صقور مصر الأربعة تحلق رسمياً هذا الأسبوع فهل يعرف أحد مهمتها؟

عدد القراءات
28,699
عربي بوست
تم النشر: 2018/06/01 الساعة 17:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/02 الساعة 09:25 بتوقيت غرينتش

الخبر القصير على موقع الطيران المتخصص jetphotos قبل أيام وضع نهاية غير سعيدة لحكاية "مصر وطائرات الفالكون الأربع"، حكاية بدأت قبل عامين بصخب.. وتنتهي الآن بصمت، وبلا تعليق واحد رسمي.

يقول الخبر: "استلمت مصر مؤخراً 4 طائرات Falcon 7X، ونفذت اثنتان منها طلعات تدريبية من مطار ألماظة المصري، إلى باريس وميونيخ".

 

أول الحكاية: وفد رفيع المستوى في باريس

في ربيع 2016 لم تتحدث المواقع الخبرية المصرية عن سفر وفد "رفيع المستوى" إلى باريس، ولا عن صفقات الأسلحة التي كان يعقدها.

لكن موقع La Tribune الفرنسي نشر في منتصف أبريل/نيسان أن "الوفد موجود حالياً في باريس للتفاوض حول 3 صفقات عسكرية جديدة".

الأولى: قمر اتصالات عسكرية تبلغ قيمته 600 مليون يورو.

الثانية: 4 سفن حربية من بينها فرقاطتان طراز "جويند"، بقيمة 550 مليون يورو.

الثالثة: 4 مقاتلات طراز "فالكون إكس- 7" تدور قيمتها حول 300 مليون يورو لتحل محل أسطول الطائرات أميركي الصنع ذي الاستخدامات الحكومية، ولفت الموقع إلى أن المفاوضات حول هذه الصفقة انتهت ومن المتوقع توقيع عقدها لكن هذا الأمر ينتظر التأكيد.

ونقلت صحيفة الأهرام خبر الموقع الفرنسي بعد أن ترجمه موقع روسي، ولم ينتبه أحد، ولم تضمن نفياً للمعلومة. لكن "الشروق" نقلت عن مصادر رئاسية نفيها القاطع لشراء 4 طائرات، مؤكدة أن ما تم تداوله في هذا الشأن عار تماماً من الصحة.

في العشرين من أغسطس/آب عاد الموقع الفرنسي ليؤكد إتمام الصفقة، "طبقاً لمصادرنا، وقعت شركة Dassault Aviation الفرنسية عقداً لبيع أربع طائرات Falcon 7X في القاهرة، التي نفت هذه المعلومة".

"إنه خبر سعيد بالنسبة لمجموعة داسو"، كما قالت الصحيفة الفرنسية، فقد انتشلها من أزمة غير اعتيادية كانت تعانيها. فهل كان خبراً سعيداً للمشتري؟

"تيجي ونشغلها": إذن ما هي الجهة التي اشترت فالكون 7X

نفى الإعلام المصري النبأ عبر "مصادر سيادية".

عن هذه المصادر السيادية نقلت "الوطن"  مثلاً أن الرئاسة لم تتعاقد على شراء أي طائرات مؤخراً، وأنها ليست الجهة المنوطة بذلك.

كان النفي يتركز في أن الرئاسة ليست الجهة التي اشترت، ولا المنوط بها الشراء.

 

وأكد المذيع أحمد موسى أنها "مش مخصصة لرئاسة الجمهورية ولا مجلس الوزراء ولا العفريت الأزرق. هناك طائرات موجودة من أيام مبارك لاستخدام رؤساء الدول اللي بييجوا مصر. الطيارة مش معمولة عشان الناس تتفسح بيها، وعايز أقول لكم إن اللي بيتفاوض واللي حيوقع الصفقة القوات المسلحة، مش سر الموضوع".

 

 

تساءل موسى: أستفيد بالطائرات دي إيه؟

وأجاب: "تيجي ونشغلها، وتعمل دخل للبلد. هو جايب الطيارة تركنها ولا الوزراء يركبوها. ممكن مصر للطيران تاخدها"، وطلب موسى عدم الحديث عن صفقات "يعملها" الجيش.

وفتح حديث موسى عدداً من الأسئلة:

لماذا يشتري الجيش طائرات ويؤجرها؟

من هو العميل المحتمل لطائرة شديدة الفخامة والرفاهية من هذا النوع؟

وكيف تستفيد مصر للطيران من وجود الطائرات الأربع؟

25 طائرة: وهل تحتاج الرئاسة إلى طائرات جديدة

قبل انضمام الطائرات الأربع كان السرب الرئاسى يضم 25 طائرة، منها الطائرة الرئاسية الأساسية، وطائرات أخرى تابعة للقوات المسلحة تنضم عند الحاجة.

