مذكرات عروس “3”| عن القلب الذي أحببته

الزواج ليس كما يقال مقبرة الحب، وكيف يكون مقبرة وأنت ما زلتَ تبني حياتك، ولا بد من أن تصيب يدك بتراب ذلك البناء وطوبه وإسمنته..

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/11 الساعة 06:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/11 الساعة 06:43 بتوقيت غرينتش

قبل أن تقرأ.. ملحوظة:

بعد الزواج، وتحديداً في اليوم العشرين، صارت علاقتي بالحرف علاقة مرتبكة، وصرت أتساءل: هل الزواج يغيّر ما بداخل رؤوسنا من أفكار؟ هل يجعل الأحلام التى تسقط على الورق تتطاير؟

الجواب: طبعاً.. أنا الآن أكلم نفسي وأكلمك وأقول لا، الزواج ليس كما يقال مقبرة الحب، وكيف يكون مقبرة وأنت ما زلتَ تبني حياتك، ولا بد من أن تصيب يدك بتراب ذلك البناء وطوبه وإسمنته.. ببساطة أشعر بأن عسل الحياة لا بد أن تعكره رائحة البصل التي قد تصل لأنفك، ويكفي هذا حتى لا تعطس.

عزيزي القارئ.. استمر في قراءة السطور القادمة.

فلسفة الزواج السعيد

الزواج كيان أسري محكوم بـ"فلسفة" معينة، وكلما كانت هذه الفلسفة مستندة إلى مرجعية ثابتة حكيمة كانت السعادة من نصيب الزوجين، وكان الاستقرار والصلاح من نصيب المجتمع، ويتفرد الإسلام بامتلاكه فلسفة معجزة للزواج تجمع بين الواقعية والسمو، ولا تتصادم مع الفطرة البشرية.

أنا قبلك قرأت هذا الكلام المعقد، وأقول لك: لا تصدقه، الفلسفة من صُنعك أنت، الإسلام قدم لنا ما ينبغي أن يكون، ونحن نسبح في بحر حياة نصيب ونخطئ، ونتعلم دروساً زوجية بعضها قاسٍ كمسائل الفلسفة، وبعضها يحمل رقة وعذوبة أحلامنا قبل الزواج، الأحلام المعلقة بلون الورد وزرقة السماء وعذوبة البحر.

طبعا هناك سؤال كل بنت تسأله الآن، هو: "قولي لي انتي اتجوزتي جواز صالونات ولّا عن حب؟" وأعترف وأقول: طبعاً عن حب عاش وشهدت عليه كل شوارع وسط البلد تقريباً، ودار الأوبرا، وبعض الروايات والكتب السياسية والأدبية التي كانت المفتاح الذي دخل به زوجي ليفتح قلبي.

علم أنني أحب القراءة، وكلما صرت أنتهي من كتاب كان يعطينى غيره، وكان شديد الذكاء في أن يكون قرأه قبلي؛ لكي يكون سبقني في معرفة تفاصيله، وليدور بيننا مزيد من الكلام حوله.

سؤال: هل أنا وزوجي معقدان؟
جواب: لا طبعاً، هناك الكثير من يحب القراءة، لكن ليس كل من يحب القراءة سيقع بينهم الحب، وما أقوله ليس كبسولة للحب ولكنه مجرد تجربة شخصية.

كلام كتب:

إن الله خلق حواء من ضلع آدم، ومقتضى ذلك أن تكون المرأة بعضاً من الرجل، وأن يكون الرجل الكل الذي انبثقت منه المرأة، فهذا هو ما يُولد المودة والرحمة؛ لأن الكل ينبغي أن يعطف على الجزء، وأن يحتويه، والجزء ينبغي أن يطيع الكل، فالمنطق أن اليد تطيع الجسد، والمخ يصدر أوامره فيعمل الجسم كله، وعليه فينبغي أن تكون في وعي الرجل والمرأة عند التعامل في نطاق العلاقة الزوجية جزئية "عدم الاستغناء"، فلا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر، حتى لو اتخذ قراراً بالاستغناء فإنه يكون قد اتخذ قراراً يعذب به نفسه، ويضاد به فطرته، ويخالف به دينه.

تعليق:

هذا الكلام تقريباً في معظم الكتب التي من الممكن أن تقرأها قبل الزواج، ولكن لماذا يحصل هذا الاستغناء؟ نحن لا نتزوج لكي نحارب، الزواج والسكينة خيط يمسكه طرفان.

السعادة الزوجية!

هذا عنوان وسؤال، ونصيحة منّي لكل بنت اخلعي أحلامك عن الزواج خارج باب بيتك، واخلعي سعادتك من أرض الواقع، لا لاستيراد الكلام المعسول، بيدك وحدك أن تعيشي العسل، وبيدك أنتِ وزوجك أن تتقاسما المر، وينبغي أن يصبح التسامح والتغافر هما عنوان الأسرة.

ولو نظرنا إلى تاريخنا الإسلامي سنجد السيدة عائشة كانت تتدلل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان إنساناً وزوجاً واقعياً مدركاً للمرحلة العمرية التي كانت فيها عائشة، وهي في ذلك كانت تختلف عن أُم سلمة المرأة الثيّب التي تزوجت من قبل وكبرت سنها، فهو يعامل كلاً بما يناسبه، وبالتالي كل حياة لها تفاصيل مختلفة عن الأخرى، ولا ينبغي قياس كل تجربة على أخرى.

نصيحة:

أشعريه بأنك تعرفين ما تريدين، وترين مستقبلك واضحاً، وتثقين بقدرتك على الوصول لما تريدين، واجعليه يرى نفسه جزءاً من هذه الصورة المستقبلية التي يعمّها الأمان والطمأنينة.

أدخليه في هذه الصورة بطريقة غير مباشرة، سينجذب وراء الصورة وسيسعى للوصول إليها براحة نفسية ودون تردد أو خوف.

هذه نصيحة عرفتها من الإخصائي العالمي في العلاقات "مايكل فيوري"، ومؤلف أكثر كتب العلاقات مبيعاً.

السؤال الذي تريد سؤاله: أين السطور المكتوبة عن القلب الذي أحببتِه؟
الجواب: كيف أخلع قلباً يعيش بداخلي لأكتب عنه؟!.. كل الكلام لا يعبّر عنه.

جملة أخيرة: نزار قباني كتب ذات يوم لقلبي وقلوبكم رسالة، هي رسالة حب صغيرة:
"حبيبتي، لدي شيءٌ كثيرْ.. أقولُهُ، لدي شيءٌ كثيرْ..
من أينَ؟ يا غاليتي أَبتدي وكلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ
يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي ممّا بها شَرَانِق للحريرْ
هذي أغاني وهذا أنا يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ
غدا.. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ واشتاقَ مِصباحٌ وغنّى سرير..
واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ وأوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ
فلا تقولي: يا لهذا الفتى أخْبرَ عَنّي المنحنى والغديرْ
واللّوزَ.. والتيوليبَ حتى أنا تسيرُ بِي الدنيا إذا ما أسيرْ
وقالَ ما قالَ فلا نجمةٌ إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
غدا.. يراني الناسُ في شِعْرِهِ فَمًا نَبيذِيًّا، وشَعْرًا قَصيرْ
دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي كَبيرَةً.. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ
ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ لو لَمْ تكنْ عَيناكِ… ماذا تصيرْ؟".

هذه التدوينة منشورة على موقع ثقافات

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد