يحوز المرشدون الحكمة والقدرة على مشاركة الخبرات. بالنسبة لي، هذا ما يعنيه الإرشاد: الاستفادة من هذه الحكمة والتعلم من نجاحهم.
مهما كانت وظيفتك، ستجد نفسك في حاجة لدور مرضٍ وتريد كذلك أن تستمد الإلهام وتشعر بالتحدي (أغلبنا يريد ذلك). وتريد العمل أيضاً لدى شركة تدعم تطورك المهني بلهفة.
كيف تحقق أحلامك وطموحاتك خصوصاً في هذا العالم الكبير المليء بالتنافس؟ كيف تتعلم أشياء لم تعرف حتى إنها موجودة؟ كيف تحافظ على دافعك وشغفك في عمل تعمله الآن بينما تشعر طوال الوقت بالضغط؟
الحصول على مرشد هو طريقة قوية للاستثمار في تطورك المهني ورضاك الشخصي عن عملك.
ربما تمتلك الشركة التي تعمل بها الآن برنامج إرشاد -هذا أمر عظيم- إذا كان بإمكانك الالتحاق بها تساعدك هذه البرامج على التواصل مع مرشد. إذا لم يكن لشركتك برنامج رسمي سيكون عليك أن تجد مرشداً خارج شركتك، وحتى لو كان لشركتك برنامج رسمي أنصح بالبحث عن مرشد خارج شركتك.
كيف تختار مرشداً وتعمل معه؟ إليك شرحاً سريعاً عن كيفية الحصول على مرشد (أو اثنين) لمساعدتك على الإجابة على الأسئلة والتقدم في مسيرتك المهنية.
الخطوة الأولى: ما الذي تريد تعلمه؟
ما هي أهدافك؟ ما الذي تريد تعلمه؟ ما الأجزاء التي تحتاج فيها دافعاً أكبر؟ كلما عرفت المزيد عن أهدافك، استطعت استغلال وقتك بالشكل الأمثل مع مرشدك. المكان الأمثل للبداية هو أن تسأل نفسك ما الذي تريده؟ هل تريد:
أن تصبح أفضل فيما تفعله الآن؟ إذا كان الأمر كذلك فكّر في الأشخاص الذين يقومون بعمل مشابه لما تقوم به.
أن تعرف عن فرص أخرى؟ إذا كان الأمر كذلك، فكّر في الأشخاص الذين يعملون في وظائف تظن أنك ستحبها.
"المرشد الجيد قد يكون مستمعاً عظيماً، أو مجادلاً عظيماً".
الخطوة الثانية: استكشف وقُم بالبحث
فتش عن مرشحين لإرشادك واستكشف قدراتهم الإرشادية. هل هناك شخص تعرفه وتقدره (سواء داخل الشركة أو خارجها)؟ هل هناك شخص سمعت عنه تود التعلم منه؟
ربما تبحث عن شخص يشاركك شغفك للعدالة الاجتماعية، هل لمرشدك المحتمل شخصيتك مشابهة لشخصيتك؟ أنصح باستكشاف قيمهم والتأكد من أنها مشابهة لقيمك. ما دوافعهم؟ نوعية مرشدك مهمة حقاً؛ لأنه يجب عليك أن تمنحهم الثقة فيما يقولونه وما يقدرونه.
ليس كل المرشدين سواء.
قبل أن يلتزم كل منكما تجاه الآخر، أنصح بأن تعرفا بعضكما جيداً أولاً. التوافق أمر مهم؛ لأنه يتوجب عليك أن تمنحهم ثقتك وتؤمن بالنصائح التي يقدمونها لك. سيكون لمرشدك تأثير على وجهات نظرك ومعتقداتك وسلوكك. مع ذلك أعتقد أن المرشد العظيم يجب أن يكون مختلفاً عنك.
على سبيل المثال، إذا كنت حذراً ومتحفظاً بطبيعتك، قد يساعدك مرشد أكثر هجومية وانتفاحاً، مرشد يمكنك الاعتماد عليه. على نفس المنوال، إن كنت تقفز أولاً ثم تسأل الأسئلة المهمة، فإن مرشداً أكثر تمهلاً وتفكراً قد يكون الأنسب بالنسبة لك.
لن يكون كل المرشدين على نفس الشاكلة؛ لذا إن كنت تحظى بروح المغامرة، ربما ترغب في الحصول على أكثر من مرشد في نفس الوقت. على سبيل المثال:
ربما تريد أن تلتقي بشكل منتظم مع شخص ناجح خارج صناعتك؛ لأن الأعين الجديدة خارج عالمك قد تقدم لك بصيرة مذهلة.
