تَلَبَّسه مَسّ من الفيس

ولكن حينما أقرأ لهؤلاء الذين ينشرون هذه المشاعر السلبية أو يكيدون لبعض الناس، أو المجتمعات، أتذكر تلك الجملة التي كانت مجتمعاتنا تفسر بها نوبات الغضب والحقد غير المبرر للبعض بجملة (تلبَّسَه مسّ من الشيطان) فهل هؤلاء تلبَّسهم (مس من الفيس)، أم أن براح (الولي مارك) يمثل جلسة (تداعٍ حر) تخرج كوابت النفس البشرية التي نخفيها عن محيطنا الواقعي، أو التي لا نملك شجاعة في التعبير عنها في الواقع.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/24 الساعة 03:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/24 الساعة 03:33 بتوقيت غرينتش

حينما يتحول شخص مسالم في مجتمعاتنا في دول العالم الثالث لإنسان عدائي يضرب ويهاجم من حوله دونما سبب مقنع عادةً ما يفسر الناس ذلك التصرف بقولهم إنه مصاب بمس شيطاني.

ومنذ افتتاحي لحسابي في هذا الفضاء الأزرق والذي عادةً ما أسميه فضاء (الولي مارك) لاحظت أن بعضاً ممن أزعم أني أعرفهم عن قرب يتحول لشخص عدائي لديه كم كبير من الكراهية والعدائية لشخصيات، وأحياناً لأديان، ومذاهب، وأعراق، ربما لم يلتقِ بهم أبداً في حياته الواقعية.

حتى إنني في بعض الأحيان أشك أنه ليس هو بل شخص آخر ينتحل اسمه، ولكن سرعان ما أكتشف أنها حقيقة.

وهنا تبرز تساؤلات عدة، هل يرجع لعدم معرفتي الجيدة به، أم أنه كان يخفي عني بعضاً من جوانب شخصيته وتركيبته النفسية، أم أن براح (الولي مارك) قادر على إظهار ما يخفيه الناس عن محيطهم الواقعي؟

أم أن هؤلاء لم يكونوا قادرين على إبراز هذه العدائية (المكبوتة)، وكما أن بعضاً ممن تعرفت عليهم في هذا الفضاء الأزرق، وظهروا من خلال كتاباتهم كشخصيات عدائية تجاه البعض، حينما ألتقي بهم في الواقع أكتشف أنهم وديعون جداً ومسالمون ولا يحملون هذا الكم من الحقد والكراهية الذي ينفثونه في هذا الفضاء الأزرق.

تساؤلات عدة ربما تحتاج لدراسة علمية معمقة حتى نقف على حقيقة هذا الجانب المخفي من نفسيات ومشاعر البشر.

ولكن حينما أقرأ لهؤلاء الذين ينشرون هذه المشاعر السلبية أو يكيدون لبعض الناس، أو المجتمعات، أتذكر تلك الجملة التي كانت مجتمعاتنا تفسر بها نوبات الغضب والحقد غير المبرر للبعض بجملة (تلبَّسَه مسّ من الشيطان) فهل هؤلاء تلبَّسهم (مس من الفيس)، أم أن براح (الولي مارك) يمثل جلسة (تداعٍ حر) تخرج كوابت النفس البشرية التي نخفيها عن محيطنا الواقعي، أو التي لا نملك شجاعة في التعبير عنها في الواقع.

وهل البشر مسالمون حينما لا يجدون فرصة لإظهار عدائيتهم فقط، أم أن هذا الفضاء هو من يستفزهم ويخرج أسوأ ما فيهم؟

كم من شخصيات استفزت جماعات بشرية وحولتهم لجنود يفتكون بغيرهم دونما وعي! وكم من حركات كان منبعها والمحرك الأساسي لها كتابات البعض في هذا الفضاء! بل وكم من حروب كانت شرارتها (صفحة في هذا الفضاء) لتتحول لنار حقيقية وليست افتراضية لتحرق الأخضر قبل اليابس!
والغريب في الأمر أن هؤلاء سرعان ما يتنكرون لكتاباتهم ومشاعرهم السلبية ونراهم يتصرفون عكسها تماماً في الواقع، ولكن بعدما تكون قد فعلت في نفوس غيرهم الأفاعيل.

فهل فضاء مارك بريءٌ أم مدان؟
وهل فضاء مارك مس يتلبَّس أرواح البعض فيحولهم من أناس مسالمين إلى شياطين تفتك بالنسيج الاجتماعي؟

غير أنني وبغض النظر عن هذه التساؤلات أجد نفسي أجيب حينما أسأل عن (شخص) يكتب بعدائية على عكس ما هو عليه في الواقع، أجد نفسي ألجأ لجملة مريحة ولو مؤقتاً لقد تلبّسه مسٌ من الفيس.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد