تقلبات الحياة وصراعاتها تقول بأن "دوام الحال من المحال"، بمعنى أن لا شيء يدوم للأبد، ولا بد لهذا الشيء حتى وإن طال الزمن أو قصر أن ينتهي، وهذا ما نراه وما نشاهده في المنظومة الهجومية المرعبة لفريق ريال مدريد والمسمى "BBC".
مثلث هجومي كاسر أكل الأخضر واليابس، وأدخل الرعب في قلوب الخصوم وسجل أرقاماً قياسية من الصعب تعويضها أو تحطيمها في المستقبل القريب، يبدو في طريقه للتفكك فيما تبقى من مباريات الموسم الحالي.
مباراة ليجيانيس في الدوري ومن قبله مباراة سان جيرمان في دوري الأبطال أعطت المؤشرات بأن زيدان، وبالرغم من عناده الشديد وإصراره بالزج بمواطنه أساسياً وتقديم الدعم له ظالماً أو مظلوماً، يبدو في طريقه للتغيير بعد أن أثبت الشباب "فاسكيز وأسينسيو" أن لعب المباريات المتواصلة هو ما سيجلب لهما الثقة في النفس، وبالتالي انعكاس أدائهما على الفريق ومساهمتهما في التسجيل وتسجيل الأهداف بنفسيهما.
أن تطيح بأبرز النجوم دفعة واحدة، كان سيعتبر مغامرة وخطوة شديدة الخطورة على مستقبل الفريق وعلى القادمين في الحلول مكان الراحلين، لذلك الخطة التي أراها الآن هي أن بيريز ومن خلفه زيدان يطبخان مسألة الاستغناء عن الثنائي على نارٍ هادئة، فالكل أصبح مقتنعاً بأن أيام الفرنسي بنزيمة في ريال مدريد في تساقط والمؤشرات تقول بأن الهدف الأساسي والخبطة الكُبرى في الانتقالات القادمة هي جلب مهاجم من الطراز العالى ليحل محله.
بينما "بيل" لا خلاف على فعاليته الكبيرة متى ما لعب في مركزه الأساسي وكان في يومه، إلا أن الحالة الطبية المرافقة للاعب وكثرة الإصابات أضعفت من حظوظه بشكل كبير في التواجد في التشكيلة الأساسية، والسبب الرئيسي في عدم الاستغناء عنه هو المبلغ المالى الكبير الذي أتى به، وبالنسبة لبيريز "رجل الأعمال"، فإن فكرة الاستغناء عن لاعب "بالخسارة" هي من أكثر الأشياء إيلاماً له ولا أبالغ أن قلت بأنها مؤلمة بالنسبة له أكثر من خسارة الفريق لمباراة أو مباراتين أو حتى بطولة، فالرجل "بيزنس مان" في نهاية الأمر.
كريستيانو رونالدو الوحيد في هذا المثلث الهجومي الذي لديه حصانة كاملة من الرئيس والمدير الفني والجماهير، فأيام رونالدو في ريال مدريد لم ينتهِ بعد بالرغم من تقدمه في السن، إلا أن اللاعب أثبت بأن العمر مجرد أرقام وما يهم هو الأداء، فرحيل اللاعب أتى لا شك في ذلك، ولكن ليس الآن.
شخصياً أُشجع استمرار مثلث "AFC" أو ثلاثية "AAC" فيما تبقى من مباريات في الدوري ودوري الأبطال، فالمثلث الهجومي المكون من "AFC" أو "AAC" أثبت فعاليته في المباريات السابقة، وعلى زيدان عدم العناد واللعب على أعصاب الجماهير مرة أخرى، ونيل ثقة هولاء الشباب من الآن وصاعداً وعدم التفريط في الحالة الفنية الرائعة التي ظهروا فيها والتخلي قليلاً عن غروره وكبريائه ومناصرته لمواطنه في الحق والباطل.
الخطة الآن وأن بدت غير مرئية للكثيرين، إلا أنها تسير بشكل جيد، فالتخلي عن الثنائي "بيل وبنزيمة" قادمة قادمة لا محالة، ولكن التوقيت هو المهم، فلا ننس أن الفريق قد فقد المنافسة على جميع البطولات باستثناء دوري الأبطال، وهو الذي يجب أن يركز عليه الفريق والتأهل لنهائي البطولة هو المطلب الأول، والأخير بعد الاطمئنان النسبي – حتى الآن – بأن الفريق سيتأهل للبطولة الأوروبية الموسم المقبل، سواء من المركز الثاني أو الثالث، بعد أن ظن الكثيرون أن الفريق سينافس على بطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.