كيف تكتب رسالة حب مثالية إلى حبيبتك؟

بينما كنت أكتب تلك النصائح، فكرت في نفسي وكأنني مثل شخصية تشارلي براون الكرتونية ولكن بمفهوم عصري، الذي أشار مرة إلى أنه "ربما يكون هناك الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ممن لم يحصلوا على أي رسائل حب من قبل... يُمكنني أن أكون قائدهم!"

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/21 الساعة 05:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/21 الساعة 05:39 بتوقيت غرينتش

عندما يقرأ نجوم الفن من أمثال بيندكت كامبرباتش، وكاري موليجان، وسالي هوكينز، وكولين فيرث وجولييت ستيفنسون، الرسائل القديمة التي عاشت عبر الزمن في ذلك الاحتفال الهائل في برنامج Letters Live، تظهر الرسائل بصورة رثة وقديمة في أعين الممثلين البارزين، وكذلك في وعي الرأي العام. تعتبر العديد من الرسائل التي يقرأونها هي رسائل حب، بما في ذلك الرسائل المُتبادلة بين نابليون وجوزفين، وكاثرين هيبورن وسبنسر تريسي، والرسائل التي تُفطر القلب بين الأم والروائية جوان رولينغ.

وللأسف، لا يتخطى هذا الإلهام الذي تبعثه هذه الرسائل الشهيرة الحدود. أجرت شركة "رويال ميل" التي تُعتبر شركة تسليم الرسائل والطرود الأكثر ثقةً في المملكة المتحدة، مؤخراً استطلاعاً للرأي يشير إلى أن أكثر من 40٪ من الناس يخشون التعرض للسخرية عندما يُعبرون عن مشاعرهم من خلال كتابة الرسائل. كما قال خُمس الأشخاص الذين تناولهم الاستطلاع، إنهم غير متأكدين من كيفية كتابة وتنظيم الرسائل بشكلٍ صحيحٍ. بالإضافة إلى أن خمسة بالمائة آخرين كانوا قلقين من سوء خط أيديهم. ومع ذلك، من بين 2,000 شخص شملهم الاستطلاع، أعرب أكثر من ثُلثهم عن رغبتهم في كتابة رسالة حب. ولذلك تعاونت مع شركة رويال ميل لوضع قائمة تضم 25 نصيحة من شأنها أن تقلل من مخاوفهم وتُحسن فرصهم في النجاح.

كان بعض تلك النصائح واضحاً، على سبيل المثال، لا تُشر إلى علاقاتك العاطفية السابقة، وتجنب استخدام الحبر الأخضر المخيف، ولكن البعض الآخر لم يكن بذلك الوضوح مثل لا تتسرع، ولا تكن مُلحاً، وتذكر أن تتحلى بروح الدعابة. وتأكد من الكتابة وأنت في كامل وعيك -ولكن إذا كنت ترغب في الكتابة بينما أنت في حالة سُكر ليلةً ما، تحقق مما كتبته بعد أن تتخلص من آثار الثمالة في الصباح التالي قبل إرساله.

ثم عرضت بعض الاقتراحات الأكثر تحديداً. من المقبول أن تقتبس بعض الكلمات من نفس العشاق المتيمين مثل بيتهوفن، عندما كتب لحبيبته الخالدة: "لن تستطيع أي امرأة أخرى أن تمتلك قلبي، أبداً.. أبداً!" أو اقتباس بعض الأفكار من الرسالة الشهيرة التي كتبها المُغني جوني كاش لزوجته جون كارتر في عيد ميلادها الـ65 في عام 1994 (فقد اعترف أنهما في بعض الأحيان يثيران غضب بعضهما البعض، وربما يعتبران علاقتهما أمراً بديهياً مفروغاً منه، ولكنه أنهى رسالته بكلمات مسرحية خلابة "أنتِ تدفعيني لأكون الأفضل، فأنتِ السبب الرئيسي لوجودي على هذه الأرض")، ولن تخطئ أبداً إذا اتبعت نصيحة الروائية جين أوستن، التي تعتقد أنه ينبغي عليك الكتابة كما تتحدث؛ بشكلٍ طبيعي وبأمانة.

استخدم تنسيق الرسالة إلى أقصى حد؛ إذ تُعد السعادة الكامنة في عدم الكتابة على شاشة الحاسوب، حيث يبدو كل جزء من الرسالة مُتماثلاً، بمثابة القدرة على إضفاء شخصيتك وختمك الخاص على الرسالة. وإذا كنت تشعر بأن أي اتصال شخصي لا يمكن أن يكون كاملاً دون استخدام رمز تعبيري، إذاً عليك تصميم وإرسال الرموز الخاصة بك، أو يُمكنك التعبير عن ذلك بطرق فنية أُخرى. كما فعل الرسام تشارلز شولز عندما كتب رسائل سرية لحبيبته داخل قشور الفول السوداني. ولماذا لا تستعيد الطريقة المفقودة منذ فترة طويلة التي كانت تُستخدم في فترة الحرب العالمية؛ إذ اعتاد الجنود ختم رسائلهم إلى أحبائهم بقبلة المحبة؟ إذا كنت بحاجة إلى معرفة ما يعنيه ذلك بالضبط، يُمكنك سؤال والدتك.

ولكن قد يكون من الأفضل أن تتجنب استخدام الورق المُعطر في هذه الأيام: إذ ليس كل مُتلق أو عامل بريد، له نفس ذوقك في العطور.

بينما كنت أكتب تلك النصائح، فكرت في نفسي وكأنني مثل شخصية تشارلي براون الكرتونية ولكن بمفهوم عصري، الذي أشار مرة إلى أنه "ربما يكون هناك الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ممن لم يحصلوا على أي رسائل حب من قبل… يُمكنني أن أكون قائدهم!"

ومن هذا المنطلق استمريت في كتابة النصائح. كن صادقاً: لا داعي أن تتوتر، ولكن أكتب كما لو كانت كلماتك ستعلق في قلب من يقرأها إلى الأبد وعلى مر الأيام.

ابذل جهداً في صنع نموذج لرسالتك، لن يجعلك ذلك تبدو مثل الشاعر جورج غوردون بايرون أو الشاعر بيرسي بيش شيلي، ولكن قد يُحسن ذلك من أسلوب كتابتك النثري.

وكن حساساً: لا تتبع النصيحة المذكورة في دليل الكتابة الصيني من عام 1938 الذي يُشير إلى أن رسائل الحب يجب أن تكون مصحوبة بسلة من الأسماك.

يرجع تاريخ رسائل الحب المفضلة لدي إلى الماضي، بدءاً من الشاعر جون كيتس عندما كتب للمؤلفة فاني براون في عام 1819، وكذلك الرسائل التي كتبها الشاعر روبرت براونينغ للمؤلفة إليزابيث باريت في عام 1845 "عزيزتي الآنسة باريت، سأعبر عما أود قوله، بأقل الكلمات على قدر استطاعتي، وهي أنكِ تجعلينني سعيداً للغاية".

ولكن بالطبع لدي رسائلي الخاصة، التي أرسَلها إلي حبي القديم في أواخر سنوات المراهقة، ما زلت أحتفظ بها في صندوق أحذية، وبالكاد أقرأها منذ اليوم الذي وصلت فيه، إذ تقبع في انتظار اكتشاف أطفالي المُخجِل لها في المستقبل.

قد لا تُوصف السعادة الناجمة عن استلام رسالة خاصة في هذا العصر الرقمي؛ لأنها تُعد واحدة من أبسط الهدايا التي تُعبر عن العطف والتي يُمكن أن تمنحها لشخصٍ ما.

تُشير الرسالة إلى من تحب بأنك جاد في هذه العلاقة، أو تدل على أنك لا تعتبر علاقتك مع شريك حياتك على المدى البعيد من المسلمات، بل إنك تبذل الجهد للحفاظ عليها. كما أن الرسالة شيء يدوم طويلاً. فمن غير المحتمل أن نجد على الإطلاق رسائل حب أُرسلت عبر البريد الإلكتروني في الغرفة العلويةِ من المنزل.

لقد كنت دائماً مغرمةً بشكل غير عادي بعبارة كتبتها كاثرين مانسفيلد في مطلع القرن الماضي، والتي تمكنت من تلخيص القيمة المتأصلة في أي مراسلات شخصية صادقة، إذ كتبت "هذه ليست رسالة، ولكن ذراعي تلتف من حولك لفترة وجيزة". وكما عرفت السيدة مانسفيلد بالتأكيد، فإن آخر فرصة لإرسال رسالة مميزة بمناسبة عيد الحب هذا العام تحدث في يوم 13 فبراير/ شباط.

– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة البريطانية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد