قبل أن أدخل إلى السينما، كان الشيء الوحيد الذي أعرفه عن أحدث أعمال المغامرات المفعمة بالحياة التي أنتجتها شركة ديزني، هو أنه فيلم مُقتَبَس من رواية تعود إلى عام 1962 للكاتبة الأميركية مادلين لانغل، وقد كان يُعتقد أن تلك الرواية لا يُمكن تجسيد أحداثها في فيلم بفضل مفاهيمها المجردة. لكن إن علمتني الحياة شيئاً واحداً، فهو أنه إذا كان هناك شيء يبدو مستحيلاً، فإن أفضل ما يُمكن فعله هو ضم أوبرا وينفري إلى الفريق! يُعد فيلم A Wrinkle In Time أول فيلم تصل ميزانيته إلى مئات الملايين من الدولارات تقوم بإخراجه امرأة ذات بشرة سمراء، وهي المخرجة آفا دوفيرناي، وقد استطاعت الصورة صنع التاريخ بالفعل، لكن هل ستكون مشهودة كما كان انتصارها خلف الكواليس؟
يحكي الفيلم قصة ميغ موري (ستورم ريد)، وهي فتاة شابة موهوبة تناضل من أجل التغلب على اختفاء والدها (كريس باين) قبل أربع سنوات أثناء تجاربه حول نظرية السفر عبر الزمن وأبعاده المختلفة. تبدأ ميغ إلى جانب شقيقها الصغير الموهوب تشارلز والاس (ديريك ماكابي) وصديقها الجديد في المدرسة كالفن (ليفي ميلر)، رحلة عبر الزمن والكون للبحث عن والدها، بمساعدة ثلاث نساء خارقات مسافرات عبر النجوم، وهما السيدة ويتش (أوبرا وينفري)، والسيدة واتسايت (ريز ويذرسبون) والسيدة هو (ميندي كالينج).
إذا بدا ملخص القصة الموجز هذا درباً من الجنون بالنسبة لك، فهذا لأن قصة الفيلم مجنونة بكل تأكيد. يعتبر فيلم A Wrinkle In Time من أكثر الأفلام الطموحة للغاية، ذات المقاصد الحسنة التي من المحتمل أن تراه على الإطلاق، ولكن أخشى أنه يقع إلى حد كبير ضمن فئة الفشل النبيل. إنني أقف أمامكم، امرأة راشدة تبلغ من العمر 28 عاماً؛ لأعترف بأنني لم أتمكن من فهم سوى ربما 35 % مما كان يحدث بالفعل خلال معظم أحداث القصة. إذ ينتقل فريقنا من الشخصيات الغريبة والشجاعة من مشهد ممتع ومعروض عرضاً جذاباً إلى آخر بحثاً عن أليكس موري، ولكن بدلاً من تدرج ذي مغزى في أحداث القصة، يبدو الجزء الأكبر من هذا العمل وكأنه فرصة للفريق الذي يعمل على الجرافيك والصور المنشأة بواسطة الحاسوب لاستعراض عضلاته. لا شك أن الفيلم ممتع من وجهة نظر جمالية، لكن الكمية الهائلة من الثغرات في الحبكة الدرامية للقصة التي تتراكم على مدار القصة أكثر مما يُمكن تحمله، ناهيك عن حقيقة أن ما يقال وما يحدث بالفعل داخل ذلك العالم البصري المذهل، حسناً، هو أمر ممل نوعاً ما.
أدرك أن رواية مادلين لانغل تدور حول موضوع مميز ومحوري في الديانة المسيحية ورسائلها المتفرعة داخل القصة، ولكن يبدو كما لو أن الفيلم قد ترك هذه الزاوية بعينها. هل يُمكن أن يكون ذلك هو السبب الذي يتمثل في أنه بإزالة الرسالة الأساسية للقصة، يبدو السرد المتبقي فارغاً وتافهاً قليلاً؟ ربما. لم ألاحظ بالتأكيد أي نغمات دينية صريحة في الفيلم سوى مجرد ذروة ثالثة أخيرة تلتزم بالبناء الدرامي الذي يعتمد على نهج "الحب ينقذ اليوم"، وبصراحة تامة، أجد أن ذلك أمر مزعج قليلاً، ومصطنع.
يُمكن القول إن الشيء الوحيد الذي حدث في فيلم A Winkle In Time بشكل صحيح 100% هو المجموعة المتنوعة والموهوبة من أعضاء فريق التمثيل. سوف نرى أجناساً مختلفة، وأعراقاً مختلفة، وأعماراً مختلفة وأشكالاً وأحجاماً مختلفة معاً في إحدى مغامرات ديزني الكبيرة، وهذا بالتأكيد أمر من الممتع رؤيته. تقدم ستورم ريد، بطل الرواية التي تؤدي دور ميغ، أداءً رائعاً وواثقاً. فعلى الرغم من أن عمرها 14 عاماً فقط، نالت بطولة فيلم تخطت ميزانيته 100 مليون دولار بكل ثقة، ويبدو أن التمثيل جنباً إلى جنب مع عمالقة الشاشة مثل أوبرا وريس ويذرسبون، لم يؤثر عليها أو يثير استغرابها على الإطلاق. يجسد الصغير ديريك ماكابي دور الأخ الصغير تشارلز والاس بأداء مذهل إن لم يكن أداءً مبكر النضج إلى حد ما؛ ليجبر على جذب المشاهدين إلى كل مشهد يظهر فيه، إلا أنه مجرد صبي يبلغ من العمر 9 أعوام، والشخصية تتطلب ذلك؛ لذا قد لا يكون ذلك أكثر الأشياء متعةً للمشاهدة، ولكنه بالتأكيد أدى دوره على أفضل صورة، بل وأكثر.
وبالحديث عن الثلاث نساء الخارقات المسافرات عبر النجوم، فقد كان اختيار وينفري، وويذرسبون وميندي كالينج، مثيراً للاهتمام لأداء أدوار كل واحدة منهم، وعلى الرغم من أن الفيلم لا يمنحهن فرصة حقيقية ليكنّ أكثر من مجرد مساعدات، فإن الممثلات الثلاث يعززن الفيلم بالنجومية الأساسية الضرورية حقاً لمساعدة الفنانين الصغار. مثلما قلت، كان اختيار أعضاء فريق التمثيل في جميع الأدوار قوياً وجديراً بالثناء، ومن المؤسف أن المادة الدرامية المكثفة التي كان عليهم العمل من خلالها لم تنتج منتجاً نهائياً جيداً بما يكفي.
بصفة عامة، يبدو فيلم A Wrinkle In Time وكأنه يتكون من الكثير من المشاهد البصرية لإخفاء أحداث قصة ذات جودة مشكوك فيها. لم أستمتع به، لكنني لن أكون حاقدة حقاً على فيلم سعى إلى تحقيق النجاح، ولكنه باء بالفشل. يعتبر الفيلم مغامرة خيالية طموحة، ولا يمكن لأحد أن يجادل في ذلك، ولكن بكل أمانة، فإن تجربة مشاهدة الفيلم محيرة أكثر من أي شيء آخر. ويبدو كما لو أن الشيء الوحيد الذي عرفته عن الرواية قبل دخول السينما هو الشيء الوحيد الذي شعرت به بشدة عند مغادرتي، ألا وهو أن هذه الرواية لا يُمكن تجسيد أحداثها في فيلم.
هذه التدوينة مترجمة عن موقع Oh! That Film Blog. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.