4 طرق أساسية لتنجح كريادي أعمال مبتكر

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/31 الساعة 13:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/31 الساعة 15:12 بتوقيت غرينتش

هذه الأيام وفي العديد من دول الشرق الأوسط ، هنالك موجة لريادة الأعمال، بعض الشركات الناشئة هي عبارة عن تكرار لما سبق (مغسلة أو مطعم مثلا). ولكن العديد من مؤسسي الشركات هذه الأيام يقومون بأمر مختلف ويستفيدون من التقنية لإعطائهم ميزة تنافسية. إنهم يقدمون قيمة مضافة متميزة في عملهم. مما يجلب لهم النجاح من خلال اقبال الزبائن والعملاء على المنتجات والخدمات التي تقدمها هذه الشركات الناشئة.

خذوا على سبيل المثال شركة طلبات www.talabat.com والتي هي عبارة موقع لطلب وتوصيل الوجبات من المطاعم في دول الخليج العربي. فبدلا من الاتصال على هاتف المطعم لطلب وجبة تقوم بزيارة موقعهم والتصفح في المطاعم والوجبات المتوفرة وعندما تقرر تقوم بعمل الطلب ودفع قيمته ، بل وتستطيع متابعة طلبك ومعرفة متى يمكن أن يصلك. هذه الشركة انطلقت في الكويت في سنة ٢٠٠٤ وهي الآن تغطي كل دلو الخليج العربي، وقد تم الاستحواذ عليها من قبل المجموعة الألمانية للتجارة الإلكترونية Rocket Internet في بداية ٢٠١٥ بمبلغ يقترب من ١٥٠ مليون يورو .

العديد من الشركات مثل طلبات تمثل الفرق بين الشركة الجديدة التقليدية والشركة الناشئة المبتكرة. على سبيل المثال عندما يفتتح أحدهم فرعا لمطعم شهير في مدينته أو قريته ، هو يؤسس شركة ناشئة لكنه مقيد لقواعد وقوانين هذا المطعم . إن الرياديين المبتكرين يقوم بأمر أكثر من فتح شركة جديدة ، إنهم يبحثون عن مساحة لسد حاجات وحل مشاكل عن الزبائن في مجال عمل معين.

إذا كنتم تطمحون أن تنضموا لهذا القطار من المبادرين المبتكرين ، عليكم أن تأخذوا بالاعتبار هذه المبادئ الأربعة :-

١- كن متنبها للحاجات التي لم يتم تلبيتها للزبائن:-

إن صائدي الفرص المميزين لا يختلفون عنا في الجوانب الجسدية أو الجينية ، وإنما يتميزون بأن لديه استشعار جيد لمواقف الإحباط التي تسببها الشركات القائمة لزبائنها ، ولديهم القدرة على تحويل تلك المواقف الى فرص تجارية متميزة. تجدهم يقولون لأنفسهم "هذا أمر مزعج أو محبط لابد من أن هناك آخرين مثلي يحسون بذلك ، هل هناك طريقة لتجاوز هذا".

أحدنا (روبرت) سأل فريد سمث (مؤسس فيد إكس) ذات مرة كيف وصل لفكرته (في التوصيل خلال ٢٤ ساعة) ، أجاب فريد أنه "كان يملك شركة لإعادة تصليح الطائرات الصغيرة في مطار منطقة ليتيل روك في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن الفكرة جاءت له عندما كان يأتيه بعض رجال الأعمال والإداريين في شركته ويلحون عليه ويرجونه أن يوصل الطرود والأظرف الخاصة بهم لوجهات مختلفة ، حيث أنهم لم تكن لديهم وسيلة لذلك ، وهنا وجد أن التوصيل خلال ٢٤ ساعة سيكون له سوق"

كذلك الأمر بالنسبة لمؤسسي طلبات ، هم استشفوا حاجات لدى الزبائن الذين لم يكونوا مرتاحين من نظام الطلب بالهاتف ، مثل : المبالغة في عروض البيع من متلقي الاتصالات في المطاعم أو الرغبة في التأكد من أن الطلب تماما مثلما يريد الزبون. الأشخاص الراغبون بأن يكونوا رياديين مبتكرين ننصحهم بأن يجربوا السير في أحذية العملاء في مجالهم ، وأن يجربوا معرفة احباطات هؤلاء العملاء من طبيعة عمل الشركات القائمة حاليا في مجالهم، ثم البحث عن طرق يستطيعون تجاوز هذه الاحباطات وارضاء العملاء وتحقيق
حاجاتهم بتميز من خلال شركاتهم الناشئة

٢- أعد التفكير في افتراضات مجال عمل شركتك الناشئة:-

حاول تحدي الافتراضات السائدة المتعلقة بالعمل سواء في منطقتك الجغرافية أو في مجال عملك ، ما يعتقدون أنه حقائق ثابتة في طرق العمل وإدارته (وهو ما قد يكون غير صحيح) . على سبيل المثال لو كنت في مجال صناعة الأثاث في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عقد من الزمن ، لكان الافتراض السائد هو (لكي تنافس لابد أن تنقل مصانعك الى الصين بسبب انخفاض تكلفة التصنيع هناك ) ، ولكن لم يقبل الجميع هذا الافتراض مثلا شركة باسسيت للمفروشات الموجودة في ولاية فيرجينيا رفضت التسليم بهذا الافتراض وقامت الشركة بتخفيض النفقات وبالتشارك مع العاملين فيها وبالستثمار في التقنيات المتقدمة في مجالهم. وأعادوا التفكير في حاجات ومتطلبات موزعيهم، ووصلوا لأن الحل يكمن في سرعة التوصيل مع المرونة في التصنيع لملائمة متطلبات الزبائن في المواد والألوان وغيرها. فأصبحت الشركة تشحن الطلبات (المفصلة بحسب رغبة الزبائن) في ٢٤ ساعة، وهو ما كان يعد مستحيلا في هذا المجال ، وبهذا خففت من المخزون لدى الموزعين مما ساعدهم في الطلب أكثر. وعندما ارتفعت أجور الأيدي العاملة في الصين أدى الى تميز الشركة بين منافسيها فلم تعد فقط تنافس بل تتصدر في منطقتها الجغرافية.

فكر في هذا ما الافتراضات التي تسيطر على مجال عمل شركتك؟ ما هي طرق أداء وإدارة العمل في مجالك التي أصبحت بالية او بيروقراطية أو غير مناسبة؟ من اعادة النظر في هذه الافتراضات قد تصل لبصائر تشكل فرص لتقديم قيمة مضافة متميزة للعملاء في مجالك في المستقبل.

٣- إبحث عن الحاجات الغير مكتشفة للعملاء:-

إن نموذج العمل هو الطريقة التي تطمح بها شركة ما تحقيق أرباح من خلال تقديم خدمات أو منجات محددة لزبائن محددين. وعادة ما تكون النماذج السائدة في مجال معين محددة ، ولكن الريادي المبتكر يبحث عن طريقة أفضل ويفكر كيف سيكون الحل الأشمل من وجهة نظر العميل، وإن أوجده يكون نجح بتميز. لعدة سنوات كانت شركة بلوك باستر مسيطرة على سوق تأجير الأفلام في الولايات المتحدة الأمريكية ، قبل عقد من الزمن كان لديهم ٩٠٠٠ محل. وثم جائت شركة نتفليكس بنموذج عمل جديد. بدلا من يدفع الزبون مقابل كل فيلم يستأجره ، هو يدفع اشتراك شهري ثابت. ويتم شحن الأفلام للعملاء بالبريد ، ولقي هذا قبولا عند العملاء ، وعندما لم تغير شركة بلوك بستر طريقتها في العمل بدأت بالانحدار حتى أغلقت.

إن موقع zoomaal.com وهو منصة للتمويل الجماعي استطاع استكشاف حاجة غير متوفرة للشركات الناشئة في المنطقة العربية. حيث بأنه فتح المساحة لرياديي الأعمال بنشر التعريف عن شركاتهم باللغة العربية، أعطى لهم القدرة على الوصول للممولين والداعمين من غير الناطقين بالانجليزية في المنطقة. أيضا لأن المنصة تخاطب الجمهور في العالم العربي ، ساعدت في اطلاق الرياديين من خلالها مشاريع ومبادرات أكثر ملائمة للجمهور العربي وخلفياته الثقافية وتلمس بعض الاحتياجات الخاصة بالمنطقة.

٤- قم بالعديد من الأبحاث:-

ريادي الأعمال رتشارد بارتون الذي أسس العديد من الشركات مثل Zillow, Expedia, Glassdoor وغيرها ، وصل لفكرة أدخلت عليه مليار دولار من خلال تكرار هذا السؤال البسيط " ما هي معلومات السوق التي يرغب فيها الناس ولكن لا يجدونها؟" ، وبعد أن يصل لفكرة يقوم بالكثير من الأبحاث للتأكد من أن فكرته مناسبة و مربحة ويمكن التوسع بها وتكبيرها.

الطريقة الأفضل هي أن تجمع ما تستطيعه من المعلومات لمعرفة ما اذا كانت فكرتك مجدية وقابلة للتحقق أم أن فيها اشكالات قاتلة. حاول أن تحصل على تغذية راجعة حول فكرتك من أشخاص عدة، وخصوصا ممن يمكن أن يكونوا مستخدمين لها أو عملاء لك مستقبلا، حاول ان تبني نماذج أولية مبسطة ليستطيع الناس فهم فكرتك ومن ثم يعطوك رايهم. وإذا كان هناك ملاحظات أو خطأ يكون بمقدورك التعديل بشكل سريع.

عندما نقول أبحاث نحن لا نقصد أبحاث السوق التقليدية (مثل مجموعات التركيز و الاستبانات) وإنما البحث الذي يركز على فهم الحاجات الحقيقية للعملاء، وكذلك البحث الذي يمكنك من التحقق من فكرتك ومدى ملائمتها للعملاء بسرعة وبتكلفة منخفضة. ونجد العديد من المشاريع الريادية في موقع ذو مال تقوم بعملية اختبار وبحث في الخطوات الأولى لأفكارهم ، هم يقومون باختبار القبول لأفكارهم من خلال أن يطلبوا من مستخدمي الموقع عمل طلبات شراء مسبقة من خدماتهم ومنتجاتهم ، وكذلك بمتابعة الملاحظات والتعليقات على الموقع يستطيعون تطوير هذه المنتجات والخدمات بما يتوافق مع عملائهم المقترحين

إن المنطقة العربية لديها الكثير من البوادر للرياديين الذين لديهم الرغبة والقدرة ليكونوا مبتكرين يحاولون المزاوجة بين التقدم التقني وتقديم منتجات وخدمات جديدة. إن نسبة الشباب في العالم العربي في ظل التغيرات التي تحصل في المنطقة ، تخلق بيئة دافعة للإبتكار والابداع غير مسبوقة.إنها قد تكون أوقات متميزة للريادين الذين لديهم الرغبة والقدرة على عمل ابتكارات جذرية في العديد من الحقول والمجالات. لذلك نصيحتنا إذا كانت لديك الروح الريادية إبحث عن فكرة مبدعة ومبتكرة (بمساعدة المبادئ المذكورة أعلاه) وساهم في اطلاق نجاح ابتكاري متميز في المنطقة.

هذه المقالة مترجمة من قبل أحد كاتبيها.. للاطلاع على النسخة الأصلية من هنا

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

هاني المنيعي
مستشارالتطوير الابتكاري والتسويقي
تحميل المزيد