هل يمكنك حقاً أن تحافظ على ذاكرتك؟ ماذا عن تقدمك بالعمر؟

خذ نصيبك الكافي من النوم يومياً: فالنوم صحة، والحرمان من النوم يؤثر على الدماغ فلا يمكنه من العمل بكامل قدراته.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/29 الساعة 02:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/29 الساعة 02:37 بتوقيت غرينتش

يتمتع الدماغ البشري بقدرة مبهرة على التكيف والتغير في جميع مراحل الحياة، ومن خلال الإثارة الصحيحة والمناسبة نستطيع بناء مسارات عصبية جديدة تجعل ذاكرتنا قادرة على التذكر، ونحتفظ بها قوية مدى الحياة، ومن بعض الخطوات المهمة نستطيع المحافظة على ذاكرة قوية ونشطة.

1- تناول الغذاء الصحي المتوازن الذي يعتمد على الخضراوات الورقية منها خاصةً والفواكه مختلفة الألوان، والطازجة، والتي لم تخضع لأي عمليات تصنيع أو تغليف.

2- تَجَنّب الأطعمة المصنعة: لاحتوائها على مواد مضافة فما بين مواد حافظة، وأصباغ، ومواد أخرى مثل محسنات الطعم، والرائحة والقوام، والدهنيات المهدرجة، ومواد كثيرة أخرى، تتجمع في الجسم مسببةً أضراراً تتدرج من البسيطة إلى الخطيرة جداً بل والقاتلة.

3- قلل قدر الإمكان من الأطعمة التي تحتوي الدهون المشبعة (التي تتجمد على درجة حرارة الجو) مثل الزبدة والسمنة.. إلخ؛ لأنها ترفع الكولسترول في الدم، والذي يرتبط بالسكتات الدماغية وأمراض القلب والشرايين، والزيوت المصنعة مثل: زيت الذرة وزيت دوار الشمس، والدهون المهدرجة.

4- تناول الأحماض الدهنية أوميغا 3 بشكل يومي: وأفضل مصادرها هو السمك، والجوز، وزيت بذور الكتان، وبذور القرع، والقرنبيط، وفول الصويا.

5- خذ نصيبك الكافي من النوم يومياً: فالنوم صحة، والحرمان من النوم يؤثر على الدماغ فلا يمكنه من العمل بكامل قدراته.

6- لا تهمل النشاط البدني: لا تصدق من يقول لك إنك كبرت ويجب أن ترتاح، فإذا خلدت إلى الراحة فقد حكمت على نفسك بالتدهور والتراجع والموت البطيء، ولكن كلما تحركت بنشاط وهمّة وكنت فاعلاً في حياتك، حافظت على نفسك وقدراتك العقلية والجسدية وذاكرتك، فالنشاط الجسدي يحرك الدم في عروقك، ويحفّز قلبك وعقلك ويشحنهما بالنشاط والطاقة، ويبعد عنهما الخمول واليأس.

ولنتذكر قصة عمرو بن الجموح الصحابي الجليل كبير السن الأعرج، الذي أراد أن يغزو مع غيره من المسلمين، وقد رفض أبناؤه تجهيزه بسبب كبر سنّه وعرجته من باب الضغط عليه حتى يترك الجهاد ويبقى في البيت، فهل قال أنا لدي عُذرٌ ويجب أن أرتاح، أم أنا كبير في السن ولا أستطيع القتال، أم ذهب شبابي وذهبت معه قوتي، لأترك الصعاب ونِزال الأعداء للشباب؟ أبداً لم يقُل ذلك، بل أصرَّ على الخروج مقاتلاً في سبيل الله.

تذكر: دماغك بحاجة لأكسجين لأداء عمله على أحسن وجه، فإحدى الطرق الفعالة لضمان وصول الأكسجين والغذاء للدماغ والتقليل من الأخطار التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة على المدى البعيد مثل: مرض السكري وأمراض القلب والشرايين، هي التمارين الرياضية.

7- نشّط ذاكرتك بالقراءة والتعلم: فكلما تعلمنا وقرأنا أكثر خلال حياتنا وتابعنا ذلك فإنه ينعكس إيجابياً على قوة دماغنا وذاكرتنا، فإبقاء الدماغ نشيطاً ومشغولاً بأشياء مفيدة طوال الحياة، يعتبر درع وقاية ضد الإصابة بأمراض فقدان الذاكرة، ولو نظرنا حولنا نجد أن أكثر من يصابون بالخرف هم من يعانون الفراغ في حياتهم؛ لهذا ترى بعض الأشخاص يتدهور وضعهم الصحي بعد تقاعدهم، ويصابون بالكثير من الأمراض من بينها خرف الشيخوخة.

8- كلمة أخيرة لنحافظ على ذاكرتنا: تحدّ عقلك وذاكرتك دائماً وانظر لهما بإيجابية وبأنهما لديهما الكثير وستجد أنهما سينجحان بالتحدي، فكن على ثقة بأن مَن يؤمن بنفسه وقدراته فإن ذلك الإيمان سيترجم إلى أفعال تترك أثراً كبيراً يبقى بعد أن تمضي.

وذكّر نفسك دائماً أنك على قدر المسؤولية، وأنك ما دمت حياً ترزق على هذه الأرض فإنه لديك الكثير من الأشياء المهمة التي يجب أن تفعلها، لا تترك للفراغ مكاناً في حياتك، فما يقتلك فعلاً ببطء هو الفراغ، وليس مرض السكري أو القلب أو غيرها، تابع حياتك بهمة عالية ونشاط، وابحث عن أشياء مفيدة تفعلها، تفيد بها غيرك من الناس، لا تنتظر أن يبحث عنك الآخرون ليقولوا لك إننا نحتاج مساعدتك، بل انطلق أنت وابحث عمن يحتاج لما لديك من خبرات، فهناك كثيرون بحاجة لمن هم مثلك، وثِق أنك ستجدهم.

وكم يوجد في المجتمعات البشرية أمثلة حية على ما أقول، نماذج لكبار في السن، لديهم الكثير من المعرفة والخبرات التي استثمروها لمنفعة البشرية فأبدعوا في شيخوختهم، بعد أن قضوا شبابهم مشغولين في أنفسهم وعائلاتهم وعملهم وغير ذلك، فمرّ شبابهم دون أن ينتبهوا، وبعد مضي الوقت، وجدوا أنفسهم بعد أن تلاشت قوة الشباب يعانون الفراغ فانطلقوا يقدمون ما لديهم من معرفة وخبرة لمن يحتاجها، فكانوا مثالاً في الروعة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد