بعد 18 عاماً في مقاعد الدراسة.. هذه خُطتي للحياة التي ربما تفعلها مثلي

عدد القراءات
2,842
عربي بوست
تم النشر: 2018/06/04 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/04 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
Portrait of a happy young woman sitting at home with pen and paper

أتذكر يوماً كنتُ فيه في المرحلة الإعدادية وكانت صديقة تُحدثنا عن أخيها الذي كان آنذاك في الجامعة، وحين سألناها ذلك السؤال الذي ظلّ بلا جواب لزمن طويل "متى تنتهي الدراسة؟" أجابت: "إنها لا تنتهي! أخي مثلاً عاد للدراسة في السنة الأولى من جديد حتى وهو في الجامعة!".

كان جوابها صاعقاً؛ لأننا كنا نريد على الأقل أن نعرف كم سنة كفيلة بتحريرنا من مقاعد الدراسة! والآن فقط فهمت لماذا قالت بأنه سيعود للسنة الأولى، هي كانت تقصد السنة الأولى في الجامعة، ولكنها جعلتنا نظنّ أننا سنعود للبدء من جديد، رغم أنها فكرة غبية فلا أعرف لماذا صدّقناها!

قضيت أكثر من 18 سنة من عمري في الدراسة، وهي تشمل جميع السنوات من أولى ابتدائي إلى السنة الأخيرة من الماستر الذي سأنهيه قريباً. وهذا عُمر كامل حين أحاول النظر للوراء لا أفهم كيف استطعت فعلاً أن أعيشه بتكراره وذهابه وإيابه وامتحاناته!

لقد كانت النهاية تبدو لي بعيدة المنال، تماماً كما لو كنت أجري في ماراثون رياضي لا أحد من المتسابقين يعرف نهايته، ولا لديه أي فكرة عن طول مسافته!

مسافة شهر واحد من النهاية..

لا أصدق أن كلّ ذلك سينتهي قريباً جداً! لم يعد أمامي سوى أقل من شهر لأنهي دراستي وسوف أقضي صيفاً غريباً نوعاً ما -ربما في البحث عن العمل- وبعد الصيف سأبدأ حياة أخرى إما في العمل أو في البيت، لا يهمني الآن، ما يهمني أنها ستكون حياة غريبة جداً عني.

كيف سأعيش دون برنامج دراسي؟ كيف سأعيش دون إعداد لامتحانات ودون واجبات تنتظرني؟

لا أعرف كيف سيكون ذلك الإحساس ولكني أعلم أنه يجعلني أشعر بأنني كبرت جداً حتى قبل تجربته!

الدراسة تجعلنا نشعر بأننا لا نزال في مرحلة عمرية تنقصها المسؤولية، ويمكن تبرير أخطائها بأننا ما زلنا نتعلم، لكن نهاية الدراسة تشكّل صاعقة تغيّر نمط حياتنا وطريقة تعاملنا مع أنفسنا ومع العالم المحيط بنا.

بماذا يجب أن أشعر؟

في وقت ما كنت أقول بأن هذه اللحظة ستكون مفرحة لي! ولكني حالياً عندما اقترب الأمر أشعر بأنني لا أستطيع تحديد ردة فعلي بشكل جيد!

هل يجب أن أفرح؛ لأني سأتخلص من النهوض الباكر كلّ صباح، أو لأنني سأتخلص من الامتحانات؟ أو لأنني بعد أشهر قليلة من إعداد بحث التخرج سوف أتخلص من أي شيء يربطني بالدراسة للأبد؟

هذا ما لا زلت غير قادرة على معرفته.

التعلم مدى الحياة

ربما ستكون النهاية بشكل رسمي، ولكنها ليست النهاية بشكل شخصي، أنا من أولئك الذين يؤمنون بأن التعلم يستمر مدى الحياة، ولا يمكن أن ينتهي مع انتهاء المدرسة أو الجامعة؛ لذلك أخطط لمتابعة تعلم قدرات ومواهب جديدة ومراجعة كلّ معارفي السابقة؛ كي لا أقع في نفس الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون وهو نسيان ما تعلّموه بمجرد الرحيل عن المدرسة!

من بين خططي الحالية هي تطوير قدراتي التحليلية للبيانات؛ لأنني لاحظت أن هذه القدرة تُستعمل كثيراً في الشركات ويحتاجها الجميع في كل الأوقات، كما أطوّر حالياً في نفس الخطة تجاربي في مجالات مثل دراسة السوق الخاصة بالشركات، والتسويق الرّقمي، وأيضاً التحليل المالي والترجمة والكتابة.

مواقع الكتابة والتدوين .. مدرستي للأبد

رغم أنني سأنتهي بعد شهر، ولن يتبقى لي سوى بعض الشّكليات الأخرى، فإنني أعتبر أنها ليست النهاية ما دمت سأظل في أماكن إبداعية تسمح لي بالكتابة عن تجاربي الدراسية.

يمكنني أن أواصل التعلم عبر مواقع التدوين عن طريق قراءة مقالات الآخرين، والتدوين عن تجاربي أو عن طريق البحث في موضوعات التعليم.

كلّ هذه نشاطات ستجعلني أستمر في ربط علاقتي بالتعليم للأبد.

ماذا عنكم؟

يمكنكم مشاركتي تجربتكم الخاصة مع التعليم في التعليقات، سأسعد بقراءتها وقد تفيدني أيضاً بشكل كبير.

يمكنكم أيضاً مشاركة هذا المقال مع أصدقائكم؛ كي ينقلوا لنا تجاربهم أيضاً.

زدني 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
إيمان ملال
مُترجمة مغربية
تحميل المزيد