هل سنلج نحن الأساتذة والأستاذات، غداً، فصولنا الدراسية، ومؤسساتنا التعليمية، ومكاتبنا الإدارية، ابتداء من الساعة الثامنة صباحاً، في الابتدائي والإعدادي والتأهيلي والجامعي وبمراكز تكوين الأطر، وكأن شيئاً لم يكن؟
وكأن زميلاً لنا في ثانوية سيدي داود بمدينة ورزازات العزيزة، لم يتم تعنيفه من لدن تلميذه في الثانوي التأهيلي مع الأسف الشديد، وخلال حصة تعليمية، كان المدرس خلالها يضاعف الجهود لتقديم محتوى تعليمي – تعلمي للتلاميذ، ربما سهر الليالي من أجل إعداده والتنقيب عن مراجعه ومصادره؟
هل سيبادل بعضنا نحن الأساتذة والأستاذات، التلاميذ والمتعلمين نظرات الحذر والنفور وربما الكراهية بعد الذي حدث، وعمّم على شبكات التواصل الاجتماعي، وقنوات الإعلام العمومي، وأصبح حديث العام والخاص؟
هل يجوز فتح نقاش تربوي مع المتعلمين والمتعلمات حول ما جرى؟
هل السماح بسؤال/ أسئلة حول ما تعرض له زميلنا بثانوية سيدي داود بمدينة ورزازات، يمكن أن يصيبنا في كبريائنا، وينقص من قدرنا ومنزلتنا وسط الناس والمجتمع؟
هل سيقرر بعضنا/أو يكون قد قرر بالفعل، أن يرفع درجة الحزم، والصرامة، واليقظة، للتصدي لأي محاولة تكرار سيناريو ثانوية سيدي داود بمدينة ورزازات، داخل فصله الدراسي؟
هل أصبحت معنوياتنا، أو بعضنا على الأقل في الحضيض؟
هل سنستسلم للقدر؟ (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَة فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَة فَمِن نَّفْسِكَ).
أظن (والله أعلم)، علينا جميعاً نحن الأساتذة والأستاذات، التخلص الفوري من الأفكار السيئة، والذكريات المقززة، وألا نسقط تمثلاتنا السلبية حول تلميذ ثانوية سيدي داود بمدينة ورزازات على متعلمينا كافة.
نعم يمكن أن نفتح حواراً مع التلاميذ، بل ربما يجب علينا أن نفتح حوارات؛ لفهم ما جرى، أو بالأحرى لإفهام التلاميذ حقيقة ما جرى.. وما يمكن أن يقع استقبالاً بمؤسساتنا التعليمية.
أيها الأساتذة، أيتها الأستاذات، إياكم والشعور بحساسية مفرطة تجاه الموقف، والضعف والاضطراب، من خلال نظرات التلاميذ، وربما من خلال قهقهات بعضهم.. أو إيحاتهم الواعية واللاواعية.
الرجاء الحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس.
لا يمكن تعميم ما حدث طبعاً على جميع التلاميذ.
لا يجب أن نغفل وظيفتنا الأساسية، وهي التربية وليس التعليم فقط.
أبناؤنا وتلاميذنا أمانة في أعناقنا، يجب في نظري، تعبئتهم للتحلي بالقيم السامية وفي طليعتها احترام الأساتذة.
أيها الأساتذة.. اعلموا أننا إذا فشلنا في جذب المتعلمين نحو خطابنا التربوي التعليمي التهذيبي، فحتماً سندفعهم للارتماء في أحضان العنف والانحراف والعدوانية.
لا تزر وازرة وزر أخرى، لذا لا يمكن أن يؤثر سلوك تلميذ مراهق منحرف، أو غير سوي، ويوجه ردود أفعالنا نحن الكبار.
يا رجال التعليم، يا نساء التعليم، إياكم والتراجع للوراء، إياكم والنكوص عن مبادئ التربية والتعليم والتفاني في القيام بالواجب.
لا تفرطوا في قيمكم السامية والنبيلة.. إن معنوياتنا يجب أن تظل في عنان السماء؛ لأن واجباتنا، وسمو وظيفتنا التنويرية في المجتمع، كل ذلك يفترض أنه حافز لنا على تحدي الصعاب، ومواجهة العراقيل والمثبطات وما أكثرها.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.