موجة كبيرة من الجدل أثارها النجم أحمد فهمي بعد ظهوره في برنامج تلفزيوني مع زوجته، تحدث فيه عن منعها من الغناء عند الزواج بسبب غيرته الشديدة ورفضه أن يكون لها معجبون.
وتصاعدت ردود الفعل بين الجمهور ما بين مؤيدين يرون أن من حقه الغيرة على زوجته كرجل شرقي واشتراطه شروطاً معينة عند الزواج أو حتى بعده لتعود لمزاولة عملها الفني، وبين معارضين يرون أنها أنانية من الرجل أن يقصر الحق في النجاح والشهرة على نفسه فقط ويحرم زوجته من حقها في ممارسة العمل الذي تحبه.
في الحقيقة أصبحت كلمة "رجل شرقي" مبرراً للكثير من الرجال في المجتمعات العربية للقيام بأفعال لا تمتّ للمنطق بِصِلة، فهم يبررون رغبتهم في السيطرة على المرأة وامتهان كرامتها وحقوقها في العمل والحياة بحجة أنهم شرقيون يغارون عليها من المتطفلين ويخافون من الأعباء التي ستتحملها.
تلك النظرة الأنانية التي بررت للرجل أن من حقه وحده النجاح في الحياة والارتقاء في العمل، تحولت أيضاً إلى خوف متصاعد من ظهور زوجته كمنافس له في هذا النجاح.
صحيح أن بعض الرجال يصر على البحث عن زوجة طموحة، متعلمة، مثقفة، ناجحة في عملها، ثم ما أن يحصل عليها حتى ينقلب إلى النقيض، فيغار من نجاحها ويطالبها بالتخلي عن عملها، أو يجبرها على الاستمرار بشروط مرهقة.
يعيش الرجل الشرقي في داخله معركة بين الصورة الحديثة للمرأة التي يرغب فيها، وبين صورة والدته وأخواته التي تربّى عليها والتي تعني مزيداً من الخضوع والاستسلام بلا نقاش أو جدال.
تقول خولة حمدي في "غربة الياسمين": "هو لا يريدها كما هي، بل يتمنى أن تطرأ على شخصيتها تغييرات توافق هواه!".
الرجل الشرقي فعلاً يريد "زوجة تفصيل"، فهو عاجز عن مواجهة حقيقة ضعفه أمام المرأة القوية المثقفة الناجحة، هو يريدها مكملاً للديكور، صورة جميلة يتباهى بها أمام معارفه وأصدقائه وليس لها الحق في أكثر من ذلك. حتى إذا أرادت أن تقاوم وتصر على تحقيق ذاتها، اتهمت بأنها غير جديرة بأن تكون زوجة وأُماً، وحينها تُجبر على الاختيار بين حياتها الزوجية والعملية.
وعلى هذا، ترفض الكثير من الفتيات الطموحات في عالمنا العربي الزواج لأنهن يصادفن كثيراً هذه النوعية من الرجال، المرأة الحرة المستقلة الناجحة لا ترغب في التخلي عن أي من النجاحات التي حصلت عليها في حياتها، هي ترغب فيمن تكمل معه مسيرة النجاح، وليس مَن يعود بها إلى نقطة الصفر.
ليس عليكِ التخلي عن طموحك أو التنازل عن تحقيق ذاتك سواء في الدراسة أو العمل من أجل رجل لن تكوني بالنسبة له سوى أيقونة لاستكمال المظهر الاجتماعي.
والحب ليس مبرراً أو دافعاً للتنازل عن النجاح؛ لأن الرجل العاشق فعلاً سيكون سندك في الحياة، هو مَن سيظل بجانبك ويدفعك للنجاح، هو مَن لديه من الثقة في النفس ما يجعله يعتبر نجاحك في الحياة إضافة لحياتكما معاً وليس نقصاً يهدد علاقتكما.
لا تقبلي بحب مشروط؛ لأنك ستدركين بعد سنوات أن خسارتك كانت أكبر إذا تخلَّيت عن رسم معنى لحياتك كما ترغبين وليس كما يرغب شخص آخر، حتى ولو كان زوجك.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.