الطريق لفك شيفرة الاهتمام بالمرأة ومدى حاجة الرجل إليها

لا أحد يمكن أن يُنكر أنه مثلما يحتاج الإنسان للتعرف على بعض المفاهيم الأساسية لفهم نفسه، يحتاج أيضاً لمعرفة ما يدور بذهن الطرف الآخر؛ من أجل العيش معاً بصورة سليمة بعيداً عن المصاعب الناتجة من سوء فهم كل طرف للآخر.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/03 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/03 الساعة 07:26 بتوقيت غرينتش

لا أحد يمكن أن يُنكر أنه مثلما يحتاج الإنسان للتعرف على بعض المفاهيم الأساسية لفهم نفسه، فيما يُسمى الحديث الذاتي- يحتاج أيضاً لمعرفة ما يدور بذهن الطرف الآخر؛ من أجل العيش معاً بصورة سليمة بعيداً عن المصاعب الناتجة من سوء فهم كل طرف للآخر.

فك شيفرة العلاقات
يوجد نوعان من التشفير؛ النوع الأول تكون الرسالة فيه واضحة، ولكن المرسِل قد يريد شيئاً آخر. والنوع الثاني تكون الرسالة فيه غير واضحة ومكونة من أرقام ورموز وحروف، وتحتاج لتشفير لحل رموزها.

أنواع العلاقات
عند الرجل تتدرج تبعاً لقوتها من الأصدقاء المقربين (أصدقاء العمر، في الغالب عددهم قليل جداً، وهي علاقة تأخد الكثير من الوقت والعديد من المواقف ليعتلي الصديق إلى هذه المرتبة)، ويستمر مؤشر قوة العلاقات بالنزول حتى تصل للزملاء بشكل عام. أما عند المرأة، فتكوين العلاقات يكون أسهل وأقوى.

تحقيق الذات
عند الرجل يمكن القول إنه يسعى دائماً لتحقيق الإنجازات، فكل فعل له نتيجة، ولكن الإنجاز يُعَدُّ أعلى من النتيجة؛ لأنه يراه ويسعد بتحقيقه. أما عند المرأة، فتشعر بذاتها إذا عبرت عن مشاعرها الحقيقية بشكل كامل، وعند وجود علاقات قوية في حياتها مبنيّة على الحب.

الإشباع والرضا
عند الرجل، تتجسد في قدرته على الوصول لأهدافه بنفسه. وعند المرأة، المشاركة والحديث مع الآخرين.

القيم عند الرجل والمرأة
تُعرف القيم بأنها مجموعة من القواعد التي تدير حياتنا وتتحكم في اختياراتنا؛ لذلك في حال الرجل، يبحث عن الأشياء الحسية والمدركة، أما البحث عن المشاعر فيكون بصورة أقل، فتوجد قيمة القوة (تنعكس على ألفاظه وأفعاله)، وقيمة الكفاءة والفاعلية (تنعكس على أفعاله ومظهره وملابسه واهتماماته)، عكس المراة، فتبحث عن المشاعر بصورة أكبر، وتحتل الأشياء المدرَكة والحسية مساحة أقل في حياتها، كقيمة الحب، فهي تريد أن تعطي الحب وتأخذ قدراً كبيراً منه.

وقيمة التواصل مع الآخرين، من أهم قيم المرأة التي تسهم في تكوين علاقات بحياتها. وقيمة الجمال، وتنعكس بشكل كبير على الملابس والمظهر، فهي تسعى لأن تكون دائماً متغيرة للأفضل ومختلفة، مما يجذب المزيد من الثقة لشخصها والاهتمام بشخصها.

مفهوم التغيير
لا يميل الرجال إلى تغيير الأشياء، ويعملون بمقولة "ما يعمل بشكل صحيح فلماذا نغيِّره؟!"، عكس المرأة التي تعمل على تحسين الأشياء وتغييرها لما هو أفضل.

