تعرّض مدير صحيفة الفجر المستقلة لوعكة صحية خطيرة نقلت على أثرها للمستشفى لم يمر كحدث عادي فقط، إنما اجتمع بدار الصحافة لجنة مساندة لها تضم أعمدة وكبار الصحفيين لبحث سبل إنقاذ الزميلة من مخالب الموت.
حيث تم تناول عدة نقاط مهمة، منها تسييس الصحافة، وشراء الذمم وقمع الأصوات الحرة.
كما تميّز الاجتماع بالانفعال والسخط من الوضع الذي آلت إليه الساحة الصحفية.
التدخلات في مجملها كانت مع التحرّك وإيصال صوت الصحافة الحرة إلى الرأي العام المحلي والدولي، وكذلك مطالبة السلطة بالتدخل السريع لأجل تدارك الأسوأ، والدعوة لكسر هاجس الخوف الذي ينتاب الصحفيين.
كذلك تم التطرق صراحةً للموقف المشين للصحافة إزاء فقدان الزميل محمد تاملت، والإعلان عن السعي لتدخّل وزير الاتصال مع تنظيم تجمّع أمام دار الصحافة من أجل مساندة حدة حزام، انتهى هذا الأخير بتوقفها عن الإضراب استجابةً لطلبات زملائها، ونظراً لحالتها الصحية المتدهورة.
أوجه الشبه بين محمد تاملت وحدة حزّام ليست فقط المهنة الصحفية إنما أقلامهما الجريئة الناقدة هناك حتى من صنفها مثيرةً للجدل من حيث الأفكار والطرح، اعتُبر كلاهما أيضاً مصدر إزعاج حتى لزملائهما ومناصبين العداء للسلطة، فلولا ذلك لما حوكم هو وأُدين بالسجن مع غرامة مالية، أما هي لم يتم منع الإشهار العمومي عن صحيفتها الذي سيؤدي فرضه حتماً لخطر الإفلاس والغلق، فذنبُهما الوحيد أنهما اختارا مبدأ رفض الخنوع مع التمسك بالرأي وخوض غمار الدفاع عن حرية الصحافة، هذا ما دفع كليهما للإضراب عن الطعام كطريقة لإيصال صوتهما الحر ورفض العقوبات التي سُلطت عليهما.
الفرق بين الصحفيين بعد إقدامهما على الإضراب أن الشاب محمد تاملت انتقل إلى رحمة ربه، أما السيدة حدة حزام فلا تزال تصارع من أجل البقاء تحت شعار "لا لخنق الصوت الحر".
والأهم أن الأسرة الصحفية تحركت، وهذا ما لم يحدث مع محمد تاملت الذي سلمته للموت، وهي الآن تحاول حفظ ماء الوجه مع السعي لإخراج حرية الرأي والقلم من مصلحة الإنعاش وهذا يحسب لها، خاصة بعد أن طغى التعفن ومحاباة السلطة وتضارب المصالح على مجال الصحافة المكتوبة، وكذا السمعي والبصري، ما جعل الخوض في تحليل الوضع أمراً محتوماً بالرغم من أن الاجتماع لم يكن سوى لدعم ومساندة حدة حزّام.
ففي الواقع القضية تعدت الشخصية إلى قضية تموقع السلطة الرابعة وسقف حريتها.
رحمة الله على محمد تاملت، والشفاء العاجل لحدة حزّام.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.