6 أسباب يجب على محمد صلاح معرفتها كي لا ينتقل إلى ريال مدريد الموسم المقبل

عدد القراءات
35,610
عربي بوست
تم النشر: 2018/04/24 الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/05/29 الساعة 08:25 بتوقيت غرينتش

فاز محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لموسم 2017 – 2018 بعد شد وجذب بينه وبين لاعب مانشستر سيتي دي بروين – ليس شخصياً بالطبع – ولكن على صفحات السوشيال ميديا ومواقع الإنترنت؛ لتهدأ تلك العاصفة الهوجاء التي كان مرشحاً لها الصعود بقوة وعُنف – في منطقتنا العربية على الأقل – إذا حدث العكس واقتنص البلجيكي الجائزة.

والآن بعد مرور العاصفة بهدوء واستحسان الأغلبية لهذا الاختيار، وفَرحِ الكثيرين لفوز الفرعون المصري بهذه الجائزة، فهنالك عاصفة أخرى متعلقة بالنجم المصري مرشح لها بالصعود في قادم الأيام، وإن بدأت موجاتها بالقدوم منذ فترة ليست بالقليلة.

هذه العاصفة هي الترشيحات والأخبار المتعلقة بانتقال اللاعب المصري لأحد عملاقَي الليغا الإسبانية، بالتركيز على نادي ريال مدريد، ولكن قبل أن تجرفنا العواطف والمشاعر المرافقة للعبة كرة القدم ولاعبيها على وجه الخصوص، علينا أن نطرح السؤال الذي يتناساه الجميع: هل حان الوقت للاعب المصري للانتقال لريال مدريد الموسم المقبل؟!

القسم الأكبر – ربما – يكون موافقاً على فكرة رحيل اللاعب لقلعة البرنابيو الموسم المقبل، قياساً باسم ومكانة وعراقة الفريق الإسباني في القارة الأوروبية على وجه الخصوص والكرة الأرضية بشكل عام، ولكن وجهة النظر الأخرى تقول إن الوقت لم يحِن بعد وهذه هي الأسباب:

مشروع بدأ بالكشف عن ملامحه

عانى ليفربول منذ فترة طويلة في العودة للصفوف الأولى ومقارعة كِبار إنكلترا، وحتى بعد انتداب الألماني يورغن كلوب في موسمه الأول لم تكن التوقعات عالية، وتم التشكيك فيه وقدرته على صناعة الفارق في هذا الدوري الصعب، فقبل موسمين فقط أنهى الفريق الموسم في المركز الثامن بعيداً عن المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية.

والآن في هذا الموسم بالتحديد كشَّر الفريق عن أنيابه، وأرسل رسالة واضحة لجميع الفرق بأن الفريق سيكون منافساً شرساً على اللقب – بغض النظر عما سيحصل في البطولة الأوروبية هذا الموسم – بعد التعافي من مرارات الماضي واكتساب ثقة المنافسة على البطولات من جديد، خاصة بعد التأهل للدوري نصف النهائي للبطولة الأوروبية هذا الموسم، وضمان مركز مؤهل للبطولة الأوروبية – نظرياً – الموسم القادم.

وهذا ما يجب أن يركز عليه اللاعب المصري، بأن هذا المشروع يمكن أن يفتح له أبواب المجد على مصراعيها إذا حافظ على مستواه الذي يقدمه الآن، فالألقاب الشخصية تأتي بسهولة بمزيد من الاجتهاد والصبر، ولكن المجد وتسطير الأسماء في كُتب التاريخ يأتي بالعمل الجماعي والإيمان بعمل المنظومة ككل.

 أن تأتي بطلاً يختلف من أن تأتي تكملة عدد

لا خلاف على أن اللاعب قادر على احتواء رهبة البرنابيو قياساً لما مر به في مسيرته الكروية من التألق ثم الإحباط ثم التألق مرة أخرى، إلى النجومية المطلقة التي تحيط به الآن رفقة ليفربول كلوب، وإذا أخذنا بعمر اللاعب (25 عاماً) كمقياس، فما زال أمام اللاعب العديد من السنوات للتألق وحصد البطولات والألقاب الشخصية.

وبالتالي فإن فرصة الذهاب لأحد عملاقي الليغا الإسبانية ما زال متاحةً في المواسم القليلة القادمة، فالذهاب وأنت تريد سد خانة وفي أوج قوتك وعطائك يختلف كُلياً عن الذهاب لتألقك في موسم خيالي لم يتوقعه حتى أكثر المتشائمين، وهنا على الفرعون المصري البقاء لتقديم نفس هذا العطاء في الموسم القادم، وإثبات لمن يريدك أن تألق الموسم السابق لم يكن صدفة أو ضربة حظ، بل العمل هو العمل، والاجتهاد هو كلمة السر، والذهاب برأس مرفوع وثقة عالية لتلبية مطالب أحد عملاقَي الليغا الإسبانية وما أكثرها.

 ليفربول وكلوب والجماهير ورد الجميل

حتى كلوب في أحد تصريحاته لم يكن واثقاً مائة بالمائة من هذا الأداء الخرافي الذي يقدمه اللاعب في هذا الموسم، وإداريو ليفربول أرادوا الاحتياط بلاعب بنفس خصائص اللاعب البرازيلي الذي كان يصرّ على المغادرة، وبالتالي أتى اختيارهم للاعب المصري في التوقيع معه بذلك المبلغ الكبير، الذي لم يحصل من قبل في تاريخ النادي.

حتى إذا اعترفنا بأننا في عصر الاحتراف ولا مكان للعواطف في هذه اللعبة، إلا أن الحُب الجارف وغير المشروط الذي صنعه اللاعب داخل أسوار الأنفليد يحتم عليه ولو -معنوياً- البقاء ورد بعض الجميل لهذه الجماهير التي طالما تغنّت باسمه، ورد الجميل لمدربه وصاحب الطفرة الكبيرة في تحسين مستواه بالقتال الموسم المقبل، والمنافسة على ألقاب الدوري الإنكليزي العديدة، وعلى رأسها لقب الدوري الإنكليزي الذي غاب عن أسوار النادي طويلاً.

 حمل الفريق على أكتافه للتحضير لقادم المواعيد

كُلنا نعترف ونقر بأن عملاقَي الليغا لديهما نُخبة اللاعبين في أوروبا في مراكزهما، وعن ريال مدريد المرشح بقوة للانضمام له لديه نجم سوبر ستار يصنع الفارق كلما لعب، وغالباً ما ينجح في إخراج فريقه من مطبات ومواقف لا يستطيع أحد فعلها للثقة العالية والخبرة الكبيرة التي اكتسبها بمرور الأعوام.

وهنا يكون الفارق، فالنجم المصري الآن أصبح العمود والركيزة الأساسية التي يعتمد عليها كلوب في بناء خططه للمباريات وتخطيطه للفوز بالبطولات الموسم القادم، وهذا سيكسب النجم المصري ثقة لا حدود لها في الموسم المقبل، تحضيراً لما بعده إذا انتقل لريال مدريد سيكون معتاداً على هذا الحمل الثقيل والتعامل معه بناءً على ما اكتسبه وسيكتسبه في ملعب الأنفليد.

 مشروع ريال مدريد لم تتضح معالمه حتى الآن

الفريق الملكي خرج من كل البطولات المحلية خالي الوفاض، ولم يتبقّ له إلا البطولة الأوروبية ويسعى جاهداً للفوز بها، وحتى الآن الأمور تسير بصورة جيدة لفريق زيدان بالتأهل لنصف النهائي، ومرشح بقوة للتواجد في النهائي، وربما الفوز بالنهائي أيضاً.

ولكن ما بعد هذه البطولة، فإن الكثير من المعطيات سيتغير سواء بالفوز بالنهائي أو عدم التأهل له بالأساس، فحتى الآن لا أنباء عن بقاء أو مغادرة نجوم الفريق مثل كريستيانو رونالدو أو كريم بنزيما أو جاريث بيل أو حتى بقاء المدرب زيدان نفسه، فالجميع في انتظار ما ستؤول إليه رحلة الفريق الملكي في هذه البطولة الأوروبية.

فخروج الفريق الملكي من الموسم بدون لقب من شأنه أن يشعل الأجواء تماماً، مما يجعل الصفقات الجديدة محل ضغوطات وتقييمات مستمرة من الصحافة المدريدية التي لا ترحم، والجماهير التي تريد النتائج بشكل أسرع من المتوقع، ولا تتوانى عن إطلاق صافرات الاستهجان ضد أي لاعب مهما علت نجوميته ودوره في الفريق.

 التحدي الموسم المقبل وليس الآن

على مستوى الفريق، فإن التحدي الذي يجب أن يركز عليه اللاعب هو المساهمة في جلب لقب الدوري للنادي الإنكليزي في الموسم المقبل، حتى وإن فاز بالأبطال هذا الموسم، فالدوري الإنكليزي له خصوصية وطعم ومذاق خاص لعشّاق ومشجعي ليفربول، والمساهمة في جلب هذه البطولة ستُخلد اسمه كأسطورة للنادي رفقة أساطير النادي الآخرين الذي لم ولن ينساهم مشجعو ومحبو الفريق حتى الآن، وسيظل اسمه محفوراً في قلوب الجماهير للأبد.

 

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مدثر النور أحمد
كاتب سوادني
مدثر النور أحمد هو كاتب سوداني مهتم بالرياضة والتكنولوجيا والخصوصية على الإنترنت. لديه حُب وعِشق مختلفان للرياضة وخاصة كرة القدم.
تحميل المزيد