مفهوم العاطفة
يتغلب العقل على العاطفة بالنسبة للرجل؛ لذلك في حال الخطأ يصعب عليه الاعتذار، ولكن يبدى اهتمامه أو يقدِّم هدية أو يقوم بأعمال من شأنها محاولة إصلاح الضرر الذي ارتكبه، عكس المرأة التي تتغلب فيها العاطفة على العقل ويسهل أن تعبر عن مشاعرها وعواطفها.

عقل الرجل والمرأة
يختلف عقل الرجل عن المرأة تشريحياً، ومن المعلوم أنه كلما اختلف التركيب اختلفت الوظيفة، فقد وجد العلماء أن عقل المرأة يوجد به أضعاف التعرجات مقارنة بعقل الرجل، مما يجعلها تستطيع أن تفكر بطريق تشعبية وتركز على التفاصيل، عكس الرجل الذي يصعب عليه التفكير في أكثر من موضوع بوقت واحد.

التعامل مع المشكلات
لا يطلب الرجل في الغالب، المساعدة من أحد، كما سبق أن ذكرنا بأن تحقيق ذاته يرتبط بقدرته على تحقيق الأهداف بنفسه، وقيمة القوة من أهم قيمه. ولكن في حال طلب المساعدة، فتكون من شخص أكثر خبرةً منه وعالِمٍ ببواطن الأمور أو من شخص يُكنّ له مكانة أو تقديراً.

لذلك، في حال عدم طلبه المساعدة، يستحيل أن يتقبَّلها، ولأن المرأة مشغولة بقيمة الرعاية، فعند نصح الرجل يعتبرها انتقاديةً وغير ودودةً ولا تثق به (لشعوره بفشله في مهمته).

هذا عكس المرأة، يكون تقديم المساعدة لها من أعظم أسباب سعادتها، وغالباً تطلبها من شخص يكنُّ لها بعض الحب، وليس له خبرة كبيرة في ذاك الموضوع؛ لذلك يجب أن تدرك الزوجة ما إذا كان الرجل يريد حلاً ومساعدة أم لا. وفي حال عدم رغبته، يُفضَّل ألا تستفيض في الحديث، وألا تعطي حلولاً؛ لأنه لن يستمع لها، ويجب أن تتذكر أن الرجل يصمت ثم يتكلم.

أما بالنسبة للرجل، فيجب عليه معرفة ما إذا كانت المرأة في مشكلة وتحتاج النصح أم أنها تريد بعض الوقت للحديث والفضفضة فقط، وتذكر بأن تحاول أن تزرع الطمأنينة في نفسها بالتواصل البصري؛ لأنها تتكلم كثيراً لكي تفكر وتصل لحل، فهي دوماً تفكر بصوت عالٍ، عكس الرجل الذي يحاول أن يضع خريطة لربط التفاصيل.

العطاء والأخذ
قبل الزواج، يكون همُّ الرجل هو الربح فقط، وبعد الزواج يريد أن يتشارك الربح مع زوجته، ولكنه يرفض الانتقاد والفشل؛ لذلك يجب ألا تلومه زوجته كل مرة، عكس المرأة التي اعتادت التضحية والعطاء، ويختلف باختلاف الشخص هل تستمر في العمل بذلك الأسلوب أم ستتحول للبحث عن مكاسب وأرباح؛ لذلك في حال رفض الزوج العطاء يجب أن يسوق المبررات؛ لأن المرأة تخاف الرفض والاحتياج للغير.

وفى الختام، لا ينطبق هذا التحليل على كل الرجال أو النساء، ولكنها بعض الصفات التى اشترك فيها الكثير، ويبقى شعور الرجل باحتياج المرأة إليه مع اهتمامه بها هو السبيل الأقصر للوصول لشاطئ السعادة الحقيقية.

* المصدر: من دورة تدريبية بعنوان "الشفرة"، للمدرب وليد بن صالح الغرير، بجمعية "حياة" في محافظة الرس بالسعودية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد