أعظم ما يمكن أن يستمتع به في حياته وهو يتنقل في ممرات الحياة ما بين طفولةٍ ومراهقة وشيخوخة هو الصداقة وتكوين العلاقات في الحياة، فالحياة موحشة حين يقضيها الإنسان بمفرده منعزلاً عن الآخرين لا يقاسمهم الحب والمودة وتبادل مشاعر الأفراح والأتراح.
هذا الإنسان سيشقى في حياته قبل مماته، لكن الأهم من كل ذلك وقبل أن تقيم أي علاقة مع أي إنسان لا بُدّ أن تسأل نفسك هذا السؤال: ما الصفة التي أبحث عنها في الإنسان الذي سيصحبني؟ ترى ما الميزة التي ممكن أن تراها فيه؟ هذا السؤال وجه لمجموعةٍ من طلاب إحدى المدارس العراقية في الخارج، وهم من بيئات مختلفة ومحافظات مختلفة في العادات والتقاليد والسلوكيات، كلّ كان له وجهة نظر مختلفة تماماً عن الآخر، وبدروي أضعها بين يديك؛ لترى هل تتعامل به في حالة اختيار الأصدقاء؟
1. الصدق، وأن تكون الصداقة في الله يجتمعون لمحبته ويفترقون لأجل ذلك.
2. المودة والرحمة، ولا يوجد في سجله أو قاموسه شيء اسمه الكذب والتدليس، قريبٌ من صديقه في حالتي السراء والضراء.
3. التقارب في الشخصية من ناحية الاهتمامات والمهارات والسلوكيات والمعتقدات والأفكار.
4. الأخلاق والآداب: أن يكون على مستوى عالٍ من الذوق ورقي الأخلاق.
5. التوافق في التفكير والأفكار تجمعهما الفكرة وكلما زاد مستوى التوافق عمقت الصداقة بينهما.
6. اهتمامات غير عادية، إنسان منتج، يهتم بمعالي الأمور ويدع فسافسها، يحرص على اغتنام أوقاته بأعمال الخير.
7. الشخصية القوية غير المهزوزة التي تحاور وتناقش وتبحث في الأفكار العميقة والمؤثرة يتأثر بالقناعات أكثر من العاطفة.
8. التفاهم والتعاون والتقبل، خصوصاً إذا كانوا من بيئات مختلفة ومتنوعة أو مختلفة في العادات والتقاليد والسلوكيات.
9. الصدق والأمانة تعتبران من أهم الصفات في الصديق، وإلا لن تستطيع أن تستمر الصداقة بينكما لمدة طويلة إذا ثبت العكس.
10. الصاحب الذي يحبُّ الحياة، الذي إن حدثته عن اليأس حدثك عن الأمل، الذي يأخذ بيدك ونفسك وروحك إلى شاطئ مليء بالأمل والتفاؤل.
11. الانسجام والثقة المتبادلة، مَن إذا حدثْته صدقك دون أن يخالج نفسه ادنى شك.
12. الأهداف المختلفة أن يكون لكلٍ منكما رؤية مختلفة في الحياة، وهنا سر الامتاع والإبداع في الصداقة، أهداف مختلفة لكن روح واحدة، أحدهما يحفّزُ الآخر أن يُمضي قُدماً لتحقيق أهدافه في الحياة، وربما تكون إضافة نوعية لكل منهما، فأحدهما يتعلم من مهارات الآخر، وهنا يحدث ما يسمى بالتكامل، أحدهما يكمّل الآخر.
13. العقلية الكبيرة الواسعة المتفتحة الذي لا تتحرج من طرح أي فكرة معه، فالحوار مفتوح، والنقاش مقبول في كل فكرة، الصديق الذي يزلزل أفكارك ومعتقداتك؛ لتعيد ترتيبها في عقلك وتحول بعضها من العاطفة إلى القناعة، أو تراجع البعض الآخر الذي ربما قد يكون خرافة في ذهنك تلقيتها من مجتمعك من عادات وتقاليد وغيرها من الخرافات المجتمعية والعلمية والدينية.
14. صاحِبْ مَن إذا زللت عذرك، ولا تصاحب الذي يتصيد الأخطاء، الذي يتحسس من كل كلمة أو نظرة، فإن صداقة كهذه إضافة سلبية لحياتك وشخصيتك، وربما يحدث أزمة نفسية في حياتك.
مهما تكلمنا عن الصداقة، لن ننتهي من الحديث عنها، الصداقة هي بحر عميق يرتقي بشخصيتك ويضيف لبحر أفكارك أشياء جميلة، ستبتسم في يوم من الأيام بمفردك وأنت تقف وحيداً، فإذا سألك أحدُهم: ما يبكيك؟ ستجيبه عن صديقك الذي مزح معك قبل أعوام، هؤلاء الشخصيات القريبة من القلب لا تقطع معهم، تذكرهم دائماً، أعطهم جزءاً من وقتك فكما للأقارب صلة رحم، فإن للأصدقاء صلة رحم خاصة بهم .
وختاماً.. [احتفظْ بصديقٍ تفتحْ لهُ قلبك وتكشف لهُ خباياك وجروحك صديق تغضب معه.. وتثور معه.. وتكرهُ معه].
[أيتها الصداقة: لولاك لكان المرء وحيداً، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا في
نفوس الآخرين].
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.