لماذا الشعوذة ولدينا الساحر ميسي؟!

قد لا يختلف اثنان على خبرة ومستوى مدرب الأرجنتين سامباولي، لكن أعتقد أن الخيارات التي دخل بها مباراة البيرو غير مفهومة وغير منطقية تماماً، فبعد إصابة أغويرو بحادث مرور كان لزاماً استدعاء هيغوايين، وعلى الرغم من تذبذب مستواه فإنه يبقى لاعباً صاحب خبرة وقد يفيد المنتخب في المباريات الصعبة، لكنه اختار بينيديتو الذي لم يقدم أي إضافة تُذكر للهجوم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/18 الساعة 04:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/18 الساعة 04:58 بتوقيت غرينتش

بعد أدائه المبهر والكبير في الجولة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2018 والهاتريك التاريخي الذي سجله والذي أصبح بفضله هداف التصفيات بـ21 هدفاً- لم أجد الكلمات المناسبة التي أصف بها ميسي وما قام به، لن تكفيه معاجم كرة القدم.

حقاً، إن ما يقوم به أشبه بالسحر أو الخيال أو يفوقهما، إنه غير عادي، استثنائي، من كوكب آخر. باختصار، إنه أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم.

فمنتخب التانغو لم يكن بحاجة إلى معجزة أو إلى شيء من السحر بقدر ما كان محتاجاً لنجمه الأول ميسي، وهو ما حدث بالفعل.. ميسي لعب ضد البيرو وضد الحظ وضد الأرجنتين!

قد لا يختلف اثنان على خبرة ومستوى مدرب الأرجنتين سامباولي، لكن أعتقد أن الخيارات التي دخل بها مباراة البيرو غير مفهومة وغير منطقية تماماً، فبعد إصابة أغويرو بحادث مرور كان لزاماً استدعاء هيغوايين، وعلى الرغم من تذبذب مستواه فإنه يبقى لاعباً صاحب خبرة وقد يفيد المنتخب في المباريات الصعبة، لكنه اختار بينيديتو الذي لم يقدم أي إضافة تُذكر للهجوم.

بل عكس ذلك، أهدر فرصاً سهلة برعونة غير مفهومة، وتم أيضاً استبعاد ديبالا على الرغم من مستواه الرائع مع بداية هذا الموسم في اليوفنتوس وتسجيله 11 هدفاً، والغريب أنه تم استدعاء غاغو، الذي كان غائباً عن المنتخب 6 سنوات كاملة، وفي الشوط الثاني تم تغيير ديماريا بأريغني رغم أن ديماريا قدم شوطاً أول جيداً.

على الرغم من هذا التخبط في خيارات سامباولي، فإن ميسي قدَّم مباراة كبيرة جداً وبذل مجهوداً جباراً، تقريباً بمفرده استطاع صناعة العديد من الفرص وكأنه كان يلعب بمفرده ضد منتخب بيروفيٍّ قويٍّ منظَّم دفاعياً والذي فرض رقابة شديدة عليه.

و رغم هذه الرقابة، كان ميسي أكثر مَن لمس الكرة وأكثر مَن سدَّد على المرمى، خاصة كرته التي ارتطمت بالقائم، وأكثر مَن قدَّم أسسيت للرفقاء ولم يستطع مهاجمو التانغو تسجيل ولو هدفاً وحيداً كان سيؤهلهم دون تعقيدات أو حسابات.

انتفاضة ميسي

مباراة الجولة الأخيرة من التصفيات، أقل ما يقال عنها إنها تاريخية ومصيرية لمنتخب الأرجنتين بظروف صعبة ومعقدة، كلها كانت لا تصب في مصلحة منتخب التانغو؛ مباراة خارج الميدان في الإكوادور، بارتفاع عن سطح الأرض بـ2800 متر والتي لم يفز عليها منذ سنة 2001 هذا الأخير، الذي فاز على الأرجنتين في عقر الديار بـ(2/0)، وبعد بداية المباراة بـ30 ثانية فقط يتلقى التانغو هدفاً مباغتاً زاد من الطينة بلة ومن تعقيد مهمة ميسي ورفاقه!

لكن البرغوث الأرجنتيني كان في الموعد، انتفض وأنقذ الأرجنتين بهاتريك تاريخي ليؤهله لكأس العالم، وقد تكون هذه الأهداف تساوي اللقب العالمي في حال نجاح التانغو في إحراز اللقب العالمي.

حان وقت ردّ الجميل
ما قدمه ميسي خلال السنوات العشر الأخيرة إضافة كبيرة لكرة القدم العالمية، فهو سطَّر تاريخاً جديداً للعبة وحطم أرقاماً قياسية بقيت صامدة لسنوات صاحب الكرات الخمس الذهبية، وهداف منتخب الأرجنتين والهداف التاريخي لنادي برشلونة، منح الكثير لكرة القدم.

وبعد أن خسر منتخب الأرجنتين 3 نهائيات بين سنتي 2014 و2016، حان وقت ردّ الجميل؛ فميسي يستحق لقباً عالمياً ويستحق كأس العالم، وحان الوقت لذلك.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد