إذا سألت الناس عن أهم شيء في علاقتهم بشخص ما، فستحصل على عدد لا يُحصى من الإجابات -أهمها الثقة والتواصل والاحترام، وغيرها من الأمور المهمة- لكنها في الحقيقة ترتبط كلها بعامل واحد، وهو: الاستقرار العاطفي والاستغناء العاطفي.
بدونهما، لا توجد علاقة على الإطلاق.
وبهما، سوف يأتي كل شيء آخر بطبيعة الحال.
لقد كتبت عن هذا من قبل – في الواقع، "الاستقرار العاطفي" هو رقم واحد في قائمتي الخاصة، وواحد من ثلاثة أشياء فقط أحتاجها على الإطلاق في شريك حياتي. الاستقرار العاطفي هو أكثر شيء جذاب يمكنك القيام به.
وأنا لست وحدي في ذلك، فالكثيرون يوافقون على أن هذا هو الشيء الأهم؛ إذ يصفه مارك مانسون بأنه "قدرة الأشخاص على التعامل مع انعدام الأمان لديهم بشكل جيد"، أو "القدرة على رؤية عيوبهم ومعالجتها".
وتصفه كارين سالمانسون بأنه "قيم شخصية جيدة"، بمعنى "أنه ليس اضطراباً نفسياً" (ومن ثم أدرجت قائمة بخصائص "الاضطرابات النفسية" – شكرًا لك، كارين).
يستخدم ليو بابوتا من مقالته Zen Habits (عادات الزن البوذية) مصطلح "الاستغناء العاطفيّ"، قائلاً: "نبحث عن سعادتنا في الآخرين، لكن ذلك مصدر لا يمكن الاعتماد عليه في الحصول على السعادة.. وإليك ما يلي: إنهم غير مسؤولين عن إشباع احتياجاتنا العاطفية".
يصف زيد داهج الاستغناء العاطفي بأنه "علاقتك مع نفسك"، وهو نفس المعنى، ويزيد: "إذا كنت لا تحب نفسك بالكامل وتضمن استيفاء احتياجاتك الخاصة بنفسك، فستجد صعوبة في فعل الشيء نفسه مع الآخرين".
وعندما نتحدث عن "ضمان استيفاء احتياجاتك الخاصة بنفسك"، فإننا لا نعني "مطالبة الآخرين بذلك"، بل نعني "العمل بفاعلية للوفاء بها بنفسك".
لا تنشأ العلاقات الصحية من مبدأ "الندرة" أو"النقص" أو"شيء مفقود". خلافاً للمعتقدات المجتمعية السائدة، فهي لا تدور حول العثور على "النصف الآخر" أو شخص "يكملنا"، بل تُبنى العلاقات الصحية فقط مع الأشخاص الذين اكتملوا بالفعل.
وحتى العوامل الآخرى مثل: التواصل والثقة والاحترام، وغيرها، ستأتي بعد ذلك، بشكل سلس وطبيعي، إذا غُذي الاستقرار العاطفي بشكل جيد من قبل كل فرد (فيما يتعلق به هو نفسه، وليس كلا طرفي العلاقة). إذا كان لديك استغناء عاطفي، واحترامك لذاتك متين، ستُعزز القيم الحسنة لديك، وستجد شريكاً يعكس احتياجاتك.
كيف تكتسبها؟
هناك العديد من الموارد أفضل من هذه القائمة، لكني فقط أعطيكم فكرة:
اجلس مع نفسك، اجلس "بدون أجهزة أو ملهيات، لبضع دقائق، انظر بداخلك، راقب أفكارك، تعرف على عقلك".
تعلم إصلاح مشاكلك "إذا كنت تشعر بالملل، عالج الأمر. وإذا كنت تشعر بالوحدة أو بالأذى، أرح نفسك. إذا كنت تشعر بالغيرة، لا تأمل أن يطمئنك شخص ما.. طمأن نفسك".
تحمل المسؤولية، نحن نتحكم فقط في أنفسنا، نحن لا نتحكم في الآخرين، أو البيئة. اكتشف ما يقع ضمن سيطرتك الحقيقية (نفسك) والتركيز عليه.
هذا الموضوع مترجم عن موقع Medium. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.