ماذا تعرف عن تقنية “User Behavior” التي تُحدد سلوكك كمستخدِم؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/22 الساعة 10:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/22 الساعة 10:43 بتوقيت غرينتش
Emoji Head Woman sitting at the desk. Woman wearing a smiling face with sun glasses emoji masks while looking at her phone.This emoji is either enjoying the sun or making cool look extremely natural and easy.

لطالما أعجبت بمجال تحليل سلوكيات المستخدِم User Behavior Analytics المختصر بـ UBA؛ لما يطرحه من تحديات على مستوى المقاربة العلمية للتصرفات الإنسانية، في فضاء موسوم بالتنوع والتغيير المستمر، فدراسة الإنسان نفسياً من أجل استباق خطواته المقبلة تبقى من أصعب الأمور حتى في عصر الثورة التكنولوجية؛ نظراً لتعقيد الذات الإنسانية، ما يجعل التنبؤ بقادم أفعال الأفراد مسألة تحتاج فترة طويلة من المعاينة والتمحيص لبناء معايير عامة ثابتة يمكن اعتمادها للخروج بخوارزميات قابلة للتطبيق داخل رقعة جغرافية معينة.

يتطلب ذلك جرد البيانات المهمة الأولية التي تخص المجتمعات المراد فحص سلوكياتها، فهذه المرحلة تعتبر أساسية في هندسة مشروع بحثي متكامل، أتحدث هنا عن وضع ورقة تعريفية للفئة المستهدفة، تحتوي على المعلومات الديموغرافية والتقاليد الثقافية/ الدينية الرائجة… كل هذه المعطيات ستساهم في تطوير تصور دقيق وشامل حول سلوكيات الناس، فإذا كان السياق الذي نريد توظيف الـ UBA فيه مثلاً اقتصادياً بحتاً، يروم الإلمام بالعادات الشرائية لدى المستهلكين من أجل استقطاب زبناء محتملين نحو منتوج جديد سيطرح في الأسواق،

لا يكفي أن يكون المنتوج فريداً من نوعه أو ذا تكلفة منخفضة، أو ذا فائدة استعمالية كبيرة، بل ينبغي التفكير خارج لازمة "خلق الحاجة"، صحيح أن "الحاجة أم الاختراع"، لكن الاختراع المزعوم لن يشتريه الجميع حتى عند الحاجة إليه ما لم يتم ربطه بحوافز نفسية مشتقة من الثقافة الشعبية أو المعتقدات الدينية لدى الزبون، دون الوقوع بطبيعة الحال في النمطية المفضوحة أو الابتذال، كما فعل أحد الدعاة المسلمين في إعلان متلفز للدجاج.

تجدر الإشارة إلى أن قطاعات استخدام الـ UBA تتعدى حدود الترويج الاقتصادي، رغم حقيقة تكتله حالياً في خانة التسويق الإلكتروني، بفضل الكم الهائل من المعلومات التي توفرها محركات البحث والمواقع الاجتماعية، ما يجعل تصميم الخوارزميات الخاصة بالإشهار عملية يسيرة وأكثر فاعلية، فالشركة تعرف أنها يجب أن تقترح عليك هذه البضاعة بعد شرائك لتلك، وتعرف أيضاً أي البضائع تقترح عليك ومتى وكيف و… ما يجعل تجميع بيانات المستعملين استثماراً مربحاً للعديد من المواقع، فهي تقدم لك خدماتها مجاناً، لكنها تستفيد بالمقابل من بيع بياناتك الشخصية لمن يهمه الأمر من مؤسسات اقتصادية أو أمنية، وهنا نصل إلى القطاع الأكثر حساسية والأكبر أهمية،

فالمنظمات الأمنية العالمية لم تتردد أو تدخر جهداً في عقد الصفقات مع مزودي خدمات الإنترنت ISP ومسيّري مواقع التواصل الاجتماعي العظمى ليمرروا لها ولوجاً مريحاً لبنوك معلوماتية غنية تسخرها للتجسس واتخاذ تدابير وقائية إزاء موجات العنف الافتراضي قبل تحولها إلى أفعال actions في أرض الواقع. المشكل يكمن في وقوع تلك البنوك في أيادٍ غير أمينة قد تستغلها لخدمة أغراض أخرى كالانتقام أو الابتزاز أو التحريض أو تزوير الحقائق أو الغش أو نشر الأخبار الزائفة أو إخماد أصوات المطالبين بالحقوق قبل انطلاقها من حناجرهم.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
أسامة حمامة
مهتم بالنقد الساخر والفنون البصرية
تحميل المزيد