العطلة الفصلية حدث ينتظره الطلاب بشغف وشوق بعد نهاية فصل دراسي نالهم فيه من المشقة والتعب بقدر ما نهلوا بالمقابل معارف ومهارات حياتية، وخاضوا حياة دراسية مليئة بالتجربة والتفاعل والانفعال.
والعطلة الفصلية فرصة للراحة واسترداد الطاقة، والحصول على نشاطات جديدة وتطوير الذات بأحد المجالات المعرفية والمهارية والوجدانية.
والعطلة ليست وقت فراغ، بلا هدف، بل أهم حدث يخطط له الوالدان تجاه أبنائهما.
الفراغ نعمة إن استثمرناه جيداً، دعونا نفكر لهم بأنشطة عفوية لا يشعرون أنهم مجبرون عليها، أنشطة نوعية، ومن مسار الحياة اليومية.
لمَ لا نجرب أن نعلم أطفالنا التغذية الصحية، ندعوهم ليساعدونا بإعداد الطعام بالمطبخ، ونستغل كل يوم بتعريفهم بأنواع الطعام والسعرات الحرارية، ونطلب منهم أن يبحثوا في الإنترنت عن السعرات في مكونات الطبخة، منها نعلمهم كيف يطلبون المعرفة من خلال الإنترنت، وأن للحاسوب فائدة معرفية غير التسلية والألعاب، ونشرح لهم عن المجموعات الغذائية ودور كل منها، وإسهامها في بناء الجسم وتزويده بالطاقة.
ولا بأس أن نقول لأطفالنا فائدة التنوع الغذائي، إنه يساهم في بناء جسد سليم ومتوازن ونربط بينه وبين التنوع بين طباع الناس واختلافهم، وإن هذا التنوع يخلق التوازن، ويبني مجتمعاً غنياً بثقافته، وأيضاً استغلال المطبخ في الرياضيات بجعلهم يعدون قطع الخضار والفاكهة والحجم والكسور، من خلال تقسيم الخبز والكعك إلى ربع أو نصف أو ثلث.
والآن لنخرج من المطبخ وندخل في عالم القراءة ونصطحب أطفالنا إلى المكتبات العامة وعمل اشتراك لهم أو شراء عدد من القصص، ولا باس أن نقسم القصة إلى صفحات كل يوم ندفع الطفل لقراءة صفحة، فنخلق له عادة القراءة بيسر وسهولة، وأن يلخص ما قرأ، ويحكي لنا القصة بطريقته.
وكلنا يعلم حماس الأطفال للإمساك بالهواتف الذكية، فهذا جزء من ثقافة عصرهم، مثلما كنا نستمتع بالأتاري، وجهوا أطفالكم لمشاهدة فيديوهات في تطوير الذات، أو قصص الأنبياء والأبطال، والقصص العالمية، فهذه تعد قراءة سمعية ومرئية ومميزة؛ لأن الطفل يتفاعل مع حركة الشخصيات وحوارها ومشاعرها، فيبني إحساس الطفل ويجعله يتقمص شعور كل شخصية، وبذلك نبني فيه الذكاء العاطفي وعلاجاً لبعض الأطفال الذين يتهربون من الإمساك بالكتاب، فالمعرفة وسائلها متعددة، سواء كانت من الكتاب أو القصص المجسدة بالرسوم المتحركة أيضاً.
ليكن لكم رحلة على الأرجل للمكان الذي تعيشون به، وتعرفوا على تفاصيله، ولا تغفلوا عن أمر مهم، زيارة الأماكن الأثرية أو المناطق السياحية، وقبل زيارتها اطلبوا من أبنائكم أن يبحثوا عن معلومات مرتبطة بها، اطلبوا منهم أن يرجعوا لكلمات اللغة الإنكليزية أو اللغة الإضافية، حاولوا أن تعلموهم حرفاً يدوية كالرسم، أو شاركوهم الألعاب كرسم متاهة لهم، أو لعب الشطرنج.
دعوا أبناءكم يعملون أشياء كثيرة بأيديهم، أشركوهم بناد رياضي؛ ليتعلموا رياضة.
عليكم أن تعددوا لهم خيارات من هوايات عديدة حتى يجد الطفل موهبته في رياضة معينة يحترفها ويتقن مهاراتها.
علموهم ترتيب غرفهم وخزاناتهم، نعم هي أنشطة بسيطة، لكنها في المستقبل مهمة للغاية، لربما يسافرون للتعلم ويشاركون آخرين حياتهم، فتكونون بذلك أعددتموهم ليظهروا بمظهر متعاون ومميز، ويحترمهم الآخرون، وتجعلونهم أكثر اعتماداً على أنفسهم.
في حياة أطفالنا جوانب عديدة، مثل المعرفي الذي يقضي فيه طلبتنا وقتاً طويلاً، والممثل بالمدرسة، وهناك الجانب المهاري الذي تخدمه العطل، كما تخدم الجانب الوجداني الذي يمثله قضاء وقت نوعي وتحفيز وغرس القيم والمشاعر النبيلة في نفوس أبنائنا، أبقوا أطفالكم في حالة تعلم طوال فترة العطلة، لكن دون أن يعرفوا؛ حتى لا ينفروا مما يقومون به، لا تتوقفوا عن تعليمهم، لكن بالمرح والعفوية والتلقائية.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.