جميع المقالات والكتب تتحدث عن عقابك لطفلك عندما يخطئ وعن تهذيبك له عندما يسئ الأدب وعن كيفية التعامل مع أخطائه في حقك.
لم يفكر أحد في الطفل وكيف يعاقب أهله على أخطائهم وسهوهم وإساءتهم. قبل أن أدخل في صلب الموضوع وأتحدث عن العلامات التي تشير إلى عقاب الطفل لأهله سوف أبدأ بالحديث عن أخطاء الأهل في حق الطفل – وأعترف أنني قد وقعت في بعضها وهناك محاولات يومية لتداركها.
الجزء الأول: أخطائك في حق طفلك
* الحضن الصادق: طفلك الرضيع يحتاج إلى الحضن بصفة شبه دائمة ومستمرة وطفلك في طفولته المبكرة يحتاج حضنك 12 مرة يوميا على الأقل.
* الإطراء: الكثير مننا يقتصر الإطراء على "برافو" أو "أحسنت" ولكن الإطراء الحقيقي هو الإطراء على صفات مثل الإصرار والمحاولة والمثابرة والدقة والجودة وغيرها من الصفات التي تود أن ينميها طفلك بدلا من الإطراء على النجاح في حد ذاته.
* الضحك: هل ضحك طفلك اليوم؟ لا أتحدث عن ابتسامة عابرة … كلامي هنا عن الضحك والقهقهة المتواصلة. طفلك يحتاج المرح والضحك والفكاهة أكثر من التوجيهات واللوم والعتاب والعقاب. هل تعلم أن ضحكك مع طفلك يساعده على طاعتك وعلى السيطرة على مشاعره السلبية؟
* البهجة: كيف تدخل البهجة على قلب طفلك؟ هذه مهمة يومية لا يجب أن تتجاهلها. مصادر البهجة عديدة ولا يمكن حصرها في مقال ولكن هذه بعض المقترحات؛ اللعب والانطلاق في مكان مفتوح. زيارة شخص عزيز ومقرب إلى قلب الطفل. مشاهدة الأراجوز. مشاهدة فرقة من فرق عروض الشارع مثل قوطة حمراء. مشاهدة عرض التنورة. مسرح العرائس. لمس الحيوانات الأليفة. رعاية نبتة تكبر.
* المشاركة: مشاركته فيلم يحبه أو مشاركته الغناء أو مشاركته الجري أو مشاركته البناء أو مشاركته الرسم أو مشاركته الطبخ أو مشاركته الفراش ولو ليلة واحدة ينام في حضنك.
* الاحترام: وهذا هو الفخ الذي أقع فيه بصورة أو أخرى! هل ضبطت نفسك تحدث طفلك بلهجة غير مقبولة؟ هل استخدمت كلمات عنيفة؟ هل تحدثه بأسلوب غير لائق؟ هل تفقد أعصابك باستمرار؟ هل نبرتك تعكس دائما نفاذ صبرك أو ضيقك؟ هل تشيح في وجهه؟ هل تتطاول عليه بالقول أو الفعل؟ … توقف!
الجزء الثاني: كيف يعاقبك طفلك على أخطائك
العلامة الأولى: العند … العند من أجل العند … العند الذي يولد الكفر … العند الذي لا يقهره الحرمان أو العزل أو الضرب! المادة الخام للعند!
العلامة الثانية: الزن … الزن صوتا وحركة وفعلا … الزن على شيء … الزن بدون توقف او فهم أو استيعاب … الزن الذي يقودك إلى الصريخ!
العلامة الثالثة: الدمار … ينظر لك الطفل ثم يسقط الكوب … يعلم أنه ممنوع من الكتابة على الحائط ويترك كل الأوراق والمساحات المسموحة ليدمر الحائط والفرش … دمار التلفاز والثلاجة والموبايل … دمار كل ما يعلم أنه هام!
العلامة الرابعة: الإحراج المتعمد … يتعمد طفلك افتعال الأزمات أمام الأهل والأصدقاء والأغراب … يتحدث بأسلوب غير لائق حتى تصفعه علنا! يتصرف بشكل مستفز حتى تفقد أعصابك! يتعمد أن يستفزك ويحرجك ويضايقك بكل الطرق أمام الناس ليقهرك بطريقته!
العلامة الخامسة: التجاهل … يتعامل الطفل معك وكأنك غير موجود! تجاهل لتوجيهاتك وطلباتك واوامرك ومحاذيرك ونواهيك وتهديداتك ومحايلتك له …. أنت غير موجود.
لقد انحنت ماريا مونتيسوري احتراما للأطفال لتفوقهم علينا كبالغين بفضل براءتهم وبسبب أبواب المستقبل اللامتناهية المفتوحة امامهم!
هذه التدوينة منشورة على موقع مصر العربية
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات عربي بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.