الأرقام تقول ميسي.. فرانس فوتبول تقول: كريستيانو!

قد يتهمني البعض بأنني غير محايد، أو غير موضوعي، أو أنني مشجع متحيز لبرشلونة، لكن قبل إطلاق هذا الحكم المسبق عنّي، دعونا نجيب عن هذا السؤال: هل استحق كريستيانو رونالدو جائزة الكرة الذهبية؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/19 الساعة 01:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/19 الساعة 01:31 بتوقيت غرينتش

عندما سُئل المدرب الألماني الشهير يورغن كلوب، في إحدى الندوات الصحفية، عن جائزة فرانس فوتبول: من ترشح للفوز بالكرة الذهبية؟ أجاب الصحفي بالسؤال التالي: مَن هم اللاعبون المرشحون للجائزة؟
فأجاب الصحفي: ميسي وقبل أن يكمل أشار إليه كلوب بمعنى انتهِ أنت من أجبت عن السؤال.
الأرقام تقول ميسي، المنطق يقول ميسي، فرانس فوتبول تقول: كريستيانو.
– ميسي أكثر من سجل في 2017.
– ميسي أكثر من صنع في 2017.
– ميسي أكثر من خلق فرصاً في 2017.
– ميسي أكثر مراوغات ناجحة في 2017.
– ميسي أكثر مرر في 2017.
– ميسي أكثر من أخذ رجل المباراة في 2017.
– جائزة الكرة الذهبية: رونالدو!

أين المنطق؟
قد يتهمني البعض بأنني غير محايد، أو غير موضوعي، أو أنني مشجع متحيز لبرشلونة، لكن قبل إطلاق هذا الحكم المسبق عنّي، دعونا نجيب عن هذا السؤال:
هل استحق كريستيانو رونالدو جائزة الكرة الذهبية؟ وما هي المعايير التي اعتمدتها فرانس فوتبول لمنحه هذه الجائزة؟
في كل سنة تمنح فيها جائزة الكرة الذهبية يعود الجدل من جديد، ويطرح نفس السؤال: ما هي المعايير التي يتم على أساسها اختيار الفائز، فعند ملاحظة الفائزين بهذه الجائزة خلال العشر سنوات الأخيرة لا نجد معياراً ثابتاً، تم الاعتماد عليه لاختيار الفائز، فتارةً أرقام اللاعب الفردية، وتارة اللاعب المتوج بلقب كبير مع ناديه، أو منتخب بلاده، وهنا نحن أمام فرضيتين اثنتين:
الفرضية الأولى: أرقام اللاعب الفردية، الأهداف، الأسيست، المراوغات.

الفرضية الثانية: التتويج بالألقاب الجماعية مع النادي أو المنتخب.
– معيار الكرة الذهبية لسنة 2017.

لا يختلف اثنان على أن ليونيل ميسي قد اكتسح وبالأرقام خلال سنة 2017، فقد تفوق على الجميع فردياً، سواء الأهداف أو التمريرات الحاسمة أو المراوغات الناجحة، فعند المقارنة بين اللاعبين على المستوى الفردي والأرقام، نجد أن ميسي يتفوق على رونالدو الذي تذبذب مستواه وتباين كثيراً خلال سنة 2017.
فعند المقارنة بين اللاعبين بالأرقام خلال سنة 2017 نجد:
كريستيانو رونالدو
– سجل 45 هدفاً.
– صنع 11 هدفاً.
– مراوغات ناجحة 23.

ليونيل ميسي
– سجل 54 هدفاً.
– صنع 14 هدفاً
– مراوغات ناجحة 173.

على مستوى المنتخب:
في تصفيات كأس العالم 2018:
تأهل رونالدو رفقة المنتخب البرتغالي في المجموعة التي ضمت لاتفيا وأندورا وسويسرا وجزر الفارو والمجر، دون أن يحسم أي نقطة بأهدافه، لو حذفت جميع أهدافه لما تأثرت أي نقطة من رصيد البرتغال.

بينما قاد ليونيل ميسي التانغو إلى كأس العالم وتصدر قائمة هدافي التصفيات برصيد 7 أهداف رغم الغياب، وذلك في قارته التي تضم الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا والباراغواي وتشيلي والبيرو والأوروغواي والبيرو والإكوادور وفنزويلا وبوليفيا في مجموعة واحدة، حاسماً 12 نقطة بأهدافه طوال التصفيات الأرجنتين حققت 7 نقاط من 8 مباريات بدون ميسي، و21 نقطة من 10 مباريات بوجوده.

تبين هذه الأرقام وتؤكد تفوق ليونيل ميسي على كريستيانو رونالدو، لكن الجائزة فاز بها البرتغالي؛ لأن المعيار لسنة 2017 هو التتويج بالالقاب الجماعية فهو قاد فريقه ريال مدريد للتتويج بدوري أبطال أوروبا والليغا الإسبانية، ومنتخب بلاده لكأس العالم 2018 يبدو أن معيار سنة 2017 هو التتويج بالألقاب الجماعية ولا تهم هنا الأرقام الفردية.
لكن بالعودة إلى سنة 2013، وإذا أخذنا بمعيار الألقاب الجماعية فرانك ريبيري فاز بخمس بطولات مع ناديه بايرن ميونيخ، وقاد منتخب بلاده للتأهل لكأس العالم 2014، لكنه لم يفُز بالكرة الذهبية.

ريبيري هو صاحب الإنجاز الأكبر في 2013، لكنه لم يفُز بالجائزة؛ حيث أحرز اللاعب مع بايرن خمسة من ستة ألقاب متاحة في هذا العام بإحراز الثلاثية التاريخية دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ولم يفلت منه سوى كأس السوبر الألماني بالهزيمة أمام بوروسيا دورتموند.

وجاء تمديد فترة التصويت على الجائزة لما بعد الملحق الأوروبي الفاصل لتصفيات مونديال 2014؛ ليعزز فرص وآمال رونالدو في الفوز بالجائزة بعد أهدافه الأربعة التي قاد بها المنتخب البرتغالي للفوز الرائع والثمين على نظيره السويدي في الملحق؛ ليحجِز مقعده في النهائيات.

وكان في هذا التمديد تعويض لنقطة الضعف التي هددت فرص رونالدو في الفوز بالجائزة، وهي عدم إحرازه أي لقب مع الريال على مدار 2013.

باعتقادي يجب أن يكون هناك معيار واحد وثابت لاختيار الفائز بهذه الجائزة حتى لا تفقد مصداقيتها، وحتى لا يكون هناك جدل في كل عام، إما اتخاذ معيار الأرقام الفردية لكل لاعب وما قدمه خلال الموسم من أهداف مراوغات أسيست أو اتخاذ معيار التتويج بالألقاب الجماعية، واللاعب المتوج بأكثر الألقاب هو من يفوز بالجائزة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد