كانت الساعة الثامنة مساء بتوقيت إسطنبول، قرأت خبر "بايزيد يتعرض لمحاولة اغتيال"، صديقي محمد نتشارك نفس الغرفة، أتاني مسرعاً: نوفل هل بايزيد تعرض لمحاولة اغتيال؟!
فأجبته: "لا تقلق ما زال على قيد الحياة"، فبدأ يبحث على مواقع التواصل الاجتماعي ماذا حدث له؟ وهل هو بخير؟ من كثرة الاهتمام الذي أبداه له، قلت له: "نحن نعيش لسنتين سوياً، ولم تبدِ هذا الاهتمام بي"، بدا فرحاً جداً بعد تماثله للشفاء، ورفض كل التهم التي كان شريكنا مصطفى يروجها عن بايزيد، ويقول محمد لنا: "أنتم أعداء الناجحين"، واستمر محمد في موقفه المدافع إلى ليلة أمس.
السؤال الذي يحيرني: ترى ما الذي يجعل شخصاً ممن يزعمون أنهم دعاة الحرية والتغيير في المجتمع أن يكذب إلى هذا الحد؟ لم يكن وحده بالإضافة إلى زوجته التي على الأغلب أنها وقفت معه في خداع للناس! بدل أن تخرج علينا بمنشورها الكاذب، وأنها في حال يعلم الله وحده به؛ لأن حبيبها اغتال نفسه بنفسه! كان يجب أن تقف ضد خداعه للناس.
بايزيد شخص ليس مهماً، قد يكون هو أحد الأشخاص الذين تسلقوا على أكتاف الثورة السورية، لكن ما يحزنني جداً أنه كان يعتبر من المؤثرين في المجتمع المسلم الأميركي، له دور لا ننكره في الدفاع عن الإسلام هناك.
ولكن كيف تطلب من شباب الجالية المغتربة في أميركا أن يثقوا بالشخص الذي استغل تعاطفهم لكي يصبح حديث الإعلام من أجل أن يحصل على تمويل لمشروعه؟!
تذكر يا بايزيد "الغاية النبيلة لا تبرر أن يكذب الإنسان من أجلها"، وإذا تحدثنا بمنطق الدين الذي تؤمن به بأن "المؤمن لا يكذب!".
بدأ الناس حوله بالتخلي عنه، حتى صديقه الذي كان معه تبرأ منه؛ لأنه كذب عليه، واستغله من أجل هدفه النبيل الذي صدع رؤوسنا بالحديث عنه "بغض النظر عن الشخص الذي دفعه ليفعل ذلك ويتبرأ منه".
ترى ماذا سيقول بايزيد عندما يتخلى عنه المساندون له؟ وهل سيكون للضجيج الإعلامي فائدة في ذلك؟! أتذكر كيف جاء نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، ورافقه في رحلته إلى أميركا، قد يكون ربح الضجة الإعلامية ولكنه خسر كل الداعمين والمؤيدين له، أشعر بالحزن على كل الأشخاص الذين تأثروا ببايزيد؛ لأنه استخدمهم كوسيلة مبتذلة للحصول على الدعم، وهذا يعتبر قمة الانحطاط الأخلاقي.
نحن لسنا ملائكة، نحن نخطئ دائماً، ولكن تذكر عندما تكون في موضع تدافع عن المبادئ السامية التي تؤمن بها، رجاء لا تتخلى عنه من أجل مكتسب زائل، يقول الله تعالى: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ"، وأنا أخرج من البيت كان صديقي محمد بجانبي، أخبرته بأنني سأكتب مقالاً عن أكذوبة بايزيد، لم يبدِ أي اهتمام ربما لسان حاله يقول: "الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.