أطلق الحكم صافرته قائلاً: "بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير".
رددت الجماهير الحاضرة الهتاف خلفه بصوت أعلى لا تكاد تُميز ما يُقال من تداخل الأصوات واختلاف طبقاتها، ما بين ملوح للفريقين، وما بين مبتسم.
يقفز البعض لتقبيلهم والتقاط الصور معهم، هم مشاهير اليوم ونجوم اللقاء وأقطاب القاعة، تجد أحدهم يهمس في أذن الفريق الأسود بكلمات ويضحك.
حضن يعتصر الفريق الأبيض من شقيقته الصغري وتتخلله دموع، على ظهورهم أياد ملتصقة تخبط برفق.
مباراة بين فريقين فائزين! أو هكذا تبدأ، يشبه الزواج كثيراً مباراة كرة القدم.
في الأصل قُدر لهذه المباراة أن تكون ودية..
مجتمعات متخلفة، وتجارب سيئة، وضعفاء نفوس، أعداء السكن والمودة والرحمة أبوا لها ذلك، وحولوها إلى مباراة على "نهائي بطولة" مباراة مليئة بالصراعات التي لا تنتهي.
يعمل كل طرف جاهداً على إخماد الطرف الآخر، والانتصار عليه، ولن يطلق الحكم صافرة النهاية إلا وأحدنا فائز.
"مباراة نهائية كان من المفترض أن تصبح ودية".
في اللقاء الودي وعلى غير العادي لا تجد أحد اللاعبين وقد بدا على وجهه العبوس مطلقاً، تشعر وكأنه في حفل عيد ميلاد، يحتضن لاعبو الفريقين بعضهم البعض في بداية اللقاء بود شديد، تملأ روح المرح الجميع، تسكن المودة المكان، لا يبحث أحد الأطراف عن الفوز.
كشريك حياة لا يهمه من أخطأ ومن على صواب، سنواجه مشكلاتنا معاً ثم نتخطاها، يقوم اللاعب بعرقلة الآخر عرقلة غير مقصودة، يبتسم اللاعبان يساعده على القيام ثم تمر اللحظة بود.
لو أن هذه اللقطة في مباراة نهائي، لقذف وجهه بالكرة،
مسموح لك بأي تغييرات تريد إدخالها على علاقتنا لتصبح أفضل وأفضل.
في المباراة الودية قد تغير دكة البدلاء كلها فروح المشاركة تملأ الجميع،
مشهد قد يحدث في المباراة الودية أن يمنح الفريق الأقوى الأضعف فرصة استخدام مهاراته،
بل وإحراز هدف أحياناً دون محاولة التصدي له بشكل جاد،
فقوتي لن تفسد سعادتك
قوتي لن تقتل فرصك
قوتي هي قوتك
سأستمع إليك، سأقف بجانبك، سأدعمك.
ومن نفس المنطلق عندما أكون في موقف قوة في مشكلة ما لن أستغل هذا، بل وقد أعتذر لك.
في المباراة الودية لن يهزم أحد، ستمنح الجهات المعنية الهدايا للمشاركين جميعاً.
وسيرضى الله عن علاقتنا ويباركها وستحفها الملائكة،
سننتج أطفالاً أسوياء،
ولدوا فوجدوا المودة والرحمة والأخلاق الحسنة وطاعة الله ورسوله تحت سقف واحد
فهنا كلنا شخص واحد، فكرة واحدة، هدف واحد
فريق واحد مُقسم شكلاً فقط،
أما مضموناً فأنت الأسرة ولو كنت وحدك.
سيصعد كلا اللاعبين على منصة التكريم
جنباً إلي جنب
يتسلمون الجائزة
ويرفعون الكأس
كأس التكريم
كأس المباراة الودية
كأس السعادة الزوجية.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.