ملحوظة: التدوينة بالعامية المصرية
(كنا قصة بتتحكي لأي اتنين عايزين يكونوا ناجحين في علاقتهم، ما كُناش زوجين بس، كنا أصحاب وإخوات وكل حاجة في الدنيا، كل الناس كانت بتستغرب إزاي بعد مرور كل الوقت ده على جوازنا ولسّه باين علينا إننا متجوزين جداد، من كتر السعادة اللي في بيتنا ما كانش سِننا باين علينا، ما كانتش أزمة أو مشكلة ممكن تعكر صفونا.
لكن فجأة كل ده ولا أكنّه كان، منتهى الملل والزهق ممزوج بمنتهى الحزن على مشاعر ما تتعوضش، وفعلاً أنا مستغرب فين كل الحب ده؟ إزاي مات فجأة كده؟ وهل ينفع أكون بحبّها حب حقيقي ويموت، وفجأة كده؟ ولا كنت بضحك على نفسي؟
معقول بعد ما كانت بالنسبة لي النسمة اللي بتهوّن مُر الحياة، تبقى هي السجن اللي نفسي أخلص منه؟ معقول بعد منتهى الحب يبقى منتهى الكُره؟).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحقيقة يا صديقي، ممكن الحب يبقى كره عادي جداً، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولكن في الغالبية العظمى لا يموت.
الحب فجأة، كان في مرحلة احتضار محدش فيكم أدركها، أو لو مُدركينها ما تعاملتوش معاها صحّ.
بمعنى أن (حبكما مَرِض مرضاً شديداً، فاحتضر، فمات).
نيجي بقى لسؤال: إيه اللي وصّل حبكم لكده؟
1- ممكن يكون افتكرته مات علشان ركزت على البحث عن نفس المشاعر اللي حسيت بيها في الأول، فلما ما لقتهاش بدأت تغني على نغمة ما بقتش بحبها زي الأول، لحد ما صدّقت النغمة دي وبدأت تتعامل على أساسها.
2- ممكن يكون لأنك كنت راسم أحلام وهمية قبل الجواز عن شكل علاقتكم، أو شكل الست في البيت، استمدتها من المسلسلات والأفلام، اللي أثبتت الدراسات إن معظم الشكوى بين الأزواج بقت تبعاً للقضايا اللي بتعرضها الدراما.
3- أو لأنك رسمت معنى معين لشكل التعامل اللي المفروض تعاملك بيه، واحتفظت بالصورة دي في خيالك، وبتطلب منها تحققها على أرض الواقع بمبدأ إنها (المفروض تفهم لوحدها).
4- أو يمكن علشان كنت طالب منها تنازلات تقدمها في حل أي مشكلة زي العادة وما بقتش تعمل ده.
5- يمكن -من وجهة نظرك- ما ادتكش الحرية اللي كنت محتاج تحسّ بيها.
6- أو تكون انت فاكرها روبوت ما ينفعش يتحرّك غير بأمرك، رسمت لها تِراك تمشي فيه، فلما بدأت تتمرد كأي إنسان طبيعي لقيت نفسك بدأت تزهق منها.
7 – أو لأنك كنت مقرّر تغيرها للشكل اللي في دماغك اللي مش منطقي، وما صرّحتهاش بالصورة دي قبل الجواز، فبدأت هي ترفض لأن ليها رأي، فده بدأ يزهّقك منها.
8- أو بسبب روتين الحياة وضغوطها اتكونت طبقة من التراب على العلاقة اسمها الملل خلّتك مش شايف الحب ده، وبدأت تتصرف بعنف لحد ما ضاع خالص.
9- أو لأن الحب عندك له معنى معين، والطريقة دي مش واصلة لها، فمش فاهمة اللغة اللي المفروض تكلمك بيها.
10- أو لأن شكل العلاقة الحميمية مش هي اللي انت محتاجها.
11- أو لأنك كنت معمي بالعشق، فلما نضجت مشاعرك بدأت تفوق إنها مش هي دي الشخصية اللي ينفع تكمّل معاها.
والنقطة دي أكدها باحثون في لندن كوليدج من خلال دراسة، أن العشق بيؤثر في دوائر رئيسية في المخ، وأن الدوائر العصبية اللي مرتبطة بالتقييم الاجتماعي للأشخاص اللي بنتعرف عليهم بتقف عن العمل لما الإنسان بيحب بقلبه بس بدون عقل، فنبدأ نتغاضى عن عيوب ونرضى بحاجات عمرنا ما تخيّلنا نقبلها، ظناً مننا إن الموضوع هنعرف نشكله علينا وفي الآخر بيبقى وهم كبير..يعني العلاقة كان أساسها مضروب.
12- أو لأنك شخص أناني طالب عطاء فقط ومش عايز تقدم أي حاجة غير لمتعة نفسك، فتمردها على كده خلق عندك إحساس إنها مش مريحاك.
الأسباب دي مجتمعة أو منفردة عملت كدمات في قلب كل طرف منكم أو انتم الاتنين مع بعض، وعدم استخدام العلاج الصح، وصلنا لمرحلة موت القلب تماماً، ما بقاش يدق بالحب، بدأ يدق بالزهق، وبعدين بالغل، وبعدها خالص الكره.
أما بقى لو عندك الرغبة إزاي تدخل الحب ده غرفة الإنعاش علشان يحيا من تاني، طبّق الخطوات الجاية دي:
1- حدد سبب موت الحب، واكتبه في ورقة وحط خطة للإنعاش.
2- صارح شريكة حياتك بشكل لائق باللي وصلت له.
3- ابدأ كتّر من كلامك الحلو؛ لأن ده أقرب طريق لبث الروح في قلب المرأة، فالبتالي هتترد فيك الروح من روحها. بس المهم يكون الكلام يُصَدّقه العمل؛ لأنها لو فاقت من حلاوة الكلام المعسول ولقته مالوش أي علاقة بالواقع، هتكون النتيجة سيئة ليك وليها، وأقلها إنها هتكره كلمة بحبك منك.
4- افتكر يوم أو مناسبة وفاجئها إنك افتكرته بأي أسلوب.
5- اكتب في ورقة مميزات شريكة حياتك، واطلب منها ده.
6- اكتب العيوب وحلول ليها إزاي تتصلح، واطلب منها ده.
7- داوِم على طاعة تعملوها سوا.
8- اقتل وقت الفراغ عندك وعندها.
9- وراجع معاني الكلمات اللي في عقلك اللاواعي، بمعنى اسأل نفسك يعني إيه بالنسبة لك، وبالنسبة لها (حب، احتواء، حنان، أمان، سعادة….)، وهكذا علشان تحط إيدك على العلاج اللي يريحك.
وأخيراً عارفة إنك بتقول دلوقتي منين بقولك مش طايقها ومنين بتقولي لي كده؟
هرد عليك وأقول لك: الحب الناضج يا صديقي أساسه (لا تنسوا الفضل بينكم)، ومن هنا تأتي الرحمة، وأهم مواصفات الرحمة هي حفظ الجميل، وأساسيات حفظ الجميل هي المحاولات المستميتة لبقاء مَن تدين له بالجميل على قيد الحياة، وما معنى الحياة بدون رضاء من نحب؟
فالحب الناضج هو الحب اللي يبني ما يهدّش هو اللي كان نبي الله محمد بيحبه لزوجاته خديجة وعائشة، هو حب الرحمة والسكن، هو فقط معنى الحب الذي لم ولن نصل إليه إلا بالزواج الناجح.
أما الحب الذي تقصده أنت وتبحث عنه فهو شعور أهوج، طبيعي إنه يظهر لما نفرح بحاجة جديدة وده مكانه بيكون في أول أي علاقة، مش زي اللي رسّخه الإعلام في عقولنا إنه هو ده الحب اللي لازم يفضل مستمر معانا وإلا فلا، أو إن نهاية الحب هي الزواج.
وبأكد كلامي بدراسة أجراها البروفيسور سيندي هازان، وكانت عبارة عن مجموعة من الاختبارات النفسية والبيولوجية أجراها على مجموعة من المتاحبّين لقياس مستوى الحب بين كل اثنين منهم. النتيجة كانت إنه مفيش حب يمكنه الاستمرار مدى الحياة، وإن الحب لا يعيش مع العلاقة الحميمية إلا لمدة أربع سنوات كحد أقصى، ثم يموت بعدها. بينما يبقى حُسن المعاشرة والود.
فراجع حساباتك يا صديقي، والجأ إلى الله ليدلك على الرشد في أمرك، وفُكك من المقارنات، وارضَ بما قسم الله لك، وطوّر في اللي حاسس إنه ناقصك وبقيت محتاجة معاها، وابتغي في كل ده رضا الله عز وجل، واقرأ واتعلم في قرآنك وعن سيرة نبيك مع أزواجه.
#ببساطة_أوووووي
أتمنى المقال يكون نقطة تحوّل في حياتكم، والمقال ينفع يطبق على المرأة اللي بتشتكى من الأمر ده بردو، وينفع للي مقبلين على الزواج وخايفين يوصلوا لكده من اللي بيشوفوه، وأشوفكم في مقال جديد في مقال يخلينا سند لبعض في دنيا مليانة بالأعباء.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.