أدوار منظمات المجتمع المدني في مناطق النزاعات

ولعل هناك أدوراً أكبر تنتظرها هذه المجتمعات من منظمات المجتمع المدني، فأحد الميادين الأساسية لتقديم الخدمات وقيادة عملية الوعي هو المناطق المتأثرة بالنزاعات وإنسانها، وما ينتظرها هي مبادرات وأنشطة كبيرة على مستوى كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والسياسية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/12 الساعة 05:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/12 الساعة 05:25 بتوقيت غرينتش

يعيش السودان وعدد مقدّر من دول القارة الإفريقية والمنطقة العربية صراعاً مسلحاً في عدد من أطرافهم، وهو صراع جديد، أو متجدد لأسباب مختلفة، بعضها سياسي وبعضه أيديولوجي.

بالطبع هذا الصراع له إفرازاته على مستوى المجتمعات التي تقطن هذه المناطق.

منظمات المجتمع المدني لها مسؤولياتها تجاه إنسان مناطق النزاعات هذه، سواء كان متضرراً نفسياً أو جسدياً أو نازحاً، لكننا بنظرة عن كثب لواقع منظمات المجتمع المدني الآن نجد أن معظمها متمركز في عواصم الدول ومدنها الكبيرة، وتعمل في أنشطة متشابهة في مجال التنمية، سواء في مجال الوعي وتطوير القدرات والمهارات، أو مجال المساعدات وتقديم الخدمات وتوفير الاحتياجات، وذلك لأسباب تتعلق بالبنية المؤسسية والفنية لهذه المنظمات، أو أسباب تتعلق بالخطط والبرامج والتمويل وغيرها من الأسباب.

ولعل هناك أدوراً أكبر تنتظرها هذه المجتمعات من منظمات المجتمع المدني، فأحد الميادين الأساسية لتقديم الخدمات وقيادة عملية الوعي هو المناطق المتأثرة بالنزاعات وإنسانها، وما ينتظرها هي مبادرات وأنشطة كبيرة على مستوى كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والسياسية.

إننا جميعاً نرى أن هنالك تزايداً كبيراً في عدد المنظمات العاملة في جميع حقول العمل الطوعي والإنساني بفضل طاقات الشباب، هذه الأعداد الكبيرة والطاقات الهائلة يمكن أن توظف لسد الثغرات وتنمية المجتمعات في مناطق النزاعات من خلال تعزيز ثقافة الحوار والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع المختلفة، وكذلك تأهيل القيادات المحلية، وإعداد التقارير والبيانات، وأيضاً من خلال دعم المشاريع التنموية ومشروعات الدمج وإعادة التأهيل النفسي وتوفير الاحتياجات الأساسية وتقديم الإغاثات للنازحين، وغيرها من الأنشطة والبرامج التي تعزز الدور المهم للمجتمع المدني في وضع اللبنات الأساسية لبناء السلام المستدام، والتي إن لم تكن مصنوعة على صعيد الواقع الاجتماعي، فحتماً فإن أي عملية سلام ستنهار ولو بعد حين.

وثمة ثلاثة محاور يجب العمل عليها في مناطق النزاعات، هي قبل وأثناء وبعد الصراع.

ولعل مركزية أنشطة معظم منظمات المجتمع المدني وعدم وجود التشبيك الكافي فيما بينها ينعكس سلباً على واقع هذه المناطق المتأثرة بالصراعات والنزاعات، فما تفعله وتقدمه منظمات المجتمع المدني يمكن أن يكون وقاية لإطفاء كثير من أسباب الاشتعال، أو عنصراً مساعداً في إيقاف الحرب، أو عاملاً محفزاً لبناء سلام مستدام.

إننا لا ننكر المجهودات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني في مناطق النزاع، لكننا نرى أن هذه الجهود ضئيلة جداً بحجم تأثير هذه النزاعات وانتشارها، وكذلك مقارنة بالعدد الكبير الهائل لهذه المنظمات، مع ذلك هناك العديد من التحديات التي تواجه المنظمات في مناطق النزاع، وهذا ما يجب التوخي له، والتعامل معه بحذر، وفق معطيات أماكن النزاع والمجتمعات التي تقطن هذه المناطق، وذلك لأن المجتمع المدني يكون غالباً هو القطاع الذي يجري استهدافه أولاً، وينطبق هذا الحال في العديد من المجتمعات التي تأثرت بالصراعات، خاصة في البلاد والدول التي تقلّ فيها الرقابة الدولية، وتكون فيها الديمقراطية ضعيفة.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد