قالت : أنا أفكر بالانفصال لأن زوجي عصبي ويضرب ولكني مترددة لأني أحبه ولدي أبناء فماذا أفعل ؟ قلت لها : من الصعب أن أجيب عن سؤال مثل هذا من غير أن أعرف التفاصيل ، قالت : زوجي من نفس عائلتي وتزوجنا منذ عشر سنوات ورزقت منه بثلاثة أولاد ولكنه عصبي ويضرب وقد أحدث بجسدي عدة كدمات وأخر مرة ضربني منذ يومين فخرجت من بيتي وذهبت لبيت أهلي ، وأنا أحبه وهو يحبني وقد وفر لي مسكنا كبيرا وهو كريم وطيب وحنون وحبيب ولكن مشكلته أنه عصبي ويضرب أحيانا وأنا صبرت على عصبيته كثيرا ، ولكن في هذه المرة أهلي يضغطون علي بالانفصال ولكني مترددة .. فماذا أفعل ؟
القصص كثيرة ولكن ينبغي أن نتفق على أن المرأة انسانة لا بد من احترامها وعدم ضربها فقد قال رسولنا الكريم (لن يضرب خياركم) ، وقالت السيدة عائشة : (ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله) ، فهل رجال اليوم يجاهدون في زوجاتهم عندما يضربونهن ؟!
قلت لها : دعينا نفرق بين نوعين من العصبية والضرب ، الأول : انه عصبي ويضرب من طفولته وخاصة عندما يفقد السيطرة على نفسه ، والثاني : انه صار مؤخرا يتعامل معك بعصبية ، قالت : بل هو من النوع الأول وحتى والده عصبي مثله ، وبالمناسبة هو يضربني لما أرفع صوتي عليه وأتحداه ، قلت : إذن الموضوع مشترك بينكما ، يعني لو أنت كنت هادئة وقت غضبه لما ضربك ؟ قالت : ربما ، قلت : هل سبق أن ذهبت لبيت والدك من قبل ؟ قالت : لا ، قلت : إني لا أرى الانفصال لمثل حالتك ، ولكني أرى أن يقف عند حده ولا يهينك أو يظلمك مستقبلا ، قالت : لقد أرحتني والله وهذا رأيي ولكن أهلي يضغطون علي ، وأقول لك صفة جميلة فيه انه إذا غضب علي أو ضربني يعتذر مباشرة ويشتري لي الهدايا ويتأسف على ما فعل.
قلت لها : وهذا يؤكد ما أراه بعدم الطلاق ولكن بنفس الوقت ينبغي أن لا تسكتي على الضرب والعصبية ، قالت : وماذا أفعل وهو يتصل بي كل يوم ويريدني أن أرجع للبيت ، قلت لها : استجيبي له بعدما يلتزم أمامك أو أمام والدك بأن لا يضربك مستقبلا ، ولو استطعت أن توثقي هذا الإتفاق بورقة ودية فهذا خير وبركة ، وإذا رجعت لبيتك احرصي أن تبتعدي عما يغضبه من التحدي والتهديد ، وحاولي أن تقنعيه بأن يستشير من يساعده على التقليل من عصبيته.
وبعدما انتهى الحوار تذكرت قصة طريفة مرت علي عندما كنت قاضيا بالمحكمة فتقدم لي زوج يشتكي من ضرب زوجته له فلما حققت مع زوجته قالت لي : إن ما قاله لك صحيح فإني متزوجة هذا الرجل منذ سبع سنين ، وأول خمس سنوات من زواجنا كان يضربني وأنا متحملة ، ثم فكرت بحل جذري للمشكلة وهو أني أتعلم رياضة الكاراتيه للدفاع عن نفسي ، وقد تدربت وحصلت على الحزام الأسود فصرت أدافع عن نفسي عندما يضربني ثم أهجم عليه وأضربه فتوقف عن الضرب .. فلماذا يشتكي إليك ؟ ثم قالت موجهة الكلام له وهي تبتسم : أنصحه أن يتعلم الكاراتيه حتى يدافع عن نفسه ، فضحكت حينها وقلت له : هل صحيح ما تقوله زوجتك عنك ؟ قال : نعم ، قلت له : إذا كنت تحب زوجتك فإني أنصحك بأن تستمر معها ولا تضربها حتى تعاملك باحترام ، وذهبا ولم يرجعا مرة أخرى ، وقصة أخرى عشتها كان علاج ضرب الزوج لزوجته أنها أدخلت والدته بالمشكلة وهو يخاف من أمه ولا يعصى لها أمرا ، فاستثمرت زوجته ذلك وصار يحترمها ولا يضربها ، وقصة ثالثة لامرأة تعرف أن زوجها يحب المال فاشترطت عليه كلما يضربها يدفع لها مبلغا من المال فتوقف عن الضرب ، وقصة رابعة لامرأة طلبت الطلاق بسبب ضرب زوجها لها وهو حق شرعي لها ، فالقصص كثيرة ولكن ينبغي أن نتفق على أن المرأة انسانة لا بد من احترامها وعدم ضربها فقد قال رسولنا الكريم (لن يضرب خياركم) ، وقالت السيدة عائشة : (ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله) ، فهل رجال اليوم يجاهدون في زوجاتهم عندما يضربونهن ؟!
– تم نشر هذه التدوينة في موقع صحيفة اليوم
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.