دور الرضا

الرضا نعيم مقيم، الرضا قانون النفوس النيرة، الرضا إلحاد على التمرد، أحياناً وشائعاً جداً ما يكون الرضا لمحات خارجية، لا تلامس شغاف القلب، لا تمسح ما يفسده الدهر.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/12 الساعة 02:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/12 الساعة 02:21 بتوقيت غرينتش

هو دور نؤديه بكل أناقة؛ لأننا أهل الله، والله لنا أهل.
دور الرضا دور يقلب أفئدتنا بين ما نفقد وما نعي.
دور الرضا هو الدور الذي يغلب عليه الإيمان بالقضاء والقدر والرحمانيات.

دور الرضا هو صافرة وعاء الضغط التي حينما ينضج الوعاء، تبدأ بالصفير؛ لتُعلن عن النضوج، وبقدر ما يكون محتواه ناضجاً بقدر ما تكون إزاحة الوعاء صعبةً، وخطيرةً بل وربما فتاكةً، فإن لم تزح الوعاء في وقته، وبعد أن يهدأ صفير ذاك المتنفس قليلاً، قد ينفجر الوعاء، ويؤذي مَن حوله ومن صنعه ومن أراد به خيراً، فالضغط الذي يكون بداخله يكون عظيماً، والضغط لا يفرق في النوايا، الضغط أعمى، ينفجر وحسب.

الرضا هو صافرة عكس التي تنبئ بالنضوج، فهي تصدر صفيراً كالهمس يسري في (العقول) سرياً حكيماً.

الرضا هو الصافرة التي تطلب من صاحبها التروي قليلاً، فالضغط لا يدوم طويلاً، ذاك أن الانفعالات لا تدوم، وكلما يعلو الضغط يخفت سريعاً.

أحياناً السرعة تختلف في عين الـ(مضغوط)، أما الضاغط إن كان (بشراً) لا شيئاً، فهو غالباً لا يبصر إلا بعد انتهاء صافرة الوصل.

الرضا هو دور الشجعان من الحكايا، وليس للأقزام علاقة بأدوار الرضا، فالأقزام ليسوا هم قصار القامات، وإنما قصار الهامات.

الرضا دور أصحاب الهمم.. للرضا مسميات، وللرضا كنايات، وللرضا علامات وسمات، وللرضا معادلات نفسية لا تقبل القسمة إلا على واحد أحد، فرد صمد.

الرضا لا يكون إلا بين ثلاث: الراضي، والمرضي، والنفس المطمئنة.

الرضا نعيم مقيم، الرضا قانون النفوس النيرة، الرضا إلحاد على التمرد، أحياناً وشائعاً جداً ما يكون الرضا لمحات خارجية، لا تلامس شغاف القلب، لا تمسح ما يفسده الدهر.

الرضا في بعض الأحيان برغم صدقه وصفائه لا يقوى على تصريف الأمور النفسية.

الرضا وفي بعض الأحيان برغم قوته فإنه لا يقوى على التصاريف الذهنية.

الرضا وفي بعض الأحيان وبرغم إحسان فاعله ولكنه لا يزيح الألم.
الرضا وبرغم نورانيته فإنه وفي بعض الأحيان لا يزيح غمة النفس.

الرضا وبرغم عمقه، فإنه في بعض الأحيان لا يُسكن النفس.

الرضا أدوار، بعضنا يتقمصه، بعضنا يرتضيه، بعضنا يلامسه، بعضنا يتمناه، بعضنا يرفضه، بعضنا يرقى له، وبعضنا لا يطاله، بعضنا يتذوقه، وبعضنا يستسيغه، الرضا شكر.

الرضا لا يكون كما يظن البعض فقط عمقاً في الإيمان، هو عمقً في التفكر، عمق في التدبر، عمق في التنور.

الرضا إحسان النفس، الرضا زفير الشهيق، الرضا كثير القليل، شتان ما بين الرضا والاقتناع، فالقناعة إعمال عقل، والرضا إعمال جيش من الحواس، الرضا حاسة التذوق النوراني، الرضا حاسة التلمس الفوقي، الرضا حاسة التذوق الرباني، الرضا حاسة التصنت الصوفي، الرضا حاسة التلمس الوجداني، الرضا أكثر من مقال وكلمة.

الرضا شأن الله يؤتيه من يشاء، وما عند الله خير للأبرار، فالرضا بر الشخص لنفسه، فاللهم ارضَ عنا، وأرضِنا، وراضينا، ولا تكلنا سيدنا لأنفسنا إلا برضاك، ولا تُرجعنا ربنا لنا إلا بك.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد