ستخرج من الفيلم وأنت تشعر فعلاً بالقلق والتوتر والمتعة.. 5 أسباب تجعل فيلم A Quiet Place أقوى أفلام الرعب التي شاهدتها

عدد القراءات
3,415
عربي بوست
تم النشر: 2018/05/23 الساعة 14:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/23 الساعة 16:05 بتوقيت غرينتش
Emily Blunt in A QUIET PLACE, from Paramount Pictures.

حتى لو لم يكن هذا نوعك المفضل من الأفلام، فإنه ليس هناك أفضل من الذهاب إلى السينما مع صديق لمشاهدة فيلم رعب. وذلك أكثر من أي نوع آخر من الأفلام، إن فيلماً عن الوحوش يصير ممتعاً على وجه الخصوص في مجموعة، كلما كان الحشد رجعياً أكثر، صارت التجربة أفضل.

ومن المفارقة أن فيلم   A Quiet Place الذي يدور حول البقاء صامتاً قدر الإمكان، كانت الأحاديث المتداولة حوله هي التي شجّعت الكثيرين لمشاهدته، وهو الفيلم الذي كتبه وأخرجه جون كراسينسكي، الذي يؤدي بطولة الفيلم برفقة زوجته إيميلي بلنت، إيميلي التي سيخلدها التاريخ قريباً بعد أداء دور ماري بوبينز باعتبارها إيميلي بلنت التي مثّلت دور ماري بوبينز.

تدور أحداث الفيلم في مرحلة ما بعد نهاية العالم، في المستقبل القريب؛ إذ يتتبع الفيلم عائلة أبوت أثناء محاولتهم التنقل والبقاء على قيد الحياة في ظل اجتياح من قبَل وحوش غريبة عمياء، لديها حساسية شديدة ضدّ الضوضاء وتنجذب إلى أي ضجيج مرتفع.

في حين تقوم إيفلين (إيميلي بلنت) بتحضيرات لتحقيق مهمة شبه مستحيلة تتمثل في إنجاب طفل في مثل هذه الظروف، يعمل لي (جون كراسينسكي) على تحصين المنطقة بينما يدرب ابنه ماركوس (نواه جوب) ويحاول إصلاح عملية زراعة قوقعة لأذن ابنته الصماء ريغان (ميليسنت سيموندز).

وكما هو مذكور على ملصق الفيلم، فإن الفكرة التي يرتكز عليها الفيلم بسيطة: إذا سمعوك، سيصطادونك. تساعد تلك القواعد الأساسية الواضحة على جذب الجمهور إلى الفيلم، ويمنحنا مستوى التوتر الذي نعيشه من بداية الفيلم حتى نهايته إحدى أكثر تجارب مشاهدة الأفلام التي لا تُنسى تشويقاً في السنوات الأخيرة.

إنَّ تناول بعض الطعام المقرمش هو أمر خطير أثناء مشاهدة الفيلم؛ لأن الحبكة تنكشف على فترات طويلة من الصمت التي تؤدي عملاً عظيماً في زيادة الشعور الغامر بالقلق. يمكنك التعرف على مؤثرات من -وبالمقارنة مع- مجموعة متنوعة من الأفلام السابقة التي تنتمي إلى نفس النوع، مثل فيلم Signs للمخرج إم. نايت شيامالان، والفيلم الصادر عام 2016 Don't Breathe، اللذين يتبادران إلى الذهن على الفور، ولكن لمجرد أن فيلم A Quiet Place يحتوي على بعض الاستعارات والصور المألوفة، فهذا لا ينتقص من حقيقة أنه فيلم منفّذ بشكل جيد، وأنه ناجح في التخويف.

أود أن أقول: إنك ستفزع لكنك لن تقفز من مكانك، لكن فيلم الرعب الجيد لا يجب على الدوام أن يضطرك إلى الصراخ كل دقيقتين ونصف.

ومن وجهة نظرٍ شخصية، أنا دائماً أخاف أكثر من وحش الفيلم عندما لا أكون قد رأيته عن قرب، ويُعدّ فيلم  Jeepers Creepers نموذجاً مثاليّاً للرعب حين يتحول إلى خيبة أمل. في حين أن تصميم المخلوقات ذات الحساسية المفرطة للصوت في فيلم A Quiet Place هو أمر مثير بكل تأكيد، سأقول إن التقاط لمحات خاطفة لهم في الثلثين الأولين من الفيلم أكثر فاعلية وتخويفاً من رؤيتهم عن قرب عندما يتصاعد تسلسل الأحداث حتى يصل إلى ذروة النهاية.

وما يحقّقه الفيلم بشكل متقن هو التوازن الصحيح بين الدماء والرعب المتقن. هناك ما يكفي من الرعب المرتكز على الدماء والإصابات التي تجعلك تختبئ خلف يديك في بعض الأحيان، ولكن ليس بالشكل الذي يجعل الصورة تتحول إلى تجربة من الرعب المليء بالأجساد العارية المدماة.

من الجيد مشاهدة أفلام الرعب الشهيرة، تعود إلى هذا الاتجاه بعد سنوات من التقدم المحدود بعد سلاسل أفلام مثل Saw وHostel.

إن أسهل طريقة لضمان تفاهم بين البطلين هي أن يكونا متزوجين في الواقع، ويتجلى هذا في العلاقة بين إيميلي بلنت وجون كراسينسكي! فطبيعة سرد الفيلم لم تعطِ الفرصة لإظهار خلفية الشخصيات، ولحسن الحظ فإن الرابط القوي بين الزوج والزوجة في الواقع أعطى المشاهد ما يلزم لفهم الفيلم في أسلوب شديد البساطة؛ كونها سيدة تستعد لولادة صعبة لا يمكن تخيلها (ما لم تكن ساينتولوجيّاً، على ما أعتقد)، عبّرت عينا بلنت الواسعتان المليئتان بالمشاعر عن قوتها الداخلية، التي لم تستطِع كلماتها التعبير عنها في هذه الحالة. وكان أداء جون كراسينسكي عرضة للخطر فهو الكاتب والمخرج وممثل في الفيلم أيضاً، لكن أداء شخصية (لي) كان الأقوى؛ إذ استطاع ببراعة أن يتقمص شخصية رجل يحاول حماية عائلته في وضع صعب، وبشكل ما تناسب شيء في طبيعة كراسينسكي مع دور الشخصية القوية الصامتة.

بعد دورها في فيلم Wonderstruck، تواصل ميليسنت سيموندز إبهاري؛ إذ قدمت في شخصية ريغان أداءً ناضجاً، فقد أعطى صممها في الحياة الحقيقية واقعية لصممها في الفيلم، وهي سمة تتضح أهميتها كلما تقدمنا في الأحداث.

قدم نواه جوب الذي يلعب دور شقيقها ماركوس أداءً يمكن القول إنه الأفضل في المجموعة كاملة في التعبير عن الخوف الهائل دون كلمات وصوت. وباعتبارهم مجموعة، لا توجد حلقة ضعيفة في الأداءات التي تشكل عائلة أبوت، وهو أمر بالغ الأهمية عندما تقضي الكثير من الوقت الصامت والمتمركز حول مجموعة محددة من الشخصيات.

وبوجه عام، لا يُعدّ A Quiet Place بالضرورة فيلماً رائداً أو عالمياً، ولكنه فيلم من نوع قويّ نجح في محاولاته لجعلك منهكاً من التوتر والمفاجآت المليئة بالتخويف المؤثر الذي يجعلك تقفز في الوقت المناسب. وسيكون من السيئ عدم مشاهدة هذا الفيلم في السينما مع صديق أو اثنين. وكلما زادت تجربتك قلقاً وتوتراً، كان الفيلم أفضل.

هذه التدوينة مترجمة عن Oh That Film Blog. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
إيمي أندروز
كاتبة حرة مهتمة بالأفلام والسينما
تحميل المزيد