الشمعة البرتقالية

الضوء يسطع في وجه مهند لحظة أن فُتح باب الشقة، لترتسم ابتسامة عريضة ولهانة على وجهه، بعد أن خرجت إليه فتاة ذات عيون سوداء، وشعر برتقالي، ووجه جميل. في الحقيقة، لم يكن الشخص الذي يقطن في الطابق العلوي لشقة هبة سوى زميلة مهند كفاح

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/03 الساعة 04:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/03 الساعة 04:42 بتوقيت غرينتش

صوت صراصير الحقل يُعكر صفو وهدوء المكان.
وسط الليل البهيم، في أحد البيوت المُتواضعة، شمعة عريضة، بلون برتقالي، موضوعة في صحن مُزخرف على طاولة المكتب، تُنير ظلمة المكان بنورها المُتراقص على نغمات الهواء العليل المُنساب من نافذة جانبية.

بلباسه العسكري، وعلى طاولة مكتبه، يُدوِّن داخل مُذكراته ما يشعر به من حرقة داخل صدره، يختم كل صفحة فيها بدمعة مُنسابة من عينيه كلما نظر نحو حبل مُمدَّد أمامه، ليتناول بيده الجريحة المُرتعشة صورة له ولزميله، وهما ينزلان من سيارة سوداء بلباس برتقالي اللون ومن حولهما جنود يحفونهما من كل جانب، لتجيء مشاعر مهند وتذهب، كمدٍّ وجزر يتحطم على جرف صخري شاهق، حيث الخواء والموت.

مُهند.. جندي وسيم في منتصف الثلاثينيات من العمر، قمحي البشرة، ذو شعر بني ناعم، وجسد مُتكامل، خدم في سلاح القناصة مدة عامين، قدم خلالهما براعة مُنقطعة النظير في حماية زملائه عند خطوط الاشتباك، لكن الأمر الذي شكل نقطة تحول في حياته، هو وقوعه في كمين للعدو، لتحفر العذابات التي لاقاها طوال مدة أَسره أخاديد غائرة داخل كوكبه.

لم يُعهد على مُهند سوى الطيبة والمرح في أثناء أَسره، لكنه كلما شعر برغبة عارمة في الانعزال عن الجميع، ومضت أمامه صورة مخطوبته هبة، ذات العيون الجميلة، والشعر الأسود الجميل، والوجه الجميل، التي كلما تذكرها تمسك بشجاعته من أجلها. وعلى الرغم من خروجه من الأَسر، وروحه المرحة، وتعاليه على جراحه- فإنه قرر أن يضع حداً لما يمر به من صراعات وكوابيس، خصوصاً بعد موجة الاكتئاب التي عصفت بكيانه.

واصل مُهند كتابته بيده اليُسرى، مُغالباً آلامه وجروحه الغائرة في ذراعه اليمنى، مُتماسكاً أمام رعشات يده المُضطربة التي لطالما أنقذت رفاقه، "ما زلت أذكر اليوم الذي خرجت فيه أنا وزميلي من الأَسر، نلبس فيه بذلة برتقالية، كان العدو قد ألبسنا إياها، كان يوماً شعرتُ فيه بالكثير من العزة بجيش بلادي، لكن، وما إن ابتعدت عنا أعين الكاميرات، حتى هُمِّشنا من قِبل من يحيطون بنا، وطُوينا في عالم النسيان".

مُتأملاً الشمعة البرتقالية المُتراقص نورها أمامه، عادت الذكريات بمهند إلى اليوم الذي جعل كل شيء يبدو قبيحاً في نظره.

"نحن لا نزوِّج ابنتنا شاباً مُعاقاً ذا عُقد واضطرابات نفسية". هذا ما قالته والدة هبة لدى عودتها من رحلة علاجها خارج الوطن، لتحطم مشاعرُ البلادة لديها كل ما هو جميل في قلب مُهند، لتنحو نفسه مُجدداً نحو العزلة والانطواء.

لم تعترض هبة أو إخوتها على قرار والدتهم، حتى إن هبة لم تعتذر من مهند، كأن الأمر قد دُبِّر بليل. وقبل خروجه من بيتها، أرادت أن تُشعره بأنها مغلوبة على أمرها، ولا تملك منه شيئاً، فأهدته شمعة عريضة برتقالية اللون، (مُهند ينظر بحُرقة نحو الشمعة البرتقالية المُتراقص نورها أمامه)، ليُفاجأ بعد عدة أيام، عند رؤيته إياها في أحد محال العصائر، تضحك فرِحة سعيدة، تجلس مع خطيبها الجديد، والذي يظهر على كوكبه آثار الغنى والترف، ليُحدث نفسه قائلاً بحُرقة: يبدو أنه يجب عليَّ الانضمام لزميلي الذي تحرر معي، فبالتأكيد حاله ليس بأفضل من حالي.

بعد أن توقف القلم عن الكتابة، الدموع تنهال من عينَي مُهند تباعاً، شادّاً بيده السليمة على يده المُصابة، شاعراً بالحرارة داخل صدره كلما تذكر كلمات والدة هبة القاسية، التي لم تتورع عن قولها في وجهه؛ بل وأمام عائلته.

لم تشفع لمهند أيام التضحية التي قدمها لوطنه وشعبه في أن يحصل على تعامل خاص يشعر فيه بشيء من العرفان لما قدم، حتى إنه لم يحصل على طرد أفضل من هذه الطريقة، خصوصاً ومن مسؤولة حكومية كبيرة كوالدة هبة، تتباهى أمام الجميع بإنجازات الجيش في مواجهة العدو؛ بل أكثر من ذلك، هو بدأ يشعر بجفاء عائلته معه، وتجاهلهم له بعد أن شعروا بأنه عديم القيمة بالنسبة لهم.

أغمض مُهند عينيه لحظةَ أن رفع رأسه للأعلى بحزن، مُحاولاً الحصول على لحظة تأمل قصيرة قبل أن يُقْدم على خطوته الأخيرة، قبل الرحيل وإلى الأبد.
عندما تفطن الهواء الرقيق المُنساب من حول مهند لنواياه، ضربه بعنف أطفأ النور في مُحيطه.

بعد عدة أيام، لم يفتقد أحدٌ مُهند خلالها، قررت والدته الذهاب إلى غرفته بعد أن تراكمت القمامة في المطبخ، والتي اعتاد يومياً أن يُلقيها في الحاويات خارج المنزل، وقبل أن تفتح باب غرفته، انتبهت إلى ورقة مُلقاة أسفل الباب، فتناولتها بيدها، ومن ثم فتحتها، لتجدها رسالة الرحيل الخاصة بمهند.

لم تصدِّق والدة مهند ما قرأت، لكنها وما إن فتحت باب غرفته تنظر نحو الحبل المُتأرجح، والمُدلى من سقف الغرفة، حتى وقفت شاخصة، والريح تضرب ستائر النافذة بطريقة عنيفة.

أُصيبت والدة مُهند بصعقة كبيرة مما رأت، لتصرخ مُناديةً على زوجها وأبنائها بكل حُرقة ولهفة: لقد رحل مُهند، أدركوني، لقد رحل.

بعد أن تحلَّق الجميع حول والدة مهند داخل غرفته للحظات، قاموا خلالها بالتربيت على كتفها مواسين مُؤازرين، عاد كل واحد منهم إلى ممارسة عمله الاعتيادي دون أن يُبدوا أي اهتمام أو اكتراث، فيما بقيت والدتهم دقيقة تنظر نحو الحبل المُعلق بسقف الغرفة وفي نهايته الشمعة البرتقالية، بعدها، عادت هي الأُخرى لممارسة عملها الاعتيادي. في الحقيقة، كانت عائلة مهند، العائلة الأكثر بلادة في العالم كله.

بعد أن أدرك وفهم المغزى من الحياة، لم يُعلِّق مهند نفسه على حبل الإهمال، وإنما علَّق أوهام الماضي مكانه، ليُقرر الرحيل إلى مدينة أُخرى، لعله يبدأ فيها حياة جديدة.

بعد عدة أشهر، كانت الرياح تعصف بمهند من كل جانب، تُداعب خُصل شعره، وتنساب على وجهه مُتحسِّسة وجنتَيه المرتفعتين، مُستشعرةً الثقة المُكتنفة بصدر مهند، الواقف أمام أكاديميته الجديدة للتدريب على القنص والرماية، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة تفاؤل جميلة.

بعد بضعة أسابيع، الحرب تبسط أجنحتها فوق سماء دولة مهند، تنثر الحمم الحمراء من فمها المُتشقق، تنسج خيوطها البيضاء الحارقة فوق بيوت الآمنين المسالمين، لتبدأ بعدها بأيام، قوات العدو بالتغلغل داخل الحدود، لتحرق الأخضر واليابس، وتأسر من النساء والأطفال الكثير الكثير، وتقوم باغتصابهم جميعاً.
صرخات وآهات الأسيرات المقهورات تمزق سكون المكان.

كانت هبة من بين الأسيرات اللاتي قام العدو باغتصابهن، وبعد عدة أيام من الاجتياح، ومع ازدياد الضربات القوية لجيش دولة مهند، قرر العدو الانسحاب، لكنه قرر قتل جميع الأسيرات اللاتي قام باغتصابهن.

على صدى صرخات الأسيرات، ومن بين ركام أحد البيوت القريبة منهن، يد تعتليها الجروح، تقبض بقوة على سلاح القنص خاصتها، قد غطى صاحبها جسده بطريقة احترافية، إلا من خصل برتقالية قد تدلت من شعره، محاولاً التقاط أنفاسه ببطء شديد، مُنتظراً اللحظة المناسبة.

مُخالفاً أوامر قائده بالاكتفاء بالرصد فقط، وبينما كان جنود العدو يُطلقون النار على الأسيرات الواحدة تلو الأخرى، وذلك بعد اقتيادهنّ إلى ساحة أحد المنازل؛ إذ قام القناص بعد أن استجمع أنفاسه، وأحكم قبضته الجريحة على سلاحه، قام بإطلاق النار على الجندي الذي أشهر سلاحه لقتل هبة، فأرداه قتيلاً، ناشراً الذعر في قلوب زملائه، فقاموا بالاختباء سريعاً، الأمر الذي ساعد هبة في الهروب والنجاة بحياتها. في الحقيقة، كانت هبة، الناجية الوحيدة من بين الأسيرات.

لم تستطع هبة التعايش مع كوابيسها وذكرياتها الأليمة وقت الحرب، لتدخل في موجة من الاكتئاب والانطواء، تخلى بعدها خطيبها عنها، بعد أن شعر بأنه لا يستطيع إكمال حياته مع فتاة منطوية، لتصاب والدتها بجلطة دماغية، ألزمتها الكرسي المتحرك.

بعد أن أثبت الجنود المتدربون تحت إمرتهما كفاءتهم في أثناء الحرب، نال مهند وزميله الذي تحرر معه أوسمة عديدة لقاء جهودهما الكبيرة، ليعود هو وزميله للانخراط مجدداً في الجيش، وليحوزا مكانة عالية رفيعة.

على الرغم من حب مهند الشديد لهبة، فإنه لم يستغل ضعفها قط، ولم يشمت بحالها قط، فهو يعرف هذا الشعور، فما تمر به الآن، قد مر به قبل عدة أشهر؛ لذا، وبعد أن علم بمصابها، أدرك أنها تحتاج إليه أكثر من أي شخص، وأكثر من أي وقت مضى.

أصبح مهند يُرسل لهبة هدايا رمزية ورسائل التضامن والمواساة؛ تعبيراً منه عن مؤازرته لها، لتبدأ بالتعافي والخروج من موجة الكآبة التي حفَّتها، لتُرسل والدتها -التي ما تزال في منصبها رغم مصابها- إلى عائلة مهند تطلب منهم أن يتقدم لهبة من أجل خطبتها، واعدةً إياهم بتوظيف إخوة مهند في وظائف حكومية.

لم تكن هبة، الشخص الوحيد الذي وقف مهند مُسانداً له؛ بل كان يُساند زميله الذي تحرر معه، والذي يقطن في الطابق العلوي لشقة هبة، حتى زميله لم يَسلم من مضايقات والدة هبة.

لم يقصد مهند من وراء إرساله الهدايا لهبة أن يتقدم لها مرة أُخرى بعد ما فعلته به والدتها، لكنه بعد أن تواصلت عائلته معه، وأقنعته بالفوائد التي ستعود عليهم إذا ما تم زواجه بهبة، قرر العودة إلى منزل عائلته، على الرغم من التجاهل الكبير الذي لاقاه منهم فيما مضى.

ما إن فتح مهند باب غرفته، حتى أجال بصره داخلها، بعد أن وجدها كما هي، إلا من القليل من الغبار الذي يعلو أشياءه وأغراضه، والحبل الذي ما يزال معلَّقاً في سقف الغرفة. وبعد أن شخص بصره فيه للحظات، اقترب مهند مُبتسماً من الحبل المُتدلي أمامه، هازّاً رأسه يمنة ويسرة، مُتحسساً إياه، ساخراً من نفسه أنه قد فكر في إنهاء حياته يوماً ما، ينظر نحو الشمعة البرتقالية المربوطة في نهايته، لتذهب ابتسامته سريعاً بعد أن نظر نحو صورته وزميله الموجودة على سطح مكتبه، ليُطرق رأسه بعدها حائراً حزيناً.

ارتدى مهند ملابس أنيقة، ووضع هدية في مظروف متوسط الحجم. وبعد أن طلب من عائلته اللحاق به بعد ربع ساعة من مغادرته المنزل، توجه مهند نحو محل الهدايا كي يشتري هدية أُخرى ثمينة، ليُحرك سيارته بعدها مباشرة نحو بيت هبة.

نزل مهند من السيارة، يحمل معه المظروف في يده اليسرى، وما إن صعد الدرجات المؤدية إلى العمارة التي تقع شقة هبة فيها، حتى بدأ بترتيب رابطة عنقه، لكنه نسي أن يأخذ معه الهدية المغلفة التي أحضرها معه.

فتح أخو هبة الأكبر الباب، مُبتسماً فرحاً سعيداً، ليدخل مهند إلى صالون المنزل الواسع الذي جلس فيه قبل عدة أشهر، بعد أن ومضت أمام ناظره صورة عبوس أخيها عندما حضر خاطباً أول مرة.

خلال فترة جلوسه، كان مهند يرمق ساعة يده بنظرات حازمة حذرة، بينما كانت والدة هبة تلعب بأصابعها المرتبكة. وما إن رأى مهند هبة تدخل الصالون، حتى تذكر أنه لم يُحضر الهدية المغلفة، ليمد المظروف نحو والدة هبة، ويُعطيه لها، طالباً منها أن تتفحص ما بداخله إلى حين عودته.

بينما خطا مهند بقدمه خارج شقة هبة، كانت والدتها قد فتحت المظروف، وشخصت مذهولة منبهرة مما فيه من هدية.

مهند ينزل سُلم العمارة متوجهاً نحو سيارته.

أخرجت والدة هبة ورقة صغيرة من المظروف، وقرَّبتها من عينيها كي تتبين ما كُتب فيها، وما إن سقط المظروف من يدها بعد أن غشيتها الصدمة، حتى اقتربت منها ابنتها هبة، كي تقرأ معها ما كُتب فيها.

ابتسامة صغيرة ارتسمت على وجه مهند وهو يفتح باب سيارته، ويُحضر الهدية المغلفة معه، ويعود إلى العمارة.

ما إن قرأت هبة المكتوب في قصاصة الورقة الصغيرة، حتى بدت علامات الارتباك على عينيها، لتمد يدها سريعاً نحو المظروف، لتقوم بإخراج ما فيه، والذي لم يكن سوى الشمعة البرتقالية التي أهدتها لمهند قبل عدة أشهر، ليقترب أخوها الأكبر من والدتها، ويقرأ ما هو مكتوب "لا أستطيع العيش مع أناس ذوي عُقد واضطرابات نفسية".

بينما كانت الصدمة والذهول يعلوان وجه هبة ووالدتها، والغضب والحنق يعلوان وجه أخيها الأكبر، كان مهند يصعد درجات السلم، مُتوجهاً نحو باب الشقة والحزم يعلو وجهه. وما إن وصل لباب الشقة، وقام بالطرق عليه، حتى ارتسمت ابتسامة واثقة على وجهه، مُرتِّباً رابطة عنقه.

الأخ الأكبر يتوجه نحو الباب ليبطش بمهند، لكن أخته أمسكته من يده لتكون هي من يفتح الباب، لتتوجه نحو الباب وأخوها من خلفها، وقد استوطنت الحيرة والغضب كوكبيهما.

مهند يعود بذكرياته إلى اليوم الذي قرر فيه الرحيل، حين كان ينظر نحو الحبل الممدَّد أمامه، ليمد يده نحو الصورة التي التُقطت له ولزميله في أثناء عودتهما إلى أرض الوطن، والتي لم تكن إلا له ولفتاة ذات عيون سوداء، وشعر برتقالي، ووجه جميل، يُقال لها كفاح.

الضوء يسطع في وجه مهند لحظة أن فُتح باب الشقة، لترتسم ابتسامة عريضة ولهانة على وجهه، بعد أن خرجت إليه فتاة ذات عيون سوداء، وشعر برتقالي، ووجه جميل. في الحقيقة، لم يكن الشخص الذي يقطن في الطابق العلوي لشقة هبة سوى زميلة مهند كفاح، التي كانت تسير مُبتسمة بجوار مهند في عز وشموخ يوم أن تحررا من قبضة العدو. في الحقيقة، كانت كفاح هي الشمعة البرتقالية التي أضاءت ظلمة حياة مهند، وأعادت إليها النور مرة أُخرى.

هبة وأخوها يُفاجَآن بالطارق الذي لم يكن سوى عائلة مهند الذين علا الوجوم وجوههم، لتُخاطب والدة مهند، هبة قائلةً بتردد: ألم يصل مهند بعد؟!

بعد أن أدركت ما يدور مِن حولها، قامت هبة باستياء بإغلاق الباب بقوة في وجه عائلة مهند، بعد لحظات من النظر نحو أخيها باستغراب وذهول.

بعد أن قدَّم الهدية إليها، وقعد بجوارها، أخذ مهند يتسامر مع كفاح، فَرِحَين مبتسمَين سعيدَين، بعدها وضع خاتم الخطوبة في أصبعها.

في الليل وبعد أن عادوا إلى منزلهم، مصدومين حائرين، كان صوت صراصير الحقل هو السائد من حول عائلة مهند.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد