“لايك بليز لصورة ابني عشان يكسب”.. كيف تدمر الأم نفسية الطفل بهذه المسابقات؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/24 الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/10/22 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
Cyber bullying by mobile cell phone text message

كثيراً ما نرى مسابقات أجمل صورة للأطفال على صفحات الفيسبوك، وتسعى كل أُم جاهدةً إلى أن تُشْرِك ابنها أو ابنتها في مثل هذه المسابقات التي عادةً ما تنظمها حضانة، أو مدرسة، أو أي مؤسَّسة أخرى ربحيّة بغرض دعائي، حتى تنتشر صفحتها على الفيسبوك بأقل تكلفة.

ويجتهد الأُم والأب -وأفراد الأُسْرة المُقَرَّبون في بعض الأحيان- لنشر صور الطفل على صفحاتهم الشخصيّة، وعلى الجروبات المختلفة، ليطلبوا من الجميع: "لايك بليز لصورة ابني عشان يكسب!"، ولكن هناك عِدّة ملاحظات من الناحية التربويّة على مثل هذه المسابقات، وأثرها على الطفل الذي بالتأكيد يكون على عِلْم بأنه مُشْتَرِك بها مثل:

* تجاهُل قيمة العمل، فالطفل يعلم أنه قد فاز في المسابقة بدون أدنى مجهود منه، وأن فوزه في هذه المسابقة جعل له قيمة عند الناس، وأهميّة رأي الناس بالنسبة له ولنظرته إلى نفسه في حين أننا من المفروض أن نسعى لتربية أبنائنا على النقيض من هذه الاعتقادات تماماً، فالطفل ينبغي أن يتعلَّم أن:

– قيمته تنبع من مجهوده وعمله، وليس من مكسب عشوائي، وأنه كي يصبح له قيمة لا بُدّ أن يعمل ويجتهد.

– أن الاجتهاد مهم لتحقيق المكاسب.

– أن يكون واثقاً من نفسه بغض النظر عن رأي الناس، فهو لا ينتظر تأكيدات من الناس حتى يثق في نفسه أو يعرف قدراته.

* الاهتمام لرأي الآخرين بطريقة غير صحيّة، حيث إن هذا الذي كان سبب فوزه في الأساس!

* الاهتمام بالتفاهات والأمور التي ليس لها قيمة حقيقيّة، فما هي أهمية الفوز في مثل هذه المسابقة من الأساس؟

أما إذا كان الطفل تعيس الحظ ولم يفُز بالمسابقة -وهذا سيكون نصيب أكثر الأطفال المشاركين- فقد يشعر بالإحباط والحزن، وقد يؤثِّر هذا على ثقته بنفسه، فلماذا لم يُعْجَب أحد بصورته؟ ولماذا لم يفُز؟ وقد يكون الطفل مُتَفَوّقاً دراسياً أو رياضياً، إلّا أن هذا لم يشفع له للفوز في مسابقة الفيسبوك! فهل يعني هذا أن نجاحه الدراسي بلا قيمة؟ وأن صديقه الذي فاز بالمسابقة هو أفضل منه، وإن لم يكن يُعْرَف عنه الاجتهاد؟

* كذلك نشر الحقد والغيرة بين الأطفال إذا كانت المسابقة بين أطفال في فصل واحد بِلا أي منافسة حقيقيّة، فليس هناك شيء يمكن للطفل أن يفعله كي يفوز.

* كما أنه قد يقوم أحد ضِعاف النفوس بحَسَد الطفل، فيمرض أو يصيبه مكروه، والعياذ بالله.

أمّا إذا كان طفلاً صغيراً أيَّتُها الأُم، ولا يعي مثل هذه المسابقات أصلاً، فلِمَ ترضَين أن تجعلي صورة ابنك أداة تُسْتَخْدَم في الدعاية؟

وأخيراً عزيزتي الأُم.. نعلم أنكِ قد تشتركين في مثل هذه المسابقات حُباً في أبنائكِ، واعلمي أنه لا أحد يهتم بكِ وبمصلحة أبنائكِ إلّا أنتِ.

فكل هذه الشركات من حولك لا يهمُّها أي شيء إلّا تحقيق مكاسب لها، سواء في صورة انتشار أكبر، أو مبيعات أكثر، أو غيرها، فلا تكوني أداة لهم، ولا تعطيهم مساحة كي يوجِّهوكِ كما يشاؤون.. كوني أنتِ المُسَيطِرة!

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سارة طاهر
متخصصة سيو
تحميل المزيد