بعد بحث وقراءة في مجالات الطفولة والتربية، اقترح حسام "زوجي" أن أكتب هذه التجربة؛ لعلها تكون مصدر إفادة للآخرين.
التغذية:
كان لدي إصرار كبير على أن تكون الرضاعة الطبيعية هى المصدر الوحيد لغذاء بلال في طوال الستة أشهر، ورفضت إدخال اللبن الصناعي طالما أنني لم أضطر، ولم تقابلني مشكلة في الرضاعة، وذلك لأن لبن الأم هو الغذاء المثالي للطفل، وبه جميع احتياجاته الجسدية والنفسية، بالإضافة لفوائد الرضاعة التي تعود على الأم نفسها.
لدي قاعدة في أي شيء وهى أن كل ما هو طبيعي فهو الأمثل والأفيد.
ولكن نصيحتي للأم ألا تحمل نفسها ما لا تستطيع تحمله، ولا تشعر بالذنب تجاه طفلها، فأحياناً تحدث بعض التحديات أو المشاكل التي يمكن أن تعيق الرضاعة الطبيعية.
ما يخص إدخال الطعام الصلب فيمكن إدخاله عندما يتم الطفل أربعة أشهر، ولكني فضلت الأخذ برأي منظمة الصحة البريطانية، واعتمدت على الرضاعة الطبيعية فقط طوال الستة أشهر؛ لكي يحصل على أكبر فائدة منها، وأهم مؤشر لصحة طفلك هو زيادة وزنه بصورة طبيعية.
النظافة:
قضى بلال معظم شهوره الستة في فصل الشتاء، فطريقة الاستحمام كانت تتم كالآتي، بأن أملأ حوض الاستحمام المتنقل الخاص به بالماء الفاتر، وأضعه في الغرفة بعد أن تتم تدفئتها، ويكون وقتاً ممتعاً؛ حيث إن بلال يحب المياه كثيراً، غير ذلك أهتم بغسل يديه ووجهه يومياً.
البكاء:
من المهم ألا أتركه يبكي وألبي احتياجاته التي تكون إما جائعاً أو يريد تغيير الحفاض، أو يريد النوم، ما دون ذلك فهو غير مرتاح أو هناك ما يؤلمه.
أما لو كان "يزن" فقط بدون صراخ فهو يريد لفت الانتباه لألاعبه أو أتكلم معه.
في حالة الوقوع أو الإصابة أفضّل أن أقوم أنا بتهدئته لإحساسه بالأمان أكثر مع الأم؛ لأنه بالتأكيد يعرف أمه وهذا سبب آخر لعدم تركه والخروج إلا إذا كان نائماً، وأتركه فترة زمنية قصيرة.
وعن تجربة شخصية بلال يعرف أباه كما يعرف أمه.
أنشطة بلال اليومية طوال الستة أشهر:
– أقرأ له أذكار الصباح والمساء.
– نخصص وقتاً لسماع القرآن، وذلك من وقت الحمل.
– وقت لقراءة القصص.
– وقت لسماع الموسيقى وخاصة أغاني space toon.
– وقت للرياضة وحركات للجسم حسب سنه.
من الممكن أن يكون الطفل لا يفهم الكلام، لكنه يعي التواصل والاهتمام.
اللعب:
هو الوسيلة التي بها تنمو وتتطور مهارات الطفل.
في البداية تابعت التطورات الخاصة بكل شهر واللعب المناسبة له؛ كمثال الطفل في البداية يرى الألوان ذات الفرق الكبير مثل الأبيض والأسود، إذاً فالألعاب المناسبة له هى الملونة بالأبيض والأسود. فترة أخرى كانت ألعابه تصدر أصواتاً مختلفة أو ذات ملمس مختلف، وهكذا تختلف ألعابه حسب سنه.
هذه المهارات تنقسم لأربع:
– مهارات التواصل الاجتماعي.
– المهارات اللغوية.
– المهارات الحركية.
– مهارات الاستيعاب والتفكير.
ليس فرضاً أن تكون الألعاب باهظة الثمن، فأحياناً أوجد تلك الألعاب من الأدوات في البيت مثل علبة محكمة الغلق وبها بعض المعكرونة.
النوم:
لم نلتزم بروتين للنوم إلا من سن أربعة أشهر ونصف، والضوضاء البيضاء أو "white noise" كانت تساعدني في الأشهر الأولى.
مستلزمات الطفل:
عربة الأطفال مفيدة جداً/ كرسي السيارة مفيد نظراً لتنقلي المستمر بين القاهرة والإسكندرية/ حاملة الأطفال أفادتني كثيراً؛ لأنني شخص عملي وأحب التحرك بسهولة، وأملك منها نوعين، تلك القماشة ذات الحلقة، والأخرى التقليدية ولكن لها مقعد أشبه بالكرسي ليجلس عليها الطفل/ الكرسي الهزاز لم أستفد بخاصية الاهتزاز ولكن الكرسي نفسه مفيد في البيت/ شنطة الأطفال فضّلت أن تكون شنطة ظهر/ السرير جربت نوعين وكان الخشبي ذو الجنب المتحرك عملياً أكثر؛ لكي لا أضطر لحمله أثناء فترة النوم/ ملابس الطفل فضلت عدم شراء لبس إلا عند قدومه ومعرفة قياسه فمثلاً أصغر مقاس في الأطفال كان صغيراً ولم يناسب بلال.
مشاركة الأب:
حرصت على وقت الأب مع الابن، وأن يشارك حسام في كل المهام التي أقوم بها مع بلال. أسافر أنا وبلال كل فترة إلى القاهرة أسبوعاً بدون حسام، ونحن نسكن في الإسكندرية أحرص على أن أكلم بلال عن أبيه وأريه صوراً له، وعندما نكون في الإسكندرية يضطر حسام إلى أن يتركنا كثيراً؛ نظراً لعمله كطبيب، فأحاول أن نكون قريبين من مكان عمله لكي نتناول وجبة الغداء معاً عندما يكون وقته متاحاً.
مهم جداً أن يتم نقاش قرارات التعامل مع بلال بيني وبين حسام، ونكون متفقين عليها، ولا مانع من كتابة بعض هذه القوانين؛ لكي نلتزم بها.
الناس:
سمعت كلاما كثيراً ونصائح كثيرة جداً في طريقة تعاملي مع بلال؛ أتعامل مع الانتقادات كأني لم أسمع شيئاً، وأتقبل النصائح بصدر رحب إن كانت مفيدة أنفذها في النهاية ما أقرره أنا وحسام هو ما سينفذ، ولا أسمح لأى شخص بأن يضر طفلي.
الأهل:
أعلمت أهلي بكل ما أود فعله مع بلال؛ لكي أتلقى التشجيع والمساعدة وعندما أذهب لأمي أسمح لنفسي أن أكون في إجازة؛ حيث تقوم وإخوتي ببعض من مهامي مع بلال.
أنا:
لم أنسَ وقتي مع نفسي فأدرس من خلال بعض الكورسات واشتريت كتباً وقرأت جزءاً منها بالفعل، عملت من خلال البيت في التصميم والمونتاچ، مارست رياضة المشي وأقابل أصدقائي، وإلى الآن لم يكن بلال عائقاً في أن أذهب إلى أى مكان.
مررت بتجربتين أدعو الله بأن لا أمر بمثلهما مرة أخرى؛ عندما كان عمر بلال شهراً أجريت له جراحة وبعدها بقليل مرض أسبوعاً، وأحمد الله أن هذه الأيام قد مرت.
بعض النصائح:
– أكثروا من الدعاء.
– لا تهتموا بجمال الصورة قدر اهتمامكم بإظهار حركات الطفل الطبيعية.
– قرأت أن الطفل إلى أن يتم سنتين لا يُقال له "لا" على اكتشافه للأشياء من حوله، فمن البداية هيئوا بيئة آمنة للطفل.
– أبعدوا الأطفال عن الشاشات.
– أكثروا من قضاء الوقت مع الناس المشجعة والداعمة.
– الخروج يؤثر بالإيجاب على نفسية الطفل.
– الملبس يكون مناسباً للجو.
نصحني طبيب الأطفال بألا تزيد طبقات اللبس الداخلية عن قطعتين، وأن أزيد من القطع الخارجية على حسب برودة الجو.
في يوم مشمس، ولكن في الشتاء قررنا الذهاب إلى حمام السباحة وبلال كان سعيداً جداً، فالطفل إذا أحس بالبرد أو الحر يبكي.
الجانب السلبي:
لأكون واقعية أحسست بالتقصير أحياناً وأحسست بالتعب، وأنني لا أريد أن أكمل، بعض كلام الناس كان يؤثر في إصراري على أن أكمل بطريقتي، احتجت مجهوداً نفسياً كبيراً؛ لكي أتغلب على بعض التحديات، وطلبت الدعم النفسي والتشجيع ممن حولي، ولكن ما يهم هو أن أكمل ما بدأته وما أعتقد أنه الصواب.
وأخيراً أحمد الله على أنني أشعر بالإنجاز والحب تجاه ما أفعله مع بلال.
ليس شرطاً أن تكون هذه القوانين هي الأصوب، ولكنها نتاج بحث ومجهود شخصي.
المصادر التي استخدمتها:
– مصدر 1
– كتاب إبداع وإمتاع في فهم الرضيع.
– كتاب أساسيات التعليم من الميلاد إلى سن ثلاث سنوات.
– الكتاب الشامل في نمو الطفل والعناية به.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.