افرح بالتغيير

نحن نتغير مع مرور الوقت ومع تغير التجارب، نتغير مع مرور الأشخاص بحياتنا، نتغير عند اختبار مشاعر مختلفة، نتغير مع الفرح والغضب والحزن والحب والفراق، نتغير مع كل خفقة قلب، نتغير مع رياح انفعالاتنا المختلفة، نتغير مع كل تجربة جديدة نعيشها إيجابية كانت أو سلبية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/31 الساعة 03:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/31 الساعة 03:45 بتوقيت غرينتش

نحن نتغير مع مرور الوقت ومع تغير التجارب، نتغير مع مرور الأشخاص بحياتنا، نتغير عند اختبار مشاعر مختلفة، نتغير مع الفرح والغضب والحزن والحب والفراق، نتغير مع كل خفقة قلب، نتغير مع رياح انفعالاتنا المختلفة، نتغير مع كل تجربة جديدة نعيشها إيجابية كانت أو سلبية.

نتغير مع كل معلومة جديدة نكتسبها أو بلد جديد نزوره، نتغير مع كل يوم جديد نعيشه.. نعم لهذه الدرجة!

إننا نتغير بمجرد المعرفة، مزيد من المعرفة يعني حتماً مزيداً من التغيير في نظرتنا للأشياء وفي تعاطينا مع الأمور، المزيد من الأفكار يعني المزيد من التغيير.

الإنسان لا يبقى كما هو أبداً، وهو لا يستطيع مقاومة هذا إلا قليلاً، وليس هذا بالشيء السيئ؛ فالتغير سُنة كل شيء. لا تقل: "لن أتغير"، ستتغير بلحظة ما وبشكل ما؛ لأنك ستعيش هذه الحياة. فنحن نظن اعتباطاً أننا سنبقى كما نحن، يمر الوقت لنرى أنفسنا تحولنا، بشكل أو بآخر، إلى أشخاص مختلفين في التصرفات وردود الفعل.

أنت الآن شخص وبعد عام شخص آخر. الكثير الكثير قد يحدث ويغيّرك بلحظة، في يوم، بشهر، في سنة. وهذا الشيء يجب ألا يخيفك أو يربكك؛ بل يجب أن تتعامل معه وتعرف كيف تستفيد منه.

نعم، تستفيد منه، تُوجِّه عقلك للنظر إلى كل شيء على أنه إضافة لشخصيتك وعقلك وروحك. تستفيد من الأحزان بتحويلها إلى خبرة، تستفيد من الفرح لينعش قلبك فتتقدم وأنت أكثر حياة. تستفيد من حديث الأشخاص على أنه حكاية ستوصلك لحكمة ما، وتستفيد من وجود المحبين والحاقدين، فالمحب سيلوِّن عالمك والحاقد سيدفعك لتصبح أفضل وأقوى.

ورغم كل شيء، فإن لعبة الحياة لعبة مُسلية جداً إذا نظرنا إليها على أنها أحداث تدور في فيلم ما حول بطل واحد هو أنت، وكل شيء يحدث حوله هو لصالحه حتى لو كانت الأحداث تبدو غير ذلك، أشياء تظن أنك خسرتها للأبد تعود إليك فجأة وبكل طواعية، وأشياء كنت لا تطيقها تتغير فتريدها بكل رغبة، وفرص كنت تتمناها تزورك فلم تعد تأبه بصولتها.

أشخاص تلتقيهم وأشخاص تودعهم، كلمة تسمعها هنا وحكمة تلمس قلبك هناك، أحداث تكون فيها البطل وأخرى تكون فيها المُشاهد، رسائل أرسلتها ورسائل لم ترسلها بعد.

عجيبة هي الدنيا! والأعجب منها صدفها وتغيراتها! المهم في كل ما يحدث حولك كيف استفادت روحك منه؟

الحقيقة هي لو بقيت كما أنت فهناك مشكلة ما، فالوضع الطبيعي هو التغير. لو توقف التغير فعليك أن تخاف، ألم تلاحظ أن راصدَ دقاتِ القلب لا بد أن يكون غير مستوٍ؛ ليدل على أن الإنسان على قيد الحياة.

التغيير يعني بدايات جديدة، النهايات تعني بدايات جديدة. لذلك، يجب ألا تتعصب لتجربة ما أو مكان ما أو لشخص ما أو لشيء ما، احذر أن تنتمي إلى شيء عابر في حياتك وتظن أنه دائم، فقد يتغير كل هذا فجأة.

كن متزناً مَرِناً، احتفظ بروحك متوهجة وبسلامك وشغفك وكفي؛ فأنت بؤرة كل التغيرات التي تحدث حولك، لذا كن واعياً مستفيداً.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد