هل أنت طالب جامعي؟ لا تفعل هذه الأشياء مثلي أبداً

عدد القراءات
5,947
عربي بوست
تم النشر: 2018/04/04 الساعة 07:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/05 الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش
Portrait of a happy multi-ethnic group of students studying outdoors and smiling - education concepts

سأل أحد طلاب الجامعات في منصّة حسوب عن الأشياء التي ندمت أنك لم تفعلها في فترة الجامعة.

ربما ندمي على بعض تصرفاتي في الجامعة كان سبباً رئيسياً لكتابتي لهذا المقال، مع أن البعض –بين الفينة والأخرى- كانوا ينصحونني، لم أستمع لأغلب هذه النصائح؛ لأنني كنت أظن أن شخصيتي قد اكتملت مع دخولي الجامعة.

ستكون هذه النصائح مفيدة في حال كان تخصّصك تقنياً كعلوم الحاسوب، التسويق، الغرافيك، أو أي علم ما زال يتطور إلى هذه اللحظة.

أما إن كانت دراستك في مجال (بطيء التطور) فربما بعض النقاط ستكون غير مهمة لك.

من الناحية الأكاديمية:  

* لا تجتهد بدراسة مواد الجامعة:  

كلامي هنا لا يُعفيك من التعلم والدراسة عبر الإنترنت أبداً، تعلّم كل جديد وتابِع شغفك، وتخطّ المستوى الهزيل لمواد الجامعة.  

الكثير من المواد التقنية في الجامعة إما عفا عليها الزمن، أو سيفعل قريباً.  

لا تضيع وقتك ببعض المواد الدراسية (خصوصاً إذا كان مجال تخصصك تقنياً)، إلا إذا كنت تريد إكمال الدراسات العليا، فقط ادرس لتنجح، لآن أغلب مواد الجامعة لا يجري تحديثها، وهي تأخذ من وقتك أكثر مما تستحق.  

على الصعيد الشخصي كنت أسأل نفسي سؤالاً واحداً عند بداية كل فصل قبل تسجيل المادة: (هل سأعمل بوظيفة لها علاقة بهذه المادة؟)، إذا كان الجواب نعم، تكون علامتي فيها مميزة جداً، وإذا كانت لا فقط أنجح بها، ولم أندم إلى الآن على هذا الفعل.

النجاح في التعليم الجامعي جيد، لكنه لا يعني أي شيء على الإطلاق سوى القدرة على تحقيق درجات عالية، أما النجاح في الحياة فله معادلة مختلفة تماماً!

 

لاري اليسون – مؤسس شركة أوراكل   

لكل قاعدة شواذ، ربما سيستثنى من كلامي بعض التخصصات مثل التاريخ واللغة العربية، لكن أما في التخصصات الحديثة، وخاصة المرتبطة بالتكنولوجيا، فالجواب هو لا.

ستجد دكتوراً في مجال Business يحدثك كيف تحكم العالم مادياً، وتجده "موظفاً" ليس لديه أي مشروع خاص، بل ولم يجرب حتى كيف يدير الأزمات المالية "الحقيقية" التي ينظر عنها طوال اليوم.

ستجده دكتوراً في برمجة الحاسوب، ذا إلمام بالمفاهيم البرمجية مثل OOP وAPI بشكل مميز، ولكنه لم يعمل في مجال البرمجة سوى بضعة أشهر (أو أيام).

صدقني ما يخدعك ويجعلك تنبهر من أسلوبه هو إعادته لنفس المحاضرة من قبل عشرات المرات.  

من الناحية الاجتماعية:

 * العلاقات الاجتماعية هي كنزك الحقيقي نحو حياة (مرفهة مادياً)

 الأرزاق بيد الله أولاً وأخيراً، ولكن كما للفيزياء والكيمياء قوانين، فإن للأرزاق قوانين خاصة بها، افهمها بدون عناد أو تكبّر، وصدقني إن عاندتها لن يدفع أحد الثمن غيرك.

فكما أن الماء هو مكون الحياة الأول، وكما أن الصوت ينتقل في موجات، فإن أحد أهم قوانين الرزق هو العلاقات الاجتماعية الجيدة.

ستسمع الكثير يقولون: فلان جاهل بتخصصه، ولكنه وجد وظيفة أفضل بسبب (معارفه) أو بسبب (واسطة).

السر هنا هو أنه فهم قانون العلاقات الاجتماعية وسخّره لخدمته، أما أنت فلا.

هو أصاب عندما أراد الاتكاء على معارفه؛ ليصعد في سلم الحياة ويطوّر نفسه، وأنت أخطأت عندما أردت دخول معركة الحياة بدون سلاح.

سخّر علاقاتك الاجتماعية في خدمة أحلامك (مع مراعاة الضوابط الأخلاقية)، وسيكون هذا أحد الأمور التي لن تندم عليها أبداً.

* ابتعد عن بعض الأصدقاء:

ابتعد عن الأصدقاء الفاشلين عملياً، هناك بعض الأصدقاء همّه في الحياة التدخين أو مراقبة الناس.

أبقِ على صداقتك معهم، لا تعادِهم ولا تجالسهم قدر الإمكان، ربما يكونون قمة في الأخلاق، ولكن مجالستهم هي سم قاتل (في الحياة العملية).

حاوِل بناء علاقات مع أناس ناجحين عملياً، وأرِهم طموحك، وخُذ منهم نصائحهم، فربما نصيحة بدقيقتين ستوفّر عليك سنوات من الجهد.

من الناحية العملية:

* حدّد مجالك:

حدد أكثر مجال تعشقه، وأبعد نقطة تتمنى الوصول إليها، وابدأ بالعمل عليها من الآن؛ لأن وقتك بيدك.

صدقني مهما كنت مشغولاً وقت الجامعة، فإن وقتك هو ملكك، بعد التخرج سيسلب العمل منك كل الوقت (سواء كنت موظفاً أو صاحب عمل حر)، وسيسلب الزواج منك البقية الباقية من هذا الوقت.

 * اخترع عملاً خاصاً بك (وأنت في الجامعة):

ولا أقصد هنا بكلمة (اخترع) إيجاد علم جديد، كل ما أقصده هو أن تخرج عقلك خارج الصندوق الذي يريد المجتمع المحيط أن تكون فيه (الوظيفة المستقبلية).

انظر حولك، إلى حاجة يحتاجها الكثير من الناس، استطلع آراءهم، واجعل هذا العمل يتلاءم مع دراستك.

ابدأ في عالم العمل الحر في مجالك إلى أن تتخرج، ربما ستكون قد أنشأت عملك الخاص إلى ذلك الوقت، وإن لم تفعل فسيكون لديك سنوات خبرة في مجالك.

اعلم أن سوق العمل ربما تحتاج في كل عام إلى 50 طالب تسويق، 100 مطور برمجيات، 30 غرافيك ديزاين، كن متميزاً عليهم كلهم. كيف؟ هذا السؤال أنت أقدر الناس على الإجابة عليه.

لا أريد أن تفهم من مقالي هذا أن تتمرد على أخلاقك أو قيمك، بل هي دعوة لتغيير نهجك بالحياة.

الحياة هي معركة أعنف مما تتخيل، ولا مجال للضعفاء فيها، وصدّقني كل مَن يقول لك "لا" اليوم، سيقول لك "نعم" عندما تنجح.

وفي النهاية.. الكيِّس مَن اتعظ بغيره، وأتمنى لك حياة جامعية ملؤها الإصرار والتحدي والنجاح.

تم نشر هذا المقال في موقع منشر

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
عبدالله صبري
مطور تطبيقات ويب
تحميل المزيد