وهذه قائمة الأسطول الجوي للرئاسة المصرية:

الطائرة الرئاسية من طراز Airbus A320-200.

9 طائرات من طراز Gulfstream 4.

و3 طائرات من طراز Gulfstream 3.

و3 طائرات فالكون Dassault Falcon Mystere التي يطلق عليها بالقوات المسلحة اسم "المستير".

طائرتان للإسعاف السريع.

و7 هليكوبتر من طراز Black Hawk.

الطائرة الرئاسية الأساسية مجهزة بأحدث النظم؛ فهي تشمل أجهزة رادار للإنذار المبكر ضد الهجمات الصاروخية، تمد طاقم القيادة بمعلومات عن نوعية الصواريخ المنطلقة وعددها وسرعتها ومداها.

وتشير وثائق لوزارة الدفاع الأميركية أن مبارك أنفق 507 ملايين دولار، أي أكثر من نصف مليار دولار، من أجل شراء الطائرات. كما تكشف عقود البنتاغون عن أن رئاسة الجمهورية اشترت 12 طائرة Gulfstream بفئات مختلفة تم دفع قيمتها -وفق الوثائق- من خلال أموال المعونة الأميركية.

إنها 300 مليون دولار: كيف مولت مصر الصفقة؟

مصدر رسمي مصري، طلب عدم ذِكر اسمه، أكد لموقع "مدى مصر" على إتمام الصفقة، رافضاً الإفصاح عن تفاصيل تسديد مصر قيمة الطائرات، مكتفياً بالإشارة لما وصفه بـ "دعم إماراتي كريم للنظام الحاكم في مصر".

 

الطائرة في رحلة من مطار تيتربورو  Teterboro في نيويورك إلى لندن

كل هذه الفخامة الرئاسية: ما هي  فالكون 7X

طائرة نفاثة أعمال كبيرة المقصورة وطويلة المدى، وكان أول ظهور لها في 5 مايو/أيار 2005 بمعرض باريس الجوي.

تتميز الطائرة بمقصورة رحبة، تتوسطها طاولة كبيرة تحيط بها مقاعد جلدية. وهي مثالية للاجتماعات أو للاستمتاع بتناول الطعام أثناء الرحلة.

أمافي الجزء الخلفي من الطائرة فتوجد أريكة طويلة ومريحة ويمكن تحويلها إلى سرير مزدوج، ويمكن ليلاً تحويل الصالون إلى ست غرف للنوم.

تتسع لعدد قليل من المسافرين، يتراوح بين 12 و 16 راكباً، ويمكنها السفر من القاهرة إلى نيويورك بلا توقف.

للطائرة ثلاثة محركات أحدها بالجزء العلوي من جسم الطائرة، وتعمل المحركات بتقنية تقلل من الضجيج في المقصورة.

 

 

الطائرة من الداخل

وكل هذه الأسئلة بلا إجابة

لماذا يحتاج بلد مثل مصر طائرات فخمة مخصصة للأثرياء؟

لماذا تشتريها القوات المسلحة وليس الحكومة أو الرئاسة؟

وهل بدأت نشاطها التجاري كما وعد الإعلام؟

من يستخدمها الآن؟

وهل كانت الطائرات الأربع "هدية" من الإمارات؟ ولماذا التزمت الإمارات بدفع ثمن هذه الطائرات بالذات؟

وهل كان الأولوية، في حالة الشراء أو التبرع الإماراتي، هي إضافة الطائرات الربع إلى الأسطول الجوي الفاخر لرئاسة الجمهورية؟

 

أحد كتاب "المصري اليوم" علق على شراء هذه الطائرات مذكراً بواقعة انتقاد شيخ الأزهر للملك فاروق الذي كان يتنزه في ملاهي إيطاليا وفرنسا، فسأله الإمام الأكبر: أتقتيرٌ هنا.. وإسراف هناك؟. "وهزت هذه الصرخة عرش الملك فاروق بشدة، لأن معناها كان واضحاً: فالشعب في الداخل كان يعاني. هل تتكرر الحكاية بين دعوة للتقشف وشد الحزام.. وبين استمرار الإسراف الرسمي".

 

تهبط في مطار سان تروبيه جنوب شرق فرنسا

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
مالك سليمان
صحفي مصري
صحفي مصري
تحميل المزيد