عزيزتي المغتربة، من واقع تجربتي الفريدة إليكِ أصوغ أهم قواعد الغربة،
بصرف النظر عن مدى حماستك قبل السفر للدراسة أو العمل في الخارج؛ لكي تبدئي مرحلة جديدة من حياتك والإعداد لمستقبلك، فإن الشعور بالغربة هو شعور طبيعي يمر به أغلب الناس خارج بلادهم أو بعيداً عن أسرهم، وكمغتربة وحيدة فإن هذا الشعور سيساعدك على النضج وتحمُّل المسؤولية والشعور بالاستقلالية. بالإضافة لذلك، فإن هناك بعض الملاحظات يمكنك أن تضعيها في اعتبارك؛ لكي تساعدك على التغلب على مشاعر الغربة والوحدة والخوف، ولكي تتجنبي مطبّات الغربة الوعرة وخيبات الأمل المحبطة..
1- التعلم من خبرات الآخرين
استفيدي من تجارب الآخرين، ومنها تجربتي، وستجدين فائدة عظيمة في ذلك. ستعتقدين أن تجربتك مختلفة، صدقيني كلنا مررنا بالمراحل نفسها، ومن الأفضل توخّي الحذر والتعلم من خبرات الآخرين.
2- السكن
عند انتقالك لسكن مشترك إياكِ والسكن مع صديقتك؛ لأنك بالتأكيد ستفقدين تلك الصداقة الجميلة، لأسباب عدة؛ منها اختلاف طبائعكما والتي ستكتشفينها مع الوقت. اختاري شريكة لها اهتمامات مشتركة، لا يهم الجنسية، ولكن يهم السمات الشخصية التي تتسبب في ارتياح متبادل أو نفور.
ضعي قواعد سكن واضحة مع شريكتك؛ من حيث النظافة، وتقسيم أعمال المنزل بجدول محدد، التهاون قد يفضي إلى مآساة؛ لذلك وجب وضع قواعد للمعيشة المشتركة. من الأفضل أن تحتفظي بأغراضك منفصلةً عن شريكتك، وأن تتبضعي بكميات قليلة؛ حتى لا تفسد، ولا تنساقي خلف عروض التخفيضات، التي قد تبدو مفيدة ولكنها في الواقع إهدار للأموال على أغراض غير مهمة..
3- تدبير الميزانية
قسِّمي المصروف الشهري لنصفين؛ النصف الأول ضعيه في حسابك بالبنك أو احفظيه في مكان آمن لا يعلمه سواكِ للادخار ولأي ظرف طارئ. القسم الآخر قسميه على أرباع، كل ربع لتغطية مصاريف الأسبوع: أكل وشرب ونزهات.
حاولي أن تكوني حريصة في خروجاتك، ولا تجعلي خجلك يمنعك من الحرص على أموالك، وانتبهي إلى مكر الأشخاص الذين يستغلون كرم الشخص وتجدين نفسك تصرفين كل ما لديك عليهم وتخسرين نقودك في غضون يومين، في حين تجدين صديقاتك لا يصرفن من الأساس ويحفظن نقودهن بكل وعي وحرص.
4- تخلّصي من الطاقة السلبية
مارسي الرياضة بشكل دوري، واحصلي على ساعة من الرياضة يومياً، سواء كان مشياً فقط أو بارتياد أحد النوادي الصحية القريبة من سكنك، الرياضة مهمة جداً للتخلص من الطاقة السلبية ولتجديد نشاط جسمك، وأيضاً لقتل الفراغ والوحدة. هذا بالإضافة إلى الفائدة العظيمة من الحصول على قوام متناسب وللوقاية من أمراض السمنة وغيرها.
5-.ابقي دائماً مشغولة
إذا جلست في غرفتك وحيدة، فإنكِ في ذلك الوقت ستشعرين بأنكِ أكثر الناس وحدةً على كوكب الأرض! بقاؤك وحيدةً في غرفتك سيجعلك تدريجياً تبدأين في التفكير في حضن والدتك ومزاح إخوتك وكلبك الأليف، وأشياء أخرى ستجلب إلى ذاكرتك مزيداً من الذكريات التي ستدفعك إلى شيء واحد فقط؛ هو الذهاب إلى أقرب متجر لشراء مزيد من المناديل لتجفيف دموعك.
اخرجي من حجرتك، وتمرَّدي على الوحدة، تعرَّفي على أهم الأماكن مثل المسجد أو الكنيسة والمركز الاجتماعي. زوري تلك الأماكن وحدِّدي ما يناسبك منها لتمضية أوقات فراغك، تلك الأنشطة تفتح الباب للتعرف على مزيد من الأشخاص ممن يشاركونكِ اهتماماتك وهواياتك ويسكنون بالقرب منك أيضاً، وقد تكون هذه فرصة طيبة لإقامة صداقات مختلفة.
6- اجعلي الكتاب صديقك الصدوق
مع الكتاب لن تشعري بالوحدة ولا بالغربة، ستظلين في حالة من الونس والألفة، بجانب طبعاً توسيع مداركك وإطلاعك على ثقافات وخبرات مختلفة، مع كل كتاب ستخوضين تجربة حياتية جديدة، وستؤثر في شخصيتك، وتُكسبك القدرة على إدراك المواقف وردود الفعل، إلى جانب كمٍّ من المعلومات المفيدة التي تساعد في بناء شخصيتك وتثقل ثقافتك.
7- تعلَّمي القيادة في أقصر وقت، واشتري سيارة صغيرة إن أمكن، ستوفر عليكِ عناء إيجاد مواصلات، وستعتمدين على نفسك أكثر مما سيساعدك على حفظ الطرق، وأيضاً سيساعدك في توفير النقود.
8- أمِّني نفسك
أعدِّي قائمة بأرقام الطوارئ مثل النجدة والإسعاف والدفاع المدني، وضعي منها نسخة بجوار الهاتف وأخرى على هاتفك المحمول، وتحصَّني في سكنك ببعض أدوات الدفاع عن النفس مثل العصاة الكهربائية.
تأكدي من أن تليفونك المحمول مشحون دائماً ويسجل موقعك، في حالة -لا قدر الله- أضعت الطريق أو تم اختطافك يمكن أن تقفي أثرك عن طريق هاتفك بسهولة، واستخدمي سبل مواصلات معروفة.. تجنَّبي استخدام السيارات الخاصة التي لا تحمل علامة سيارة أجرة.
9- ابقي على اتصال
ابقي على اتصال دائم بأسرتك وأصدقائك، الآن يمكنك محادثة الأهل بالصوت والصورة وفي أي وقت ومكان، وهذا من أهم فوائد التكنولوجيا، حيث يوجد العديد من برامج التواصل التي أنصحك باستغلالها، فهي من أهم سبل التواصل الفعال والتي تقتل إحساس الغربة والوحدة.
10- وأخيراً، كوِّني صداقات كما شئتِ، ولكن لا تثقي بأحد ولا تنخدعي بالكلام المعسول، دعي المواقف تكشف لكي نوايا الناس وليس كلماتهم المنمَّقة وضحكاتهم المفتعلة، مهما كانت علاقتك بالغير تأكَّدي أنكِ لا تعرفين عنهم الكثير…
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.