يقوم الأطفال في بعض الأحيان بمضايقة بعضهم البعض، ويتخذونها طريقة للعب والمزاح، هي فعلاً كذلك إذا كانت بطريقة ودية يتبادل فيها الأطفال المزاح والضحك، ولكن عندما يصبح الهدف إغاظة متعمدة ومؤذية، فإن ذلك يصل إلى مرحلة التنمر أو البلطجة، ويحتاج الأمر إلى التدخل.
البلطجة هي إيذاء متعمد، سواء بطرق جسدية أو لفظية أو نفسية، ويمكن أن تصل إلى الضرب، والإهانة، والتهديدات، والسخرية وابتزاز المال والممتلكات.
بعض الأطفال يفرضون سيطرتهم على الآخرين عن طريق نشر شائعات عنهم، البعض الآخر يستخدم وسائل التواصل الاجتماعية أو الرسائل الإلكترونية لتخويف الآخرين أو إيذاء مشاعرهم.
من المهم أن نأخذ التنمر أو البلطجة على محمل الجد؛ لأن له آثاراً خطيرة ويؤثر على شعور الأطفال وسلامتهم النفسية، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الانتحار.
لماذا يقوم بعض الأطفال بالبلطجة؟
هناك عوامل مختلفة لذلك، ففي بعض الأحيان يتخذ الطفل المتنمر سلوك البلطجة على طفل آخر لأنه بحاجة إلى ضحية – شخص يبدو أضعف عاطفياً أو جسدياً، حتى يشعر بالأهمية، والشعبية، أو السيطرة.
قد يعتقد بعض الأطفال أن سلوكهم أمر طبيعي؛ لأنهم يأتون من عائلات دائمة الصراخ والعنف والسخرية، كما أن بعض البرامج التلفزيونية المشهورة تعزز من السخرية كوسيلة للضحك.
كيف أعرف أن طفلي يتعرض للبلطجة؟
ما لم يخبرك طفلك عن تعرضه للبلطجة قد يكون من الصعب اكتشاف الأمر، ولكن هناك بعض علامات التحذير قد يلاحظها الآباء منها أن الطفل يتصرف بشكل مختلف، أو يبدو عليه القلق والحزن، أو لا يأكل جيداً، ولا ينام جيداً، أو قد يتوقف فجأة عن عادة يستمتع بالقيام بها.
إذا كنت تشك في حدوث ذلك لطفلك ففاتحه في الأمر بطريقة غير مباشرة، على سبيل المثال إذا رأيتم موقف بلطجة مباشراً بادر بسؤال الطفل عن رأيه في هذا الموقف، وما هو التصرف الصحيح إذا تعرض لمثل ذلك الأمر؟ يمكن كذلك أن تخبره عن تجربة شخصية لك مع التنمر وكيف واجهتها.
قد يؤدي ذلك إلى أسئلة مثل: "هل سبق لك أن رأيت هذا يحدث؟"، أو "هل سبق لك أن واجهت هذا؟".
علِّم طفلك أنه من المهم في حالة تعرضه للتسلط أو المضايقات التحدث إلى شخص ما حول هذا الموضوع، سواء كنت أنت أو شخصاً بالغاً آخر مثل معلم أو مدرسة أو صديق عائلي، أو أخ.
كيف أساعد طفلي إذا تعرض للبلطجة؟
إذا أخبرك طفلك عن تعرضه للبلطجة يجب أن تستمع إليه بكل هدوء مع تقديم الدعم، فكثيراً ما يتردد الأطفال في إخبار البالغين عن تعرضهم البلطجة لشعورهم بالحرج والخجل من ذلك، أو القلق والخوف من رد فعل آبائهم.
يجب تذكير الطفل بأنه ليس وحده، والتأكيد على أن هذا خطأ الشخص المتنمر وليس طفلك، طمئن طفلك أنك سوف تقوم بكل ما يلزم لحمايته، قم بإبلاغ المدرسة بما حدث وتأكد من اتخاذ المدرسة الخطوات اللازمة لمنع حدوث المزيد من المشاكل.
معظم المدارس لديها سياسات لمواجهة البلطجة وبرامج مكافحة التنمر، وأيضاً هناك العديد من الدول لديها قوانين وسياسات التعامل مع البلطجة، تعرف على القوانين في مجتمعك، في بعض الحالات قد يتطلب الأمر الاتصال بالسلطات القانونية إذا وصل التنمر الي حد الخوف على سلامة الطفل.
نصيحة للأطفال
يمكن للوالدين مساعدة الأطفال على تعلم كيفية التعامل مع البلطجة إذا تعرضوا لها، ومن المهم أن ننصح الأطفال بعدم الرد على البلطجة بالبلطجة أو بالعنف، من الأفضل أن تخبر شخصاً بالغاً.
وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يجب مناقشتها مع الأطفال والتي تساعد في تحسين الوضع:
– تجنب الطفل البلطجي بقدر الإمكان، وتأكد من أن يكون معك شخص آخر حتى لا يستفرد بك البلطجي.
– تجنب الانفعال، من الطبيعي أن يزعجك الشخص البلطجي، وهذا ما يسعى إليه في الأساس، لكنه إذا لم يجد أي رد فعل غاضب، فلن يتمادى في إزعاجك، تعلم مهارات واستراتيجيات "التهدئة" مثل العد إلى 10، خذ نفساً عميقاً، أو امشِ بعيداً.
– تصرف بشجاعة وحزم واضح، تظاهر باللامبالاة وكأن الأمر لا يعنيك، في النهاية سوف يمل البلطجي من محاولات إزعاجك.
– أخبر شخصاً بالغاً خصوصاً في المكان الذي يتواجد به الطفل البلطجي، سواء كان ذلك في المدرسة أو في النادي.
– تحدث إلى شخص تثق به، سواء كان والدك، أو والدتك، أو معلماً، أو أخاً، أو صديقاً، قد يقدمون بعض الاقتراحات المفيدة، وحتى لو لم يتمكنوا من إصلاح الوضع، فقد يساعدك ذلك على عدم الشعور بالوحدة.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.