هذا المقال لا يتحدث عن قدرة الطفل على ارتداء ملابسه وتحضير طعامه؛ هذا المقال يتحدث عن قدرة الطفل على تحمل مسئولية نفسه الأدبية والأخلاقية في عدم وجود رقابة الأهل.
إذا كنت تتابع هذه السلسة من المقالات منذ بدايتها، ستعرف أن تربية الطفل وفقا لفلسفة المونتيسوري يمكن تلخيصها في هذه النقاط:
– لا للثواب والمكافآت والمحفزات الخارجية بكل أشكالها.
– لا للعقاب اللفظي والبدني والنفسي.
– لا للتهديد والحرمان وكرسي العقاب.
– لا للمقارنة بين طفل وآخر.
– لا للمنافسة بين الأطفال في أي صورة.
– نعم لاحترام الطفل وقدراته ومهاراته.
– نعم للتعاون بين الأطفال.
– نعم للقواعد. لا للفوضى.
– نعم للمشاركة وتحمل المسئولية.
– نعم للطعام الصحي.
– نعم للاستكشاف والحركة بحرية.
– نعم للسلام. لا للعنف.
إذا اتبعت هذه المبادئ في تربية طفلك من الميلاد حتى عامه السادس، ستبدأ في جني الثمار واحدة تلو الأخرى؛ ستجنى طفل يحبك ويحترمك ويثق بك؛ طفل يجدك عون له ولا يتعامل معك كعقبة يجب إزالتها من طريقه؛ طفل يحترم القواعد ويشعر بالسعادة في الابتعاد عن الخطأ واختيار الصواب.
الآن وقد أوشك آدم على إتمام عامه السادس، وجدت أن دوري كأم تغير من شخص يلاحظ الطفل في كل الأوقات ويوجهه دائما ويسيطر على البيئة الخارجية التي قد تؤثر على الطفل، إلى شخص يعلم الطفل كيفية التفكير في غيابي.
كيف يتحمل ابني مسئولية نفسه في غيابي؟
بدأت المواقف تتوالى وبدأ احتكاك آدم بالعالم الخارجي يزداد وبدأت أرى صراعه الداخلي بين رغباته وتربيتي له وبين الضغوط الخارجية.
بدأت في وضع قواعد جديدة تساعده على التصرف خارج المنزل:
– اختار الصح
بناء على تربية الستة أعوام السابقة والمواقف الكثيرة التي مررنا بها سويا، آدم يعرف الفرق بين الصواب والخطأ. بعد سن السادسة، يمكن للطفل اختيار الصواب والشعور بسعادة داخلية عند اختيار ما يعرف أنه الاختيار الصحيح.
– ما هو ممنوع داخل المنزل ممنوع خارج المنزل
هذا ينطبق على الطعام والشراب والألعاب.
– هناك فرق بين المعارف والزملاء والأصدقاء
الصديق الحقيقي لن يتركك ولن يرفض اللعب معك عندما تختار الصواب.
– تقعد لوحدك أفضل مما تقعد مع الناس الغلط
من الصعب أن تطلب من طفل في بداية تكوينه لعلاقاته الاجتماعية اختيار الوحدة ولكن للأسف هذا الدرس الصعب سينقذه اليوم، وفي المستقبل، من الرضوخ لضغوط الأغلبية للتخلي عن مبادئه.
– فكر قبل ما تتصرف
الاندفاع هو عدو هذه النصيحة. مع الوقت والمواقف والتدريب قد ينجح الطفل في التحكم باندفاعه وراء الآخرين أو اندفاعه وراء متعة مؤقتة من جراء اختيار خاطئ.
– شيل نفسك
هذا هو أصعب درس ولكن هذا هو وقت تقديمه.
من حقك أن تختار طعامك وملابسك وأصدقائك وهواياتك وألعابك ولكن مع هذه الحرية تأتي مسئولية تحمل عواقب الاختيارات على صحتك ونفسيتك ومستقبلك.
المرحلة العمرية من 6 إلى 12 سنة هي فترة التدريب على استخدام هذه النصائح قبل المواجهة المباشرة مع الحياة من بعد الثانية عشر.
هذه التدوينة منشورة على موقع مصر العربية
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.