وصفت كأس خمر للمريض لإنقاذ حياته.. حلال أم حرام؟

عدد القراءات
2,088
عربي بوست
تم النشر: 2018/06/01 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/01 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
Red wine is poured from bottle to glass, wooden background

لم أكد أجلس على الكرسي بعد صباح مزدحم بالمرضى حتى رن هاتفي، كان المتصل قسم الإسعاف في المستشفى الذي أعمل به، كلمني طبيب الإسعاف بارتباك: هناك مريض مسن عمره 71 عاماً أتانا منذ حوالي 90 دقيقة بألم صدري زال بعد حبة النيتروغليسيرين، لكن الألم عاد للتو وهناك تبدلات جديدة على تخطيط القلب الكهربائي قد توحي بوجود جلطة حادة.

 

خلال 5 دقائق كنت في غرفة المريض، لم تكن تغيرات التخطيط مقنعة، لكن كانت هناك تغيرات أخرى توحي أن المريض ربما كانت قد تعرض سابقاً لجلطة كبيرة.

 

سألت المريض بضعة أسئلة قررت على أثرها أنه يحتاج قسطرة قلبية مع احتمال فتح للشرايين القلبية بشكل إسعافي.

 

كان من ضمن الأسئلة السريعة سؤال عن الحساسية الدوائية للمريض وأمراض المريض وأدويته وسؤال هل تدخن أو تشرب الكحول؟ الذي أجابني عليهما بالنفي.

 

كانت نتيجة القسطرة أن أهم الشرايين القلبية وهو الشريان الأيسر الأمامي النازل كان مغلقاً 100% والشريان المنعطف مغلق بدرجة 95%، وأن الضعف قد لحق بالعضلة القلبية فانخفضت قوتها من 55% وهو الطبيعي عند كل الناس إلى 40% مع وجود شواهد على إصابة الجدار الأمامي للقلب بالضعف الشديد.

 

في نهاية القسطرة تمكنت بفضل الله من فتح الشريانين وزرع ثلاث شبكات داعمة مُدَوَّاة، زال ألم المريض الصدري مباشرة إثر العملية لكن مستوى الأكسجين في دمه بقي منخفضاً دون 90% لاحتقان الرئتين بالسوائل بسبب ضعف القلب الأمر الذي تمَّ علاجه بالمدرَّات وهي أدوية تساعد على طرح السوائل الزائدة في الجسم عبر البول.

 

بعد ذلك تمَّ إرسال المريض إلى غرفته في العناية القلبية المشددة لاستكمال العلاج ريثما يتحسن ويخرج من المستشفى، كانت تقديراتي الأولية توحي أن المريض سيمكث في المستشفى ليلتين ليخرج صباح اليوم الثالث لاستكمال العلاج في البيت، وهي تقديرات المعدل الوسطي لمكوث مريض بنفس درجة المرض في أميركا اليوم.

 

عدت للمستشفى ظهر اليوم التالي لمتابعة حالة المريض، كانت توقعاتي تحدِّثني وأنا في طريقي إلى غرفة المريض أنّ حالته تحسنت كثيراً وزال نقص الأكسجين من الدم، وأنني سأتمكن من نقله إلى غرفة أخرى خارج العناية المشددة استعداداً للخروج في اليوم التالي، لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

 

وكعادة الأطباء قبل الدخول على المرضى، قمت بمراجعة سجل المريض الإلكتروني ومراجعة تسجيل تخطيط القلب منذ دخوله للعناية القلبية المشددة لأكتشف أن نظم القلب عنده قد تغيّر من نظم طبيعي إلى نظم غير منتظم يدعى الرجفان الأذيني مع تسرع في نبض القلب من 70 إلى 120 نبضة بالدقيقة، ورغم أن هذا الرجفان الأذيني عادة غير قاتل فإنه خبيث؛ لأنه يعرض صاحبه لجلطات دماغية تؤدي في كثير من الأحيان لإعاقات شديدة.

 

علمت هنا أن توقعاتي السابقة قد ضرب بها الرجفان الخبيث عرض الحائط، بدأت بالبحث عن سبب الرجفان، هل هو تغير مع معدلات شوارد الدم، أم إنتان دموي، أم علة في غدة الدرق، أم غير ذلك؟ ثم انطلقت لأكلم الممرض المسؤول عن المريض واستمزاج رأيه في حالته فكثيراً من الأحيان وبحكم القرب من المرضى والمتابعة اللصيقة لهم خاصة في العناية المشددة يمتلك طاقم التمريض معلومات هامة لا تتاح للطبيب المعالج.

 

سألته: ديفيد، المريض كما ترى قد دخل في رجفان أذيني سريع النبض، ما رأيك؟ أجابني: المريض البارحة لم يخبرنا بالحقيقة.

 

سألته مستغرباً: أي حقيقة، أجابني: المريض مدمن على شرب الكحول وقد نفى لنا جميعاً ذلك البارحة لكن منذ قليل دخل في الرجفان الأذيني السريع كما ترى. ثم أردف متابعاً: بل أكثر من ذلك، لقد ظهرت عليه منذ قليل بوادر تناذر انسحاب الكحول! وكنت على وشك الاتصال بك؛ إذ رأيتك تدلف إلى قسم العناية.

 

أكمل ديفيد شرحه: سألت المريض وواجهته بالأمر فاعترف أنه يشرب يومياً ولسنوات طويلة ثلاثة أقداح فودكا وكأسين من الخمر الأحمر وبعض البيرة أحياناً.

 

كانت كلمات الممرض ديفيد تعني تغيراً كاملاً في عملية علاج المريض ونقلها من حالة متوقعة تمشي الهُوينى إلى حالة إسعافية نسابق فيها الزمن. ولمن لا يعلم فتناذر انسحاب الكحول هو حالة قد تصيب من يتوقفون عن شرب الكحول فجأة ما قد يؤدي إلى تسارع في معدل القلب وارتفاع ضغط الدم مع تعرق وارتفاع الحرارة، إضافة لتغيرات في الجملة العصبية قد تصل عند 3-5% من المدمنين إلى الهذيان الارتعاشي فالوفاة!

 

وبالعودة للمريض طلبت استشارة طبيب العناية المشددة وكان طبيباً مسلماً.

قال لي طبيب العناية: هناك طريقتان للعلاج: الأولى كلاسيكية نعطي فيها المريض دواء من فصيلة البنزوديازيبين مثل الفاليوم أو الليبريوم للوقاية من انسحاب الكحول. أما الطريقة الثانية فهي أسهل وأرخص وهي أن نَصِفَ للمريض كأس خمر الآن مع وجبة الغذاء لكن هذه الطريقة تحتاج موافقتك كونك الطبيب المعالج الأساسي للمريض ومن ثَمَّ نحتاج موافقة المريض.

 

سألت طبيب العناية هل هذه الطريقة متبعة في هذه الحالة، أجابني نعم. نحن الآن نَصِفُ الخمر للمرضى الذين تظهر علامات الانسحاب عليهم بدلاً من البنزوديازيبين. وهي طريقة متبعة أيضاً في مشافي المحاربين القدماء؛ إذ يقدمون للمدمنين منهم البيرة مع العشاء وكذلك يفعلون في مراكز النقاهة من الكحول للمدمنين الذين يريدون الإقلاع عن الشراب؛ إذ يقدمون لهم شراباً كحولياً بكميات متناقصة حتى يصلوا للإقلاع النهائي عنه، فيتجنبون بذلك استخدام البنزوديازيبين وهو كما تعلم دواء يصنف في فئة المخدرات التي تعرض الذين يتعاطونها للإدمان. فنحن في هذه الحالة نختار أقل العلاجين سوءاً.

 

في الدقيقة التي تلت كلام طبيب العناية مرَّ أمامي شريط ممارستي الطبية خلال ربع قرن، كانت هذه هي المرة الأولى التي أصف فيها الكحول لأحد مرضاي، لكنني وصفت قبلها للكثيرين منهم مستحضرات البنزوديازيبين دون أن أفكر ثانية في الموضوع.

 

بعد يومين كان المريض في طريقه إلى منزله بعد أن تحسنت حالته ليس بسبب كأس الخمر، لكن بسبب كل العلاج الذي تلقَّاه منذ دخوله المستشفى وحتى الخروج.

 

بعد ذلك قمت بكتابة منشور قصير على صفحة الفيسبوك الخاصة بي عن وصفي الكحول لهذا المريض قلت فيه:

"لأول مرة في ممارستي للطب خلال 25 عاماً أصف لمريضي بالمستشفى كأس خمر مع العشاء".

لم أتوقع وأنا أكتب كلماتي تلك أنها ستثير ضجة كبيرة بل زوبعة، فعدد التعليقات عليها تجاوزت المائة، كما وصلني أن ثلاث مجموعات مختلفة على الواتساب تناقش الموضوع قبولاً أو رفضاً أو غيبة.

أذهلتني الردود التي سطرها أصحابها على المنشور في صفحتي مع أن كافة الردود تقريباً التزمت الأدب ولم تخرج عنه مع وجود تعليقات لطيفة مضحكة من البعض.

فمن أصحاب الردود وهم القلة من ظن بي خيراً وأنني أدرى بحالة المريض وترك الأمر لي.

بعضهم استفسر عن السبب والتشخيص.

بعضهم استنكر عليّ نشر ما قمت به وأن فيسبوك ليس مكاناً لكتابة الكثير مما يحدث في حياتنا.

البعض نبهني إلى خطئي الفاحش وأحالني على ما كتبه العلماء وقول الله عز وجل "وإثمهما أكبر من نفعهما"، أي الخمر والميسر.

وبعضهم اتهمني بالمراهق المسرور بما فعل، وأنني كتبت ما كتبت بغية الحصول على السرور، وبعضهم أدخلني النار.

 

بقيت وصفة الكحول بعد ذلك عالقة في ذهني، وبدأت أسترجع شريط المريض نفسه كيف كذب عليّ، ونفى أنه يتعاطى الكحول بداية وكيف تمت عملية القسطرة العلاجية التي يبدأها الطبيب عادة بحقن مواد مخدرة مهدئة للمريض من فصيلة البنزوديازيبين وفصيلة الفانتانيل، إلى علاجات الرجفان الأذيني التي تتضمن أحياناً إعطاء المريض دواء الوارفرين وهي مميع للدم يجنب تخثره ويقي من الجلطات الدماغية لكن ما لا يعرفه العوام أن الوارفرين هو ذات سمّ الفئران والجرذان الذي نضعه لهم مع الجبن للقضاء عليهم حين يغزون بيوتنا فيؤدي تناول الفأر له إلى نزف داخلي يقضي عليه.

 

تذكرت أن الله -عز وجل- قال في محكم التنزيل: "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص" (المائدة: 45).

أي أن قلع العين والسن محرم، وكذلك جرح الناس لكن من أطباء العيون من يضطرون لاستئصال عين المريض، أي قلعها إذا ظهر فيها ورم خبيث كالميلانوما، ومن أطباء الأسنان من يضطرون لقلع السن أحياناً، ومن أشهر أصناف الأطباء من نسميهم بالجرَّاحين الذين لا يقوم اختصاصهم بداية إلا على جرح المرضى للعلاج، وهؤلاء الجراحون لا يستطيعون القيام بجرح المرضى دون فئة أخرى من الأطباء هم المخدرون الذين يقوم اختصاصهم على حقن المرضى بالمخدرات؛ كي يستطيع الجراحون القيام بجرح المرضى أي القيام بعمليات الجراحة.

 

فتح هذا المنشور والتعليقات عليه عينيك على ثلاث مشاكل يمر بها المسلمون اليوم:

المشكلة الأولى: الغياب شبه الكامل لفقه الموازنات والأولويات عند شريحة كبيرة من الناس حتى المثقفين منهم بل حتى الأطباء الذين يُتوقع منهم فهم شامل لهذا الفقه لممارستهم إياه يومياً في عملهم.

 

أما المشكلة الثانية: فهي تفسر الأولى وهو أن سبب غياب فقه الموازنات والأولويات هو التفسير الحرفي للنص الديني، فالله عزَّ وجلّ حرّم الخمر وبالتالي يصبح هذا التحريم شاملاً لا يخرج عنه شيء، ولو كان فيه إنقاذ حياة إنسان، ولو كان البديل استخدام المخدرات ذات الأثر الأخطر على النفس والمجتمع. فمن الأطباء من اتهمني بأنني أخطأت؛ إذ وصفت الخمر مع علمي المطلق أن هذا الطبيب يستخدم المخدرات قبيل إجرائه عمليات القسطرة على مرضاه.

 

أما المشكلة الثالثة فهي أنني كنت أعتقد وما زلت أن غير العلماء يفتون ويتصدرون لأمور الدين من دون ركيزة علمية مناسبة، وهذه شكوى نسمعها من السادة العلماء يومياً ونوافقهم عليها، وقد أدّت هذه المشكلة إلى أن أصبح الدين منحصراً بين الإفراط والتفريط، ما ضيَّق مساحة سكت عنها الشارع وتركها لتقدير الخبراء كل في مجاله.

 

فمن الأفعال ما يكون في الأصل حراماً، لكنه قد يصبح واجباً في حالات أخرى كحالة وصف الكحول هنا، أو يكون واجباً، لكنه يصبح حراماً حين اختلاف الحال كما في صيام رمضان الذي هو في الأصل فرض، لكنه يصبح حراماً في حالات أخرى حين يصرُّ بعض المرضى على صيام رمضان رغم كون الصيام ضاراً لهم بل يؤدي في كثير من الأحيان إلى دخول المستشفى وتكلف الدولة والمجتمع نفقات العلاج الأمر الذي يجعل من الصيام فعلاً آثماً لا ثواب عليه في حالتهم الخاصة تلك.

 

لكنني بعد هذه التجربة أعتقد أن هناك مشكلة أكبر من كل ما سبق، وهي معكوس المشكلة الثالثة، وهي أن الكثير من الناس تعتقد أن إيمانها بدينها وإلمامها بالقشور منه فقط اعتماداً على ما سمعته في خطب الجمعة أو حلقات العلم والذكر أو مقاطع الفيديو يبني لديها منظومة موازنة كاملة ويخولها بالتالي إطلاق الأحكام على مسائل دنيوية، لو حدثت أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر.

 

هذه الظاهرة بدأت تضرب أركان المجتمع بأسره، فأي شيء لا بد من إصدار حكم عليه إما حلالاً أو حراماً، اختُزِلت الألوان كلها في لونين؛ أبيض "أو" أسود.

 

لعل سبب اتساع هذه الظاهرة هو انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي أدت إلى انتشار الخطب والدروس متجاوزة المكان والزمان، فأصبح الجالس في الغرب يستمع لمحاضرة من الشرق ما كان له أن يسمع بها قبل أعوام وأصبح ما يقوله المحاضر المشرقي يُنَزَّل على أهل الغرب الذين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بما يحدِّث به الشرقي جمهوره، وهو ما نسميه التجاوز المكاني.

 

وأصبح كذلك اليوم بالإمكان مشاهدة مقاطع فيديو لعلماء انتقلوا إلى رحمة الله منذ عقود فيُسقِط المشاهِدُ ما قاله ذلك العاِلم في القرن الماضي على ما يحدث من الأمور الخطيرة اليوم دون أن يكون هناك أي وجه تشابه بين ما تكلم فيه العالِم المرحوم، وما يحدث اليوم في العالَم المكلوم، وهذا ما نسميه التجاوز الزماني.

 

ثم ظهرت مسألة ثالثة وهي انكشاف الجميع أمام الجميع في العالم الافتراضي، ونعني بذلك أن المتصفح للمنشورات في هذا العالم، يظن أن الجميع مطلعون عليه وهو يقرأ هذا المنشور أو ذاك، وهو ما يضعه تحت ضغط الإجابة والرد المفحم كيلا يُقال مررتَ بالمنشور ولم تدافع عن دين الله، وهي مسألة مقاربة لشعور من يتلقى رسالة يُطلب فيها منه "انشرها ولك الأجر".

 

وما بين التجاوز المكاني والزماني وانكشاف الجميع أمام الجميع والشعور بالضغط، تداخلت المسائل كتداخل خيطان الصوف قبل حياكتها، فالكل أصبح مفتياً في شؤون الدين والدنيا، بل وصل الأمر بالبعض إلى نشر موهومات طبية خاطئة لا أظن إلا أن من ينشرونها ابتغاء الأجر سينالهم عقاب شديد من الله عز وجل كالمنشور الذي يوصي بوخز الأصابع بالدبوس ليخرج الدم عند المريض الذي تظهر عليه أعراض الجلطة الدماغية، وهو ما يفوت على المريض دقائق ثمينة قد تكون فارقة بين الشلل التام والمعافاة منه!

 

إن نشر فقه الموازنات والأولويات لم يعد ترفاً فكرياً بل أصبح ضرورة ملحة في هذا الزمن.

 

كما آن لعلماء الدين أن يوجهوا الناس أن العلوم الدنيوية اليوم أصبحت متطورة ومختصة لا يستطيع أن يفتي فيها الكثير من علماء الدين أنفسهم ناهيك عن العوام، لا لنقص في العلماء أنفسهم، ولكن بسبب أن التعليم الديني في بلادنا لم يسمح لهؤلاء العلماء بالتخصص في العلوم الدنيوية العلمية والاجتماعية.

 

وبالعودة للمسألة التي أطرحها هنا، هل وصف الكحول للمرضى المدمنين الذين ظهرت عليهم أعراض انسحاب الكحول حلال أم حرام؟

أمام من يجيب بلا أن يخبرنا بالبديل، المخدرات أو احتمال قتل المريض.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
طارق أبو غزالة
طبيب وكاتب
الدكتور طارق أبوغزالة، استشاري أمراض القلب والقسطرة ورئيس قسم أمراض القلب والأوعية في مستشفى ستونز سبرينغز بولاية ڤرجينيا الأمريكية. وهو كذلك عضو مجلس إدارة الجمعية الطبية لولاية ڤرجينيا، وعضو مجلس إدارة الجمعية الطبية لشمال ڤرجينيا. نُشرت له الكثير من المقالات على الشبكة العنكبوتية.
تحميل المزيد