حينما ينتقل الأطفال من سن الطفولة إلى سن المدرسة نبدأ في القلق خوفاً من عدم قدرتهم علي التأقلم مع هذا العالم الجديد. فحتى سن 6 سنوات، والأطفال يستمدون ثقتهم في أنفسهم من آبائهم.
وعندما يبدأ الطفل المرحلة الابتدائية تنشأ علاقة ثقة جديدة بينه وبين المعلم، ثم تمتد لتشمل المزيد من الأشخاص، ثم يبدأ الطفل بمواجهة المجتمع الأكبر بقدر من الثقة التي استمدها من البيت والمدرسة؛ ليبدأ التفاعل أكثر مع المجتمع مما سيكون له أثر كبير في تقديره لذاته.
مفهوم التعزيز الإيجابي
في عام 1900 تم عمل بحث على فكرة "التعزيز الإيجابي" تحت إشراف المدرسة السلوكية لعلم النفس.
وأظهرت نتيجة البحث الذي أُجري على الحيوانات أنه عندما تمت مكافأة السلوك المرغوب فيه، وتجاهل السلوك غير المرغوب فيه، فإن الحيوانات قامت باختيار أداء السلوك المرغوب فيه وتوقفت عن السلوك غير المرغوب به.
وقد انتقل هذا المفهوم إلى نظريات تربية الأطفال، ونصح الآباء والأمهات بالثناء على الأطفال عند قيامهم بسلوك جيد أو الانتهاء من أداء مهام معينة بنجاح.
وفي عام 1980، بدأ مفهوم جديد في الظهور حول عيوب هذه الفكرة، بدأ بتحذير الآباء من استخدام "مبدأ الثناء التقييمي"؛ لأنه يصنف سلوك الأطفال على أنه "جيد" أو "سيئ"، أو يتم منحهم مسميات مثل "ذكي" أو "موهوب"، وذلك من شأنه وضع عبء كبير على الأطفال في محاولاتهم للحفاظ على الأداء الجيد فقط لإرضاء والديهم بغض النظر عن اقتناعهم بما يقومون به.
الثناء التقييمي يمكن أيضاً أن يدمر حب الأطفال الطبيعي للقيام بالأشياء من أجل القيام بها، والفرح من النجاح، وهو أمر مهم في احترام الطفل لذاته.
التشجيع دون "الثناء التقييمي"
عندما يشعر الأطفال بالرضا حيال شيء حققوه، يبادرون بمشاركة الفرح والإثارة معنا.
قد يكون سبب سعادتهم فوز فريقهم المفضل في مباراة، على سبيل المثال، إذا كان الطفل يأتي إلى البيت متحمساً لرسم لوحة، فمن المهم عدم استخدام الثناء التقييمي، مثل "جيدة"، أو "جميلة" أو تسمية الطفل بأنه "ذكي" أو "مبدع"، وبدلاً من ذلك يمكننا أن نكتفي بالنظر مع الإشارة إلى بعض المميزات أو طرح أسئلة ذكية، مثل: "ما هو لونك المفضل في هذه اللوحة؟"، سيكون الطفل سعيداً بأننا قدّرنا مجهوده، وتتمتع بالنظر إلى اللوحة. سيشعر الطفل حينها بأننا رأينا عالمه من خلال عينيه.
الأطفال الذين يظلون تحت التقييم المستمر يشعرون بالضغط للحفاظ على أدائهم فقط من أجل الحصول على الثناء والاهتمام.
فما بدأ كمُتعة يمكن أن يصبح مهمة فقط يتم تنفيذها لإرضاء الآباء والأمهات، وإذا لم تتماشَ ميول الطفل مع ما يريده الآباء فإن ذلك يخلق صراعاً داخلياً عند الطفل، مما يؤدي إلى الإحباط وقلة تقدير الذات.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.