاز أو فتح محفظتك أو الـ"دعبسة" في أدراجك أو إعادة ترتيب الثلاجة، لماذا تمنعه؟ ضع نفسك مكان طفلك الذي يريد أن يستكشف ويتعلم ويستقل ويكبر، وها أنت تمنعه وتتحول إلى عقبة في طريقه، عقبة عليه أن "يزيحها" بكل ما أوتي من قوة! سوف يصرخ ويبكي ويدفعك ويضربك؛ لأنك تمثل حائلاً بينه وبين المعرفة.

 أليس من الأفضل أن تشجعه؟ أليس من الأفضل أن تعلمه؟ أليس من الأفضل أن تتركه يحاول وأن تؤمّن البيئة من حوله حتى لا يصاب بمكروه؟

الاستراتيجية الثانية: اعرض بدائل وحلولاً إيجابية

 لا تكتفِ بالأمر والنهي، يجب أن تعرض بدائل تشبع المرحلة الحساسة التي يمر بها الطفل.

 مثلاً: الطفل يريد أن يلعب في الماء وأنت تريد أن تعمل ولن يمكنك الإشراف عليه، بدلاً من الصدام يمكنك أن تعمل على اللابتوب على طاولة المطبخ بينما يقف طفلك على درجة أمام الحوض يغسل لُعبه.

 إذا أراد طفلك استكشاف الكهرباء، بدلاً من منعه، علّمه كيف يضع كبس المكنسة في الفيشة، وعلمه شروط التعامل مع الفيشة مثل ألا تكون يده مبللة، أو ألا يضع إصبعه أو شيئاً ما في فتحات الفيشة.

كرر الدرس كل مرة حتى يتذكره الطفل، وفي نفس الوقت علّمه كيف يستخدم الفيشة بطريقة سليمة.

إذا وجدت طفلك "يخرب" لُعبة، اعرف أنه يحاول فكها حتى يتعلم كيف تعمل.

أحضر له بطارية كبيرة وعلّمه كيف يفتحها ويضع البطاريات الصغيرة بداخلها. ابدأ بإجراء التجارب العلمية المنزلية مع طفلك حتى تشبع هذا الشغف.

 الاستراتيجية الثالثة: الوعد

أحياناً نكون في عَجَلة من أمرنا، أو يكون علينا قضاء مهمة ما، ولا نستطيع التوقف لاستكشاف شيء ما في الحديقة أو الشارع. في هذا الموقف يجب أن نستخدم استراتيجية الوعد!

"الآن يجب أن نذهب إلى البنك، ولكن عند عودتنا أعِدك أن نأخذ جولة في الحديقة ونشاهد البراعم الصغيرة".

هذا مجرد مثال، ولكن هذه الاستراتيجية لن تنجح إذا كانت لدى الطفل خبرات سيئة مع وعودك له، كم مرة وعدته بالخروج ولم تفِ؟ كم مرة وعدته باللعب معه ولم تنفذ وعدك؟ إذا فقد وعدك قيمته فلن تنجح هذه الاستراتيجية!

تأكد أن تستخدم كلمة "أعِدك" حتى يربط الطفل بينها وبين صدق ما تقول.

 الاستراتيجية الرابعة: اعرف وجهة نظر الطفل

 لا تتعامل مع الطفل وكأنه جماد أو كائن عاجز، اسأل الطفل لماذا يريد الذهاب إلى المول أو لماذا يريد السير وحده؟ أو لماذا يريدك أن تحمله؟ أعطِه الفرصة للتعبير عن نفسه بكل أدواته، وإذا طلب منك أن تتبعه، اتبعه حتى ترى أهمية رغبته.

 قد يبدو الأمر تافهاً بالنسبة لك، ولكن بالنسبة للطفل هذا عمل جاد، لا تستهِن بلعب الطفل؛ لأن هذا اللعب هو عمل بالنسبة له.

 الاستراتيجية الخامسة: نعم للحسم لا للعنف

 في الأوقات النادرة التي لن يجب أن ترفض فيها رغبة الطفل ولن تستطيع استخدام الاستراتيجيات السابقة قل "لا" بحسم مع توضيح الأسباب في جمل قصيرة واضحة، ولا تلجأ إلى الصوت العالي أو الإهانة أو الضرب.

 علّم طفلك كيف يكون حاسماً دون عنف.. كن قدوة.

مصر العربية

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
مروة رخا
كاتبة مهتمة بالمونتيسوري
تحميل المزيد