ما هي حياة العمل المستقل؟ يعني ذلك أن يدير المرء عمله كأنه رئيس. وينطوي ذلك على التفاوض بشأن المقابل مع المنظمات، وحرية العمل عن طريق حاسوبك. وكما تعلم، يبدو نمطاً جيداً للحياة.
حان الوقت أن نتحدث بواقعية؛ فرغم أن حياة العمل المستقل تحمل مميزات، لا يستطيع أن ينجح في العيش وفقاً لهذا النمط سوى الأشخاص المنضبطين ذاتياً.
ونظراً إلى أني عملت كاتبة مستقلة في مجال الأعمال خلال الأعوام الأربعة الماضية، يمكنني القول إنه من خلال الحرية التي تمتعت بها للعمل من المنزل حسب سرعتي، حصلت على مميزات مالية وشخصية محدودة. يُفتن معظم الأشخاص الذين أُقابلهم من نوعية وظيفتي، ويسألونني -في الغالب- عن خطوات للتحول من العمل لصالح شركة أو صاحب عمل إلى مجال ريادة الأعمال أو العمل المستقل.
إلا أن الحقيقة تقول إن الحياة الوظيفية المستقلة تحتاج إلى التضحية والانضباط الذاتي، وتواجه تحديات نتعلمها خلال هذا المسار. على سبيل المثال، تحتوي المكتبات على العديد من الكتب التي تنتظر قُرّاءها، إلا أن الموظف المستقل يقضي وقته في الواقع من أجل التوصل إلى طرق كي يُبقي على ميزاته التنافسية في سوق العمل.
يوم في حياة موظف مستقل
إنني أطلق عليها ساعة الطاقة. فإذا أراد المرء أن يكون منتجاً في الصباح، من الضروري أن يضبط ساعة المنبه على الخامسة أو السادسة صباحاً. يعتبر الصباح الوقت الخفيف الذي تقضيه في قراءة رسائل البريد الإلكتروني والرد عليها. فيما تخصص الساعات التالية من أجل تسويق أعمالك على الإنترنت لعرضها على العملاء المحتملين. يمكن أن تجد فرصاً للموظفين المستقلين على مواقع مثل Upwork وGuru مع وجود فرص متوافرة للاختيار قبل تقديم نماذج كتاباتك.
يوجد جانب آخر يلجأ إليه أي موظف مستقل ناجح، يكمن في استخدام الأدوات المعتمدة على الإنترنت، والتي تتضمن الأداة التسويقية التي تُعرف بـ"squeeze page" أو حملات رسائل البريد الإلكتروني التسويقية التي تؤدي إلى زيادة زيارات مواقعهم من أجل معرفة محتواها.
سوف تقضي معظم الوقت في التسويق لخدماتك، والمسائل الإدارية، وإعداد الفواتير. وهذا يمكن أن يستهلك 80% من يومك. فالهدف أن تضع معدل إنتاج على مدار الساعة وأن تعمل بكدٍّ كي تحقق الإنتاج المستهدف يومياً.
تتزايد الأعمال في مجالات تكنولوجيا المعلومات، والرعاية الصحية، والموارد البشرية، والمحاسبة، وإدارة المشروعات، والتعليم. ويعتبر الوقت الحالي مثالياً للاعتماد على العمل بدوام جزئي أو بدوام كامل من أجل مساعدة المنظمات المحلية والدولية كي تصل إلى أهدافها العملية.
إذا كنت مستعداً لأن تقول وداعاً للحياة الاجتماعية والعمل تسع ساعات يومياً من أجل تحقيق أهدافك، فالعمل موظفاً مستقلاً يناسبك تماماً. يمكن أن تساعد العقلية المحاسبية في متابعة المصروفات والإيرادات مع عدم إغفال تخصيص أموال من أجل الضرائب.
يُعتبر اللجوء إلى مساعد افتراضي لأداء الأعمال المملة إحدى أفضل الطرق للاستفادة من أكبر قدر من وقتك؛ إذ يُحتمل أن تساعد أي موظف مستقل في تركيز طاقته على إتمام العمل والتسويق للحصول على عملاء جدد.
الراحة في العمل بدوام كامل
تعتبر المميزات التي يحصل عليها الموظفون، والعطلات مدفوعة الأجر، والشعور بالمسؤولية الذي ينتشر في أماكن العمل- من الأمور التي تميز العمل لدى مؤسسة. كما يحتاج بعض الموظفين إلى وجود إدارة وضغط من جانب المدير كي يظلوا مركِّزين خلال يوم العمل. فضلاً عن أن طبيعة الحصول على المال في العمل كموظف مستقل، والتي تتسم بعدم الثبات والاستمرارية، قد تجعل الموظف المستقل يشعر بعدم الراحة.
تعتبر إحدى أفضل الطرق للتحول إلى العمل المستقل هي العمل بدوام جزئي بجوار الوظيفة الأساسية؛ إذ يعد ذلك تدريباً على سرعتك التي تسير بها في أداء العمل. فإذا كنت ناجحاً، فستكون هناك نقطة تواجه فيها ضرورة اتخاذ قرار بالاستمرار في عملك القائم بالفعل أو تركه من أجل الشغف الذي تسعى وراءه.
السلبيات
يشير استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب، إلى أن 67% من العمال حول العالم يشعرون بأنهم يحظون بتقدير أقل في العمل؛ إذ إن مديريكم هم من يقررون الراتب الذي تتقاضونه. يمكن تجنب هذا العيب في العمل المستقل؛ لأنك ستكون قادراً على رفع سقف توقعاتك للراتب الذي تتقاضاه استناداً إلى خبراتك والنتائج التي ستثبت بها قدراتك أمام العملاء. كما قد تكون العقلية الإبداعية مقيدة خلال العمل لصالح منظمة ما؛ بسبب إطار العمل الذي لا يتغير والذي يترك المرء يشعر بالملل في وظيفته.
وأي شخص يقدر إمكانية الاجتماع مع العملاء لاحتساء القهوة والاتفاق على العمل، أو العمل على مهام عديدة، أو العمل مع أصحاب الشركات مباشرة- سوف يحظى بأسلوب حياة لا تقدمه أغلب المؤسسات.
أفكار أخيرة حول العمل المستقل
تقدم مجالات العمل المستقل فرصاً وفيرة؛ لأن المنظمات التي ترغب في تقليل العمالة يمكنها أن تضم عمالاً مستقلين لا يعملون بمقارها. وفي واقع الأمر، توفر معظم الشركات 20 إلى 30% من العمالة عبر العمل المستقل مقارنة بالعمل بدوام كامل. فإذا كنتم جادين بشأن البدء، فاكتبوا خطة استراتيجية للخطوات العملية الأسبوعية. وابدأوا عملاً بدوام جزئي، طالما تعملون بدوام كلي، قبل اتخاذ القرار بترك وظيفتكم.
– هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.