كيف تهاجر إلى أميركا عن طريق الدراسة؟

عدد القراءات
908
عربي بوست
تم النشر: 2018/04/03 الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/03 الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش
Montpelier, Vermont, USA town skyline.

الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية

-في رأيي- أن هذه هي أفضل أبواب الهجرة للولايات المتحدة، وإن لم يكن أسهلها.

الدراسة في أميركا تجعلك تضرب عصفورين بحجر واحد، أو هدفين مهمَّين بجهد واحد: الإقامة في أميركا والحصول على فرص عمل جيدة بعد إنهاء الدراسة، والمقصود هنا هو الدراسات الجامعية والعليا.

ميزة الدراسة أن القانون الأميركي يسمح للطالب المتخرّج في جامعة أميركية بالعمل لمدة عام أو عامين في الولايات المتحدة، وهذه تكون عادة فترة كافية لإيجاد عمل، ثم تقوم الشركة الموظّفة بمساعدة الموظف في الحصول على إقامة عمل ثم إقامة دائمة (غرين كارد)، طالما استمر في عمله وأثبت كفاءته، والغرين كارد يؤدي إلى الحصول على الجنسية الأميركية بعد خمس سنوات.

وبمجرد الحصول على الغرين كارد تصبح حراً في ترك الشركة والعمل لدى أي شركة تختارها، فالحاصل على الغرين كارد يتمتع بأغلب حقوق المواطن الأميركي، فيما عدا الحق في الانتخاب، والحصول على بعض الوظائف الحكومية الحساسة.

تستطيع أن تقارن ذلك – إن شئتَ- بالواقع البائس في البلدان العربية الثرية؛ حيث يعمل فيها العربي من بلد آخر عقوداً طويلة ويظل فيها غريباً مهما طال به الأمد!

الدراسة في الجامعات الأميركية مكلفة بلا شك. والتكلفة تختلف وفقاً لعدة عوامل؛ هناك تكلفة المصاريف الدراسية وهناك تكاليف المعيشة، تختلف تكاليف المعيشة من مدينة لمدينة ومن ولاية لولاية.

أهم بنود تكاليف المعيشة هو السكن، أما المأكل والمسكن في أميركا ففي متناول الجميع وتكلفتهما قليلة بالنسبة لأي دخل؛ لذلك قد يكون النظر في تكاليف الإيجار أحد معايير اختيارك لجامعة بعينها للدراسات العليا في أميركا.

أما مصاريف الدراسة فتختلف اختلافاً كبيراً، أغلى الجامعات هي الجامعات الكبرى التي تتمتع بسمعة عالمية وشهرة.

خريج هذه الجامعات يحصل على فرص أكبر حال تخرّجه ولا شك، لكن نفقات الدراسة بها قد تبلغ ضعف تكاليف الدراسة في الجامعات الأقل شهرةً، وكذلك الجامعات الحكومية، والتي تسمّى هنا State University، أي الجامعة التابعة للولاية لتمييزها عن الجامعات الخاصة.

نفقات الدراسة تختلف أيضاً للمقيم عنها للغريب، فالطالب الأجنبي يدفع أكثر من الطالب المحلي.

أرخص سبل الدراسة في أميركا: الكليات المحلية Community College

دعني أعطِك فكرة عامة عن هيكل التعليم الجامعي من بدايته، هنالك ما يسمى بالكليات المحلية أو بالإنكليزية community college وهي كثيرة العدد في كل ولاية، هي أصغر من الجامعات university وأرخص، لكنها تقدم فقط أول عامين من الدراسات الجامعية، وتسمى هذه الشهادة associate degree أي دراسة أول عامين جامعيين. هذه الدراسة لن تفيدك في الحصول على إقامة بعد إنهائها، وميزتها الوحيدة هي إعطاؤك فترة طويلة للحياة والدراسة في أميركا بتكاليف أقل من تكاليف الجامعات، أو التوفير في نفقات عامين دراسيين لو كنت تنوي دراسة البكالوريوس في أميركا.

 

الدراسات الجامعية: البكالوريوس والماجستير

ما ينفعك في الحصول على تصريح عمل بعد إنهاء الدراسة في أميركا هي الدرجات الجامعية، بدءاً من البكالوريوس.

وكما ذكرت آنفاً، قد يؤدي الحصول على وظيفة وتصريح عمل إلى الحصول على الإقامة الدائمة، الغرين كارد.

لكن دراسة البكالوريوس والماجستير مكلفة، قد تكون أقل تكلفة لها 15 ألف دولار في العام الدراسي، غير تكاليف المعيشة.

إذا كان هذا الاختيار متاحاً لك، فحدد ميزانيتك بوضوح، ولا تبخل على نفسك بقضاء الساعات الطويلة على الإنترنت في البحث عن الجامعة والمدينة المناسبة لك! لن تكون هناك إجابات فورية، أميركا بلد واسع جداً، وهناك عدد كبير من الجامعات في كل ولاية، والولايات تعدّ بالعشرات كما تعلم!

والواقع أنني حينما كنت أرى عائلات تنفق على أبنائها مئات الألوف من الجنيهات (في مصر) لشراء شقة لهم وتجهيزهم للزواج ثم تركهم بعد ذلك للاعتماد على دخل قليل من وظائفهم كان يصيبني الأسف على هذا التفكير قصير النظر.

فالاستخدام الأفضل لهذا المال من أجل مستقبل الأبناء هو الإنفاق على تعليمهم. لو كنت في مثل هذا الموقف فرأيي أنه خير لك أن تستخدم هذا المال في الدراسة في جامعة أميركية أو أوروبية تضعك على خريطة التوظيف في العالم المتقدم وغير المتقدم سواء بسواء!

لا شك أن الدراسة في الولايات المتحدة تظل صعبة أمام غالبية أبناء العروبة لارتفاع تكاليفها، لكنّ هنالك اختياراً أخيراً أمام الراغب في الدراسة وهو أقلها تكلفة مع أنه أعلاها في مدارج الدراسة وطلب العلم!

 

دراسة الدكتوراه في أميركا

من مميزات النظام الدراسي في أميركا أنك تستطيع دراسة الدكتوراه، في كثير من الحالات، بعد الحصول على البكالوريوس مباشرة ودون حاجة لدراسة الماجستير أولاً.

فالدارس في هذه الحالة يضم الماجستير والدكتوراه في وقت واحد، في فترة تستغرق عادة حوالي خمس سنوات.

أما الميزة الأكبر فهي أن هنالك برامج دراسة للدكتوراه في أميركا لا تكلف الطالب شيئاً، بل تكون أقرب ما تكون إلى المنحة، لكنها لا تسمى هنا منحة.

السبب أن طالب الدكتوراه هو في حقيقته باحث، أو هكذا ينبغي أن يكون الأمر؛ لذلك تحصل كثير من برامج دراسة الدكتوراه على تمويل من شركات وجهات أخرى مختلفة، تتيح في النهاية للطالب ألا يدفع نفقات الدراسة للجامعة، بل ويحصل على مرتّب أيضاً يُعينه على نفقات المعيشة، وقد يقوم الطالب أيضاً ببعض مهام التدريس لطلبة البكالوريوس لقاء مرتّب.

وأنا شخصياً عرفت أصدقاء عرباً كثيرين جاءوا إلى أميركا من هذا الباب، والحاصل على الدكتوراه من جامعة أميركية يستطيع بعدها غالباً الحصول على فرصة عمل داخل أميركا ثم الحصول على الإقامة والجنسية.

وأنا أرشح بشدة هذا الطريق لكل مَن يرغب في السفر ويكون محباً للعلم والدراسة. سوف يستغرق الأمر وقتاً وجهداً للبحث عن برامج الدكتوراه والتجهيز لها والتقديم عليها، لكن الثمرة تستحق.

وبعد، فهذا ما لديَّ من معلومات، ليس الغرض منها تزويدك بكل التفاصيل الوافية، ولكن فقط فتح أبواب التفكير والاختيارات أمامك.

وأنا شخصياً لم أدرس في الولايات المتحدة؛ لذلك قد يشوب معلوماتي نقص هنا أو قُصور هناك.

ما أريده أن تستخدم هذه المعلومات كبذرة تأخذها أنت وتسقيها وتنمّيها بالبحث الجاد والعمل المنظّم من أجل هدفك.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد شدو
مصري مقيم بأمريكا
تحميل المزيد