ملحوظة: التدوينة بالعامية المصرية
من فترة قابلت شاب من إقليم تركستان (إقليم صيني) في القاهرة، وشاء القدر إني أتعرف عليه ونتكلم هو بيتكلم عربي مكسر، وكانت الصدمة بالنسبة ليا هو هنا ليه وبيعمل إيه؟ وإيه اللي بيحصل في تركستان وبعض الأقاليم الصينية؟.. وكانت التفاصيل الجاية دي اللي مهم جداً تقروها وتساعدوا في نشرها علشان الناس تعرف أكتر مين الشباب دول وإيه اللي بيحصل، وبالأخص لما عرفت إن امبارح تم اعتقال عدد كبير منهم تمهيداً لترحيلهم من مصر!
– نبدء الأول بحكاية تركستان البلد اللي دخلها الإسلام في القرن الرابع الهجري، وكان فيها تقريباً مليون مسلم في الوقت ده، ويمر التاريخ على الإقليم ده بثورات وحروب كتيرة، وينتهي بيه الحال في عام 1949 إنه ينضم للجمهورية الصينية لما أعلن زعيم الحزب الشيوعي الصيني تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وضم منطقة تركستان الشرقية للجمهورية الوليدة بالقوة، وأطلق عليها الاسم الصيني "شنغيانغ".. ومن الوقت ده لغاية وقتنا الحالي 2017 تعرضت تركستان للكثير من المذابح والاضطهاد الديني والظلم واللي راح وبيروح ضحيتها حالياً الآلاف.. ما لهمش صوت انتخابي ولا أي حقوق في الدولة ومعظم علماء الإقليم في السجون تدمير لأكتر من نصف المساجد، واعتبار الإسلام خروج عن القانون، وإلغاء الملكية الفردية، ومنعهم من السفر، وقانون تحديد النسل بالقوة لمعتنق الدين الإسلامي هناك لمنع انتشارهم، وغيرها من القوانين التعسفيه القمعية.
– بدأت بحكاية البلد علشان للأسف محدش بيسمع عنهم حاجة ولا حد بيتكلم عنهم، أرجع تاني لقصة الشاب ده، والشباب اللي زيه هنا في مصر، الشباب دول جايين مصر وسايبين بلدهم علشان يتعلموا الدين الإسلامي واللغة العربية، وجايين علشان يلتحقوا بالأزهر، لغاية هنا يبدو الموضوع عادي، إنما للأسف اللي جاي مش عادي.
علشان يلتحقوا بالأزهر يلزم إنهم يجيبوا خطاب من السفارة الصينية اللي في القاهرة، واللي طبعاً بترفض أي طلب للدراسة في الأزهر، علشان مش عايزين حد يتعلم الدين الإسلامي، وللأسف الأزهر برده ما بيرضاش يخليهم يلتحقوا بيه من غير خطاب السفارة!
برغم كل الاضطهاد ده الشباب دول برده كانوا بيتعلموا قرآن عند مشايخ في مساجد القاهرة، ولغة عربية في مراكز خاصة لتعليم اللغة، وكان الأزهر أحياناً بيسمح لعدد كل فترة كبيرة إنهم يلتحقوا لغاية سنة بالظبط، والدنيا قفلت في وش الشباب دول نهائي تقريباً!
– من سنة الحكومة الصينية طبقت قانون بينص ع أن (أي سفر لأي دولة مسلمة وبالأخص مصر والسعودية من إقليم تركستان والمكوث فيها أكتر من 15 يوم يعتبر المسافر خارج عن القانون باعتباره إنه كده بيدرس دين إسلامي، ولو الشباب دول رجعوا يتقبض عليهم ويتحطوا في السجون، وعلشان كده كانوا بيخرجوا من بلدهم على أساس سفر سياحة؛ لأن مش مسموح بالسفر ليهم للتعليم اللي كان بيتعرف من هناك كان بيتقبض عليه، والآلاف منهم في السجون بسبب كده!
بس الجزء المأساوي أكتر بقى، واللي أنا كتبت البوست بسببه هو باقي القانون اللي بينص على إن أي شخص يرسل أموال لشخص آخر في البلاد المسلمة دي يتقبض على الشخص ده، الشباب دول جايين هنا علشان يتعلموا، وكانت مصاريف دراستهم وإقامتهم في مصر أهاليهم بيبعتوها ليهم من الصين، وكانوا عايشين كويس لغاية لما القانون الظالم ده اتعمل، و أهاليهم ما بقوش يبعتوا فلوس؛ لأن اللي كان بيبعت منهم كان بيتعرف ويتسجن برده.
عدد الشباب دول كانوا حوالي 5000 بسبب التضييق عليهم، جزء كبير راح بلاد تانية واللي فاضل هنا في مصر حوالي 1000 شخص حالياً، 1000 شخص ما لهمش أي مصدر رزق ولا فلوس يصرفوا منها، 1000 شاب أعمارهم تتراوح بين 15 سنة إلى 23 سنة، واللي للأسف برده صعب إنهم يشتغلوا بسبب إنهم ما بيتكلموش عربي مظبوط وصعب الفهم، وكمان لأنهم جايين لهدف إنهم يدرسوا.
……………..
أنا كتبت ده علشان أعرف الناس بيهم، وكمان اللي يقدر يساعدهم مادياً يساعدهم هما كلهم ساكنين في منطقة واحدة في الحي السابع مدينة نصر.. بس للأسف أنا اتأخرت؛ لأني لم أكتب إلا بعد ما عرفت إن الحكومة المصرية بدأت في طردهم من مصر وقبضوا على عدد كبير منهم، تمهيداً لترحيلهم للصين، وده بعد زيارة الرئيس الصيني لمصر من فترة قريبة، وبعده وزير الأمن الصيني!
حالياً ما قدمناش غير الدعاء ليهم وعلى الأقل نعرف الناس بقصتهم وبمدى الظلم والاضطهاد وانعدام الإنسانية وصمت العالم كله تجاه المذابح اللي بتم هناك.
ساعد بالتعريف بقضيهم
______________________
– المصادر:
2- الأزهر ينتقد الصين لمنع مسلمي الويغور من الصيام
3- ناطق باسم الأويغور: السلطات الصينية تمنع مسلمين من الصوم وتلزم المطاعم بالعمل
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.