ربما تريد مرشداً تلجأ إليه في حالات الطوارئ؛ شخص يمكنك أن تطرح عليه أسئلة محددة والحصول على رأيه السديد ثم إغلاق السماعة. هذا ليس أمراً اعتيادياً لكنه يحظى بقيمة كبيرة.
الخطوة الثالثة: تقدّم بطلبك
لا يجب أن يكون الإرشاد مسألة معقدة أو مكلّفة أو رسمية. بإمكانها أن تكون ببساطة الدعوة لتناول كوب قهوة مرة أو مرتين في الشهر، أو ربما أيضاً الرد على المكالمات إذا كانت لديك حالة طارئة مفاجئة أو سؤال كبير.
ادعُ مرشدك المحتمل إلى كوب قهوة أو غداء، هذه فرصة لكليكما لتقييم الآخر، أطلِعه على مدى إعجابك به ورغبتك في الحصول على مرشد وتريد منه أن يكون ذلك الشخص. وأخبره بتطلعاتك وقدراتك، إذا بدا مهتماً لكن ليس لديه الوقت حقاً الذي كنت ترجوه (ربما تتفق معه على الاتصال في أوقات الطوارئ).
إذا وافق كل منكما على المضي قدماً، أنصحكما أن تجعلا لقاءاتكما غير رسمية بطريقة ما… لكن يجب أن تحظى بنتيجة واحدة على الأقل في كل لقاء. على الأرجح ستكونان مشغولين، لذا اسمحا ببعض المرونة. أعتقد أن لقاءات الهاتف مفيدة وعملية.. ولم أكن أتوقع هذا في البداية، شعرت أنها قد تكون باردة وتخلو من الإنسانية، مع ذلك أنصح أيضاً أن تلتقيا وجهاً لوجه بين الفينة والأخرى.
الخطوة الرابعة: استمتع
الآن هو وقت طرح الأسئلة والأهم أن تستمع جيداً، امتص المعلومات وفكّر في الخيارات، وتنقل بين البدائل، وتخيل حلولاً جديدة، هذا وقت الاستمتاع بتقدمك.
الخطوة الخامسة: اعرف متى تخطو الخطوة التالية
كما تقول الأغنية: "عليك معرفة متى تتمسك بهم ومتى تتركهم" (سيكون أبي فخوراً بي جداً). قد تقرر أنت ومرشدك في وقت ما أن تنفصلا، أو قد تصبحان صديقين مفضلين. في كلا الحالتين كن مستعداً. لا تتمسك به أكثر مما يجب عليك؛ ربما فعلتما كل ما بإمكانكما فعله معاً وحان الوقت بالنسبة له لمساعدة شخص آخر. وربما حان الوقت بالنسبة لك لتصير مرشداً لأحدهم، وتمنح كما أخذت.
تخميني أن كليكما فعل ما كان يجب عليكما فعله، وستكونان ناضجين بما فيه الكفاية لتحترما النهاية. لكن أيضاً أثناء بحثك عن مرشدك التالي، تذكر أنك لن تكون يوماً غنياً عن الإرشاد ــ يمكنك دائماً أن تستفيد من النصيحة الجيدة.
أمر أخير
يحب الناس مساعدة الأشخاص الآخرين، يساعدهم هذا على الشعور بالرضا. الطريقة التي تطلب بها وتطلعاتك هي التي تحدد مدى نجاحك، مع ذلك يجب عليك أن تراقب سلوكك وأخلاقك، بعد كل لقاء أرسل رسالة شكر قصيرة.
الحصول على مرشد ليس طريقاً ذا اتجاه واحد. لا يمكنك أن تأخذ فقط، عليك أيضاً أن تمنح. بالتأكيد قد تدفع لقاء القهوة أو الشاي، لكن إن كنت على وشك أن تصبح قائداً (أو كنت قائداً بالفعل) هذا هو المكان المناسب الذي تظهر فيه امتنانك وتخبرهم أنهم أحدثوا فرقاً في مستقبلك ومنظورك. جِد طرقاً لإلهامهم، بالتعبير الفني يدعى هذا بالدافع الذاتي.. وباعتبارك قائداً احرص على تعلّم استخدام الدوافع الذاتية.
يحوز المرشدون الحكمة والقدرة على مشاركة الخبرات، بالنسبة لي، هذا ما يعنيه الإرشاد: الاستفادة من هذه الحكمة والتعلم من نجاحهم.
انطلق.. استمتع
أتمنى لك تواصلاً وإرشاداً واستماعاً وتعلمّاً سعيداً.
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية لـ"هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية من هنا.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.