أحِبّ أو عاقِب.. فالنتيجة واحدة!

الإهانة، نزع الحجاب، إلقاء مياه الأحماض الكاوية على الوجه، حرق مسجد، وغيرها من مظاهر العنف والكراهية تجاه المسلمين، ولكل عمل نقاط محددة يتم الحصول عليها تبعاً لشدته، بدءاً من عشر نقاط وصولاً إلى ألفين وخمسمائة نقطة!

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/26 الساعة 08:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/26 الساعة 08:07 بتوقيت غرينتش

الإهانة، نزع الحجاب، إلقاء مياه الأحماض الكاوية على الوجه، حرق مسجد، وغيرها من مظاهر العنف والكراهية تجاه المسلمين، ولكل عمل نقاط محددة يتم الحصول عليها تبعاً لشدته، بدءاً من عشر نقاط وصولاً إلى ألفين وخمسمائة نقطة!

ففي ظاهرة هي الأولى من نوعها، تم إرسال رسائل بعنوان (عاقِب مسلم) في يوم ٣ أبريل/نيسان وتوزيعها في مختلف الأماكن في بريطانيا، وبشكل مباشر وصريح تمت دعوة الجميع للمشاركة في التعبير عن كراهيتهم تجاه المسلمين الإرهابيين، من وجهة نظرهم، وممارسة ما استطاعوا فعله لإيذائهم المعنوي والمادي.

ومع اقتراب هذا اليوم ازداد الخوف بين المسلمات بشكل خاص، فالحجاب دلالة واضحة على الإسلام، على خلاف الرجال الذين يمشون بسلام دون التعرض لإيذاء.

أذكر صديقتي التي تعيش هنا منذ فترة وكيف عبّر لها زوجها يوماً عن أنه لولا سيرها جانبه في الطرقات والأسواق لما تعرّف على (إسلاميته) أحد! ولما قال له البائع: إن اللحم الذي ابتاعه ليس حلالاً عندما نظر إلى حجاب زوجته واستنكر عليه ذلك.

وحتى تقوم المدارس بدورها التوجيهي للطلاب أضافت لخطّتها الشهرية التحدث عن مفاهيم وقيم الاحترام ونبذ العنف، ومناقشة ذلك بشكل مباشر مع الأطفال في مختلف الفئات العمرية.

وبالرغم من أننا ما زلنا في شهر مارس/آذار فإن ممارسات العنف بدأت منذ فترة، فلقد حكت لنا إحدى الأمهات المسلمات عن أنها تعرضت لموقف إيذاء لفظي من مواطنة إنكليزية وهي في المواصلات العامة، حين عبّرت الأخيرة عن عدم رغبتها في وجود المسلمين (المتطفلين) الذين يستغلون خيرات البلاد دون حق.

بينما تعرضت أخرى لإيذاء من نوع آخر حينما تفاجأت برجل يضرب نافذة سيارتها بقوة يريد منها أن تفتحها، ثم شتمها بلفظ سيئ عندما وجدها تتجاهله ولا تنظر إليه.

لا أعلم كيف أتت بهذا الثبات الانفعالي والقوة؟ فلو كنت مكانها لاستسلمت لخوفي وضعفي بسهولة.
وفكّر البعض بضرورة إخفاء الحجاب وتغيير صورته خوفاً من الإيذاء، فنزع الحجاب نتيجته ٢٥ نقطة!

وفي الوقت الذي فضّل البعض البقاء بالبيت في ذلك اليوم، دعا البعض إلى حملة بعنوان (أحبّ مسلم) واقتبسوا نفس فكرة رسالة (عاقب مسلم)، وكانت المقدمة متشابهة في الصياغة مع اختلاف المعنى بالطبع، وبنفس تعداد النقاط المستفادة من ممارسات الكراهية والعنف في رسالتهم، جاءت رسالة الحب هذه بنفس الدرجات مع اختلاف الأفعال، فالتبسم في وجه الغير يأتي في مواجهة الإهانة اللفظية ليساوي عشر نقاط، وشراء قهوة وقطعة حلوى أمام نزع الحجاب.. وهكذا!

وانتشرت تلك الرسالة بين المسلمات بشكل أكبر اللاتي قررن النزول يومها للمواجهة وعدم الخوف من التهديدات.

تزامن ذلك مع انتشار رسالة تهديد أخرى وإرسالها عبر البريد الإلكتروني لمختلف المدارس الحكومية باحتمالية حدوث تفجير، وجاءت رسالة تطمينية من مديري تلك المدارس بأن هذا مجرد أكذوبة ولا أساس لها من الصحة.

وطمأن رجال الشرطة الإنكليزية الناس حينما أوضحوا أنهم على استعداد لمواجهة أي نوع من أنواع العنف في ذلك اليوم.

وعلى المستوى غير الرسمي أعلنت MAMA (Measuring Anti-Muslim Attacks) منظمة منوط بها العمل على جمع تقارير العنف الذي يقابله المسلمون بمختلف الصور والتحرش اللفظي أو الجسدي، أنها مستعدة لتلقّي أي شكاوى يومها، سواء عبر الرسائل أو المكالمات التليفونية.

وكان للمجلس الإسلامي دور أيضاً في مواجهة الأمر حينما نشر بياناً تحذيرياً من عدة توصيات، كتجنّب السير عبر طرق مشجرة خالية من المارة، وتغييرها بطرق واضحة، والسير وسط مجموعات قدر المستطاع، وعدم الاستجابة لأي استفزاز أو إساءة أو نبذ.

وعلى أية حال ستُظهر الأيام القادمة مدى صلابة قيم وأفكار التسامح البريطانية في مواجهة دعوات الكراهية ضد الأقلية المسلمة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات عربي بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد