كما ذكرنا في الجزء الأول أن هدفنا هو استغلال أبسط الأشياء غير المكلفة حول الطفل لبناء مستكشف عالم مبدع، ينظر لما حوله نظرة مختلفة عن غيره من الأطفال في نفس عمره، فهذه التجارب تساعد الطفل على اكتشاف إمكاناته الكاملة، وتساعد في تنمية حواسه ومستويات الوعي والإدراك لديه، كما تضاعف قدرته على التركيز والانتباه، ويؤدي إشراك حواس الطفل إلى تنشيط الخلايا الدماغية، ما يعزز سهولة الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها.
وهنا سنستكمل ما قد بدأناه من استخدام الطبيعة، يمكننا أيضاً استخدام ما حولنا من:
الحيوانات والطيور
حولنا في الشارع القطط والكلاب فكثير منا لا يستطيع زيارة حديقة الحيوان دوماً، فنسأل المستكشف الصغير:
"هل تعلم يا صغيري ماذا يأكل الكلب؟ وما هو شكل بيته؟ هل هو حيوان أليف؟ وما هي حيوانات الغابة؟"
وهنا يمكن تعليم الطفل التفرقة بين حيوانات الحقل والحيوانات الأليفة والمفترسة وأيضاً شكل الحيوانات وأصواتها.
"هل تعلم كيف تطير الطيور؟ وبمَ تتميز؟ وما هو شكل فمها (منقارها)؟".
ويمكننا عمل مقارنة بين الحيوانات وبعضها وأي منها ينتمي لذوات الأربع وأي منها ينتمي للطيور.. وهنا نغوص في عالم الحيوان.
كما يمكننا من مشاهدة الخنافس والديدان وملاحظة النمل كبير الحجم في التربة، ومتابعة الفراشات والنحل وحتى الذباب والعناكب والناموس وأخذ نبذة عن حياتها وشكلها.
الشوارع
يمكن من خلالها معرفة الاتجاهات الأربعة (يمين – يسار – أمام – خلف)، سواء كنتم سيراً على الأقدام أو تركبون حافلة. نطلب من الطفل عد أعمدة الإنارة في هذا الشارع، أو عدد الأشجار على جانبي الطريق.
استخدام أسفلت الطريق أو الأرصفة للرسم والإبداع بواسطة أصابع طباشير ملونة، في أي مكان آمِن خالٍ من السيارات على أرصفة الحدائق والمتنزهات ونتركهم ليبدعوا، أيضاً يمكن رسم مربعات بالطبشور بها أرقام ويخطو الطفل عليها ويقفز بالترتيب ليعد معها بصوت عالٍ ليتعلم الأعداد، أو أن يجمع الحصى بعدد الرقم داخل المربع، أو نلعب معه لعبه (x – o ) وهي تزيد من تركيزه وسرعة تفكيره.
السيارات
يمكنك طرح أسئلة بسيطة على طفلك، حتى يمكنه التفكير في السيارة وكيفية عملها، بقولك:
هل تعلم يا صغيري كيف تسير السيارة؟
ما هي وسائل المواصلات الأخرى؟
إذا كنتم تركبون السيارة يمكنه النظر من وراء زجاج النافذة وتطلبي منه عدّ كم سيارة حمراء مثلاً مرت عليكم في الطريق حتى الوصول، أيضاً تعلم إشارة المرور وكل لون من ألوانها ومعناه وأهميتها لنا فهي تجعلنا في نظام وباتباعها لن يحدث تزاحم ولا حوادث الطرق، وبالطبع تعرف الطفل على شرطي المرور، وأنه من واجبنا احترامه وتقديره وما فائدته لنا.
المحلات
حولنا في الشارع نرى المخبز على سبيل المثال، فنسأل العبقري الصغير: هل تعلم يا صغيري ما اسم الرجل الذي يعمل في المخبز؟ وماذا يصنع لنا؟
نعم، إنه الخباز، يصنع الخبز.. أحسنت.
ونفس الأسئلة يمكن طرحها على الطفل عند اصطحابه عند الجزار ومحل الفاكهة والنجار والحداد وهكذا.. وبذلك يمكن للطفل التعرف على جميع المهن من خلال التعرف على اسم المكان؟ ومعرفة اسم صاحب المكان؟ وماذا يصنع؟ وهكذا لجميع المحلات والأماكن.
وإذا كان طفلك يتعلم القراءة، يمكنك لفت انتباهه لكي يقرأ ويتهجى أسماء المحلات ولافتات الشوارع، فهذا يجعل القراءة ليست بالواجب ولا بالإجبار ولا بضرورة الكتب فقط، بل حتى اللافتات التي توجد داخل المحلات مثل: "البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل"، وغيرها من اللافتات.
المراكز التجارية والأسواق
يمكننا معرفة أسماء وأشكال جميع الفواكه والخضراوات ومعرفه ألوانها. أيضاً منتجات الألبان وأنواعها وكيف تتم صناعتها ومن أين نحصل على الألبان؟ ويمكن أيضاً قراءة أسماء المنتجات وأن يتهجى الطفل الكلمات على اللافتات حوله، ولو كان أصغر سناً يمكن سؤاله عن الأسعار كأرقام. ما هو هذا الرقم أيضا عند دفع الحساب يمكننا تعريف الطفل (الجمع والطرح) بجمع المشتريات وكم علينا دفعه وكم سيتبقى.
الحدائق والمتنزهات
مشاهدة أنواع مختلفة لأوراق النباتات وتعريف الطفل أنواع وأشكال أوراق الأشجار، كما يمكن تجميع الحصى أو الزلط وعدّه لاسترجاع الأرقام أو عمل لوحة فنية به، بترتيبه بشكل فني، وأيضاً لعبه التصويب على الهدف باستخدام الحصى أو أي فوارغ وتصويبهم داخل سلة القمامة كلعبة تزيد التركيز والانتباه، الرسم أو الكتابة على الرمال باستخدام عصيّ وهو يفسر هذه الرسمه أو يقرأ الكلمة أو الحرف.
أماكن الألعاب
يمكننا الاستفادة من الأرجوحة بدلاً من مجرد أرجحة الطفل فقط، يمكن أن نحدثه عن نظرية البندول البسيط، وكيف تظل الطاقة كامنة داخل الأرجوحة، وهذا يتسبب في حركتها ذهاباً وإياباً، رغم عدم دفعها حتى تصل لنقطة الثبات.
يمكننا أيضاً الاستفادة من الزحلوقة بشرح مفهوم الجاذبية الأرضية وفائدتها، وكيف تجبره للنزول لأسفل من على هذا السطح المائل دائماً عند وجوده في أعلاه.
والاستفادة من لعبة الأرجوحة المتزنة (seesaw) للتعرف على الميزان وتساوي الأوزان أو غلب وزن عن آخر عندما يجلس هو في ناحية وطفل رضيع أمامه الناحية الأخرى تختلف تماماً عندما يجلس طفل في نفس حجمه ووزنه.
تنمية الحواس الخمس
تنمية حاسة اللمس عن طريق الشعور بملمس جذع شجرة وإدراك الفرق بينه وبين لوح زجاجي ناعم.
تنمية حاسة السمع بسماع أصوات آلات التنبيه ومعرفة فائدتها بالالتفات لمصدر الصوت عند سماعه فجأة.
تنمية حاسة الشم عن طريق شم رائحة الزهور أو التعرف على رائحة السمك لو كنا في الأسواق.
لَفْت انتباه الطفل بأننا ندرك الأشياء بمجرد النظر إليها ونعرفها من شكلها (حاسة الإبصار).
لو كنا في مطعم يمكن إدراك الطفل أننا لا نعلم التفرقة بين ملح الطعام الذي يوضع على المائدة والسكر إلا عند تذوقه فقط لنتأكد هل هو ملح أم سكر (حاسة التذوق).
أصواتنا
إذا كنت في الخارج مع طفلك ولم تتمكن من كل ما سبق.
يمكن فقط استخدام أصواتنا وحديثنا مع الطفل بالغناء معاً بعض الأغاني الهادفة ذات المعاني والكلمات المفيدة.
ويمكن تعليم الطفل بعض الكلمات باللغة الإنكليزية مثلا بأن نشير إليها وهو يذكرها بالإنكليزية، أو نذكر الكلمة بالإنكليزية وهو يذكر معناها باللغة العربية، أو نلعب معه لعبة الكلمة ومضادها، أو الكلمة وجمعها باللغة العربية حتى نعمل على إثراء اللغة لديه، أو أن نستمع له وهو يتلو بعضاً من القرآن ويراجع على حفظه.
انتظروني في التدوينات القادمة من سلسلة (ابني مستكشف) في المنزل والمدرسة والنادي والمصيف وكل مكان يذهب له طفلك